العربي يدعو لثورة فكرية وثقافية لمواجهة الارهاب ويحث الدول العربية للتوقيع على ميثاق الجامعة العربية بعد تعديله عمرو موسى: لابد من وضع الجامعة العربية في سياق عصري يستشرف المستقبل ويسهم في صياغة شرق اوسط مختلف فؤاد السنيورة : بقاء الجامعة العربية ضرورة للحفاظ على الهوية العربية ،،،،و فتن اسرائيل ودول اقليمية تستهدف اشعال المنطقة شدد الدكتور نبيل العربي الامين العام لجامعة الدول العربية على ان الحرب على الاٍرهاب تتطلب ثورة فكرية وحضارية ومواجهة شاملة خاصة في ظل ما تشهده المنطقة العربية من تحديات غير مسبوقة باتت تهدد الأمن القومي العربي بشكل كبير وكيان الدولة الوطنية. واكد العربي -في كلمته امام احتفالية مرور سبعين عاما على تأسيس الجامعة العربية التي تقام على هامش مؤتمر "فكر14"الذي تنظمه مؤسسة الفكر العربي بحضور عدد كبير من المفكرين والشخصيات السياسية العربية البارزة في الوطن العربي ، ان مؤتمر الفكر العربي يشكل علامة هامة من علامات الحياة الثقافيةوالفكرية في الوطن العربي كما ان مؤسسة الفكر العربي تشكل نموذجا هاما للعمل العربي الأهلي المشترك. ونبه العربي الى ان مشروع التكامل العربي يواجه تحديات كبيرة في ظل ما تشهده دول المنطقة من تحولات عاصفة تفرض على الجميع التوقف ومراجعة مواقف العالم من حولنا. واكد العربي ان هذا المؤتمر يشكل فرصة فريدة وقيمة لاحياء هدف التكامل العربي تلك المشروع الحضاري الذي لا غنى عنه لنهضة الأمة العربية التي باتت في خطر كبير بعد ما قادت التحولات السياسية التي جرت في العديد من دولالمنطقة خلال الأربع سنوات الماضية لعكس ما تمناه الجميع وتحولت في بعض الدول لنزاعات دموية ومواجهات أنتجت موجات ارهابية خطيرة . وحذر العربي من خطورة موجات الاٍرهاب التي تجتاح المنطقة والتي تهدف الى هدم البنية الاساسية للدول وأسسها الثقافية والاجتماعية والدينية وتغييرها لأسس غيرها تستند على أسس دينية خاطئة. واكد العربي ان مواجهة الاٍرهاب واقتلاع جذوره لن يتم الا على أيدي أبناء الأمة العربية من خلال مواجهة فكرية شاملة. واعرب الامين العام عن تطلعه للتوقيع على ميثاق الجامعة العربية بعد ادخال تعديلات جديدة عليه حتى تستطيع مواكبة التغيرات والتحولات في المنطقة ودفع العمل العربي المشترك للامام،معربا عن امله ان يسهم مؤتمر الفكر العربي في استعادة الدور الثقافي والحضاري والإسلامي السمح بعيدا عن النظرة المشوهة التي اصبح ينظر اليه بها. اضطراب فكري وثقافي ومن جانبه دعا صاحب السموّ الملكيّ الأمير خالد الفيصل رئيس مؤسسة الفكر العربي الى تضافر جهود الامة العربية لمواجهة ما تمر به من اضطراب فكري وازمات سياسية واقتصادية وأمنية لتستعيد الثقة في النفس مجددا وتتخطى الازمات لتحقيق المآرب وطموحات الشعوب العربية. ووجه الفيصل الشكر لمصر قيادة وحكومة وشعبا لاستضافة مؤتمر الفكر العربي بمشاركة حشد كبير من المفكرين العرب الذين يحملون أفكار البناء والتجديد والتنمية ،داعيا للحفاظ على مستقبل الامة عن طريق الثقافة والفكر بعيدا عن المشاحنات والمزايدات. واضاف الفيصل في كلمته انه لطالما شهدت اروقة الجامعة العربية مفارقات وخلافات بين الدول العربية تنتقل من مقعد لمقعد ومنبر لمنبر الا انها اليوم تجمع العقول العربية والأفكار العربية من كل حدب وصوب بغرض الاتفاق على مستقبلالامة عن طريق الثقافة والفكر والتنمية وبعيدا عن المشاحنات والمزايدات،معتبرا ان ذلك يعد خطوة هامة تضاف الى خطوات كثيرة . نظام عصري ومن جانبه أكد عمرو موسى الامين العام السابق للجامعة العربية اهمية الاحتفال بتأسيس الجامعة العربية بعد سبعين عاما من خلال مؤتمر مؤسسة الفكر العربي ،مثمنا المبادرة المشتركة بين المنظمتين لعقد هذا المؤتمر الحاشد في ظل التحديات التي تحيط بالعالم العربي تتطلب وضع الجامعة العربية في سياق عصري يستشرف المستقبل ويسهم في صياغة شرق اوسط مختلف وإقامة نظام وصياغة جديدة للمنطقة لتحقيق التنمية والاستقرار. لا لالغاء الجامعة ومن جهته أكد فؤاد السنيورة رئيس الوزراء اللبناني الأسبق اهمية الدفع قدما بمسيرة التكامل العربي في الذكرى السبعين لتأسيس الجامعة بإعتبارها رابطة العمل العربي المشترك استنادا على المشتركات الحضارية والمصالح الكبرىخاصة ونحن في ظل مرحلة صعبة وخطيرة وتنامي صراعات خطيرة وتنامي اجتياحات خارجية ومخاطر التفكيك والشرذمة .وحذر السنيورة في كلمته امام المؤتمر من خطورة المجموعات الإرهابية التي ترعرعت في كنف اسرائيل وتمارس الاستبداد مستترة بالدِّين وهو براءة منها . وانتقد السنيورة حالة الضعف والهزال العربي الراهنة والفتن التي تسعى اسرائيل وبعض الدول الاقليمية لإشعالها ،داعيا في الوقت ذاته الى عدم الاصغاء لدعوات إلغاء الجامعة العربية بدعوى فشلها،مؤكدا ان وجودها اصبح اكثرضرورة وإلحاحا للدفاع عن الهوية العربية. وطالب بتطوير اليات عمالها لمواكبة التغيرات الاقليمية والدولية الراهنة. من جهته اكد مندوب الامارات الدائم لدى الجامعة محمد بن نخيرة الظاهري الذي تتراس بلاده الدورة الحالية لمجلس الجامعة اهمية مواصلة العمل لدعم كافة الجهود الهادفة إلى تطوير آليات العمل العربي المشترك في إطار الجامعة العربية،مشددا على إن الظروف والتحديات الصعبة التي تواجه الامة العربية في الوقت الراهن على اكثر من صعيد وفي اكثر من مكان تستلزم المزيد من التضامن ووحدة الصف بين أبناء الأمة العربية. :إن الظروف والتحديات الصعبة التي تواجه أمتنا في الوقت الراهن على اكثر من صعيد وفي اكثر من مكان تستلزم المزيد من التضامن ووحدة الصف بين أبناء الأمة العربية،داعيا الى ضرورة مواصلة العمل لدعم كافة الجهودالهادفة إلى تطوير آليات العمل العربي المشترك في إطار الجامعة العربية، وتفعيل دورها بصورة أكبر لخدمة قضايا الأمة، وللولوج إلى رحاب مستقبل أفضل، من خلال تعزيز الوحدة والتضامن والتكامل بين أبناء الأمة وعلى مختلفالأصعدة. واكد اهمية البحث عن كل المقومات والسبل التي تستنهض قوى الأمة وطاقاتها للخروج من ذلك الواقع المؤلم واستشراف مستقبل أفضل. وقال انه لا سبيل إلى ذلك الا بالتضامن ووحدة الصف والرؤى فذلك هو مايصون للأمة وجودها وأمنها ومصالحها ويعزز قدراتنا على مجابهة كافة التحديات، والتي على رأسها ظاهرة الإرهاب المستشري في المنطقة والعالم، فمامن شك أن مكافحة الإرهاب والقضاء عليه تعتمد أولاً وبصورة أساسية على تنمية الثقافة والفكر لمجابهته، ومن خلال نشر الثقة بين افراد المجتمع وبما يعزز قدراتنا للقضاء على الإرهاب ومسبباته، فضلاً عن دعم الحوار بين الثقافات وتعزيز تحالف الحضارات. واضاف ان الإرهاب الذي يواصل انتشاره في منطقتنا ويتمدد في كل مناطق العالم أصبح خطرًا عالميًا لا يعترف بالحدود الوطنية ولا يرتبط بديانة أو جماعة معينة، ولا يوجد بلدًا أو مكان في مأمن من هذه الظاهرة الخطيرة. واكد السفير اهمية نشر الفكر والثقافة الوسطية التي يمكنها الحد من انتشار هذه الظاهرة، حيث ستتولد منظومات وطنية تنشر الفكر المناهض للإرهاب وتعزز من الخطاب الثقافي والديني الوسطي لمجابهة الفكر المتشدد والمتطرف،وتساعد في اعداد التشريعات والقوانين القادرة على تجريم الأفكار الداعية إلى التمييز والكراهية والتطرف والعنف، والحد من انتشارها بين ابناء أمتنا العربية. واشار السفير ان الثقافة والفكر لبنتان أساسيتان في تحقيق التنمية والاندماج بين أبناء المجتمع بما يمنع من حدوث النزاعات والانقسامات ويساعد على تسويتها، وذلك من خلال الحوار و فهم الآخر. وقال :إن جامعة الدولة العربية هي بيت العرب، وهي النواة للوحدة العربية، ومن خلالها يمكن للأمة العربية مواجهة التحديات الجمة التي ألمت بنا، داعيا الى ضرورة العمل على تعزيز دور الجامعة العربية بما يساهم في تطويرالعمل العربي المشترك وبما يعزز من قدرة الأمة على مواجهة التحديات، وبما يترجم التطلعات القومية لمستقبل عربي أفضل. وقال انه إنطلاقًا من استشعارنا بالمسؤولية والواجب القومي سنظل داعمين للجهود الهادفة إلى تعزيز التضامنالعربي وتفعيل العمل العربي المشترك وتطوير آلياته بما يؤدي إلى تحقيق المزيد من التكامل والتنسيق والوحدة بين أبناء الأمة العربية. وشدد على أن منظومة العمل العربي بحاجة إلى التطوير لكي تواكب كافة المتغيرات الدولية، بحيث تكون قادرة على تجسيد تطلعاتنا المنشودة في التضامن والتكامل العربي، وذلك من خلال الفكر العربي المتجدد والمبدع القادر علىإيجاد الحلول للكثير من الأزمات والمشكلات التي نواجهها، لذا فيتوجب على الجامعة العربية رعاية هؤلاء المبدعين وتنمية قدراتهم حتى يتمكنوا من وضع أسس ومنطلقات من خلال أعمالهم الإبداعية لابتكار حلول للكثير من الأزمات التيتواجه العالم العربي. ووجه الشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير مكةالمكرمة، مُؤسس ورئيس مؤسسة الفكر العربي رئيس مجلس الأمناء، الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية على جهودهما المخلصةوالرائدة في خدمة الفكر العربي في جميع المجالات، وعلى مبادرتهما الحثيثة لعقد هذا المؤتمر الهام والذي ينعقد تحت شعار التكامل العربي تحديات وآفاق. واعرب عن خالص تمنياته بنجاح هذا المؤتمر الذي يتزامن مع الاحتفال بالذكرى السبعين لتأسيس جامعة الدول العربية التي تعد المنظمة المعنية بالشأن العربي . وتم خلال الجلسة تكريم سمو الامير المغفور له سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي الراحل عميد الدبلوماسية العربية تقديرا لعطائه السياسي والدبلوماسي ودوره المرموق ثقافيا وفكريا في مسيرة العمل العربي المشترك ، حيث اهدى الامين العام للجامعة العربية الى نجل المغفور له درع الجامعة العربية عرفانا بدوره وتقديرا لمسيرته . واثنى المشاركون خلال جلسة الاحتفال بذكرى تأسيس الجامعة العربية على الدور الدبلوماسي لسمو الامير الراحل وخدمته لقضايا الامة العربية والاسلامية امام المحافل الدولية.