يترقب عشاق الساحرة المستديرة قرعة بطولة الأمم الأفريقية المقرر إقامتها في يناير المقبل بالجابون والتى ستقام في الفترة من 14 يناير حتى 5 فبراير المقبلين، والتى تجرى غدًا الأربعاء في العاصمة الجابونية ليبرفيل، حيث يعود الفراعنة للمشاركة في البطولة القارية، للمرة الأولى بعد غياب ثلاث دورات، حيث كانت المشاركة الأخيرة في أنجولا 2010 التي نجح المنتخب الوطنى في التتويج باللقب للمرة الثالثة على التوالى والسابعة في تاريخ الفراعنة تحت قيادة حسن شحاتة، المدير الفنى الأسبق، وتنظم الجابون البطولة للمرة الثانية، بعدما استضافت النسخة بالشراكة مع غينيا الاستوائية في عام 2012، وستقام المباراتان الافتتاحية والنهائية بملعب الصداقة في أجوندجيه بضواحى العاصمة ليبرفيل (يتسع ل44 ألف متفرج) وهو الملعب الذي سيحتضن حفل سحب القرعة اليوم. ووضعت قرعة التصنيف المنتخب الوطنى ضمن التصنيف الثالث بجانب منتخبات الكاميرون والسنغال والمغرب، فيما ضم التصنيف الأول منتخبات الجابون وساحل العاج وغانا والجزائر، وجاء المستوى الثانى ليضم منتخبات تونس ومالى وبوركينا فاسو والكونغو الديمقراطية، وضم المستوى الرابع منتخبات توجو وأوغندا وزيمبابوى وغينيا بيساو، فيما سجل المنتخب النيجيرى الغياب الأكبر بالمشاركة في البطولة المقبلة، بعدما فشل النسور في تخطى ماراثون التصفيات. ويخشى الجهاز الفنى للمنتخب المصرى، بقيادة هيكتور كوبر، من وقوعه في مجموعة صعبة، فمن المحتمل أن يتواجد المنتخب في مجموعة تضم كلًا من «الجزائر»- «تونس»- «أوغندا». ولا تختلف طموحات المنتخبات العربية كونها تسعى جميعها إلى اللقب القارى، خصوصًا الجزائر التي تملك منتخباً قوياً يبلى البلاء الحسن في العامين الأخيرين، خصوصاً منذ تألقه في مونديال 2014 عندما بلغ الدور الثانى للمرة الأولى في تاريخه وخرج بصعوبة وبعد التمديد على يد ألمانيا التي تُوجت باللقب لاحقاً. وتبحث الجزائر، صاحبة لقب قارى وحيد حتى الآن وكان على أرضها عام 1990، عن مدرب لمنتخب بلادها بعد التخلى عن خدمات الصربى ميلوفان راييفاتش، عقب السقوط في فخ التعادل الإيجابى 1-1 أمام عقدتها في المباريات الرسمية ضيفتها الكاميرون في الجولة الافتتاحية للدور الحاسم من تصفيات مونديال 2018. ويبدو الفرنسى آلان بيران الأقرب إلى خلافة راييفاتش الذي ذهب ضحية ثورة لاعبى محاربى الصحراء بعد كبوة الكاميرون. وتدخل تونس، المتوجة بلقب وحيد أيضًا عام 2004 على أرضها، العرس القارى بقيادة مدربها الجديد القديم البولندى-الفرنسى هنرى كاسبرزاك. فيما يعقد المغرب الذي ظفر بلقب واحد حتى الآن وكان عام 1976 في إثيوبيا، آماله على مدربه الجديد الفرنسى هيرفى رينار، الذي قاد زامبيا وساحل العاج إلى اللقب القارى عامى 2012 في الجابون، و2015 في غينيا الاستوائية. من جهة أخرى، لاتزال إقامة البطولة محفوفة بالمخاطر بسبب أحداث العنف التي تلت الانتخابات الرئاسية وحيث الشركات تضاعف جهودها لإنهاء الأشغال في الملاعب التي ستستضيف البطولة، رغم الأزمة الاقتصادية التي تضرب البلاد. الجابون جاهزة أم لا؟ باستضافتها لحفل سحب قرعة نهائيات كأس أمم افريقيا 2017، ترغب الجابون في الرد بنعم بالتأكيد، في وقت بدأ «الإخوة الإعداء»، المغرب والجزائر، المنافسة في سرية على استضافة العرس القارى في حال إخلال الجابون بشروط الاستضافة. ولا شك أن تجهيز الملاعب والفنادق في الوقت والساعة المحددين يمثل أيضًا رهاناً سياسياً بالنسبة لرئيس البلاد، على بونغو، الذي أعيد انتخابه بعد جولة واحدة في انتخابات 27 أغسطس الماضى، وسط احتجاجات عنيفة غير مسبوقة، خاصة في ظل مطالب خفية من المغرب والجزائر لاستضافة البطولة في حال عدم جاهزية الجابون بسبب الظروف السياسية والاقتصادية السيئة التي تمر بها، مما أدى لطلب مسؤولى الجابون تأجيل انطلاق البطولة لبضعة أيام إلا أن الاتحاد الأفريقى رفض الأمر. فيما استبعد الاتحاد الأفريقى ملعب عمر بونغو الذي كان مقرراً أن يستضيف المباراتين الافتتاحية في 14 يناير والنهائية في 5 فبراير، بسبب تأخر الأشغال. وقال عيسى حياتو، رئيس الكاف: «الأمور ليست مؤكدة بالنسبة للملعب، لأنه أثناء الأحداث (بعد الانتخابات)، هجر الأشخاص الذين يقومون بالأعمال الملعب». وأكد الرئيس على بونغو قوله بالفعل عندما توجه مطلع أكتوبر الحالى إلى مدينة فرانسفيل، معقله السياسى والعائلى، لحضور مباراة الغابون والمغرب ضمن الجولة الأولى من الدور الحاسم لتصفيات مونديال 2018 على ملعب المدينة الذي بدا جاهزًا لاستضافة المسابقة القارية، على الرغم من أنه لم يكن غاصاً بالجماهير.
