كتبت - فايزة أحمد:دعت جماعة الإخوان المسلمين الى التمسك بأسباب نجاح ثورة 25 يناير وعلى رأسها، وحدة الشعب كله بأحزابه وفصائله وجماعاته وأفراده، وتقديم المصلحة العليا للشعب والوطن على المصالح الحزبية والفئوية والشخصية, واحترام الآخر, والنزول على المبادئ والقواعد الديمقراطية في حل الخلافات الفكرية والسياسية.وأشارت الجماعة في بيان لها اليوم للتعليق على أحداث جمعة وحدة الصف والإرادة الشعبية الى أن هذه الوحدة أدت لنجاح الثورة التي أثمرت مناخ الحرية الذي سمح للجميع أن يمارس السياسة بحرية كاملة, ويعبر عن آرائه تعبيرًا صحيحًا, بل أتاح لمن كان محظورًا عليهم النزول إلى ميدان السياسة الدخول إلى معتركها من أوسع أبوابه, وهذا يفرض على الجميع التمسك بهذه الوحدة, وممارسة السياسة وفق القواعد التي تؤكد على عدم الإقصاء, ومحاورة الآخرين, والتعاون في مساحات الاتفاق ابتغاء تحقيق صالح الأمة.وأكد البيان إن الإخوان المسلمين يسعون إلى استقرار أحوال الوطن, والتعجيل بنقل السلطة من المجلس العسكري إلى السلطة المدنية المنتخبة من الشعب وفق الجدول الزمني الذي حدده الإعلان الدستوري, ويرفضون تمامًا محاولات الوقيعة بين الجيش والشعب , أو الصدام معه, وليس معنى ذلك عصمته عن النقد والنصيحة, ولا التخلي عن حثه على الإسراع بتنفيذ مطالب الثورة, ومع إعطاء الوزارة المهلة الزمنية لتنفيذ برنامجها, ومتابعتها في هذا التنفيذ يومًا بيوم.ومن جانبها شددت الجماعة في بيانها على إن الإخوان المسلمين التزموا بما اتفقوا عليه مع القوى الوطنية السياسية والإسلامية الأخرى في فعاليات الجمعة يوم 29 يوليو وجعلوا من منصتهم في ميدان التحرير منبرا لكل القوى والأحزاب والتيارات ،مشيرة الى أن الخروج على هذا الاتفاق في بعض الشعارات واللافتات والكلمات يرجع للكبت الشديد الذي عانت منه القوى الإسلامية الأخرى الذي دفعهم لاعتزال السياسة ثلاثين عامًا أو أكثر.وبعثت جماعة الإخوان في ختام بيانها بأربع رسائل للشعب المصري ولممثلي التيار الاسلامى, ولممثلي التيارات الأخرى, ولوسائل الإعلام والصحفيين.وقالت الجماعة للشعب المصري: إذا كانت الثورة قد نجحت بفضل الله بالتوحد والحب وإنكار الذات, فإن الوطن الآن أحوج إلى هذه الوحدة لاستكمال عمليات التطهير والوصول إلى حالة الاستقرار , تمهيدا للانطلاق نحو البناء والتعمير والنهضة والتقدم يدا واحدة كما كنا في الميدان.. ودعت الجماعة التيار الإسلامي الى إدراك أنهم مجموعات في هذا الوطن, وأننا إخوة لكل من يعيش على أرضه في مساواة كاملة, وأننا يجب أن نقر للجميع بحقوقهم المادية والمعنوية كاملة, وأن نتعاون معهم على كل ما يخدم هذا الوطن , وأننا دعاة وأصحاب رسالة قوامها الحب والرفق وسعة العقل والقلب , وأننا دعاة توحد ووفاق وأصحاب معروف وأخلاق.وحذرت جماعة الإخوان ممثلي التيار الاسلامى بالقول: لا يغرنكم كما لا يغرنا كثرة عدد ووفرة أتباع, فأولى بنا جميعا أن نتواضع لله أولا ثم لإخواننا في الوطن وأن نحترم المبادئ والقواعد التي تجمعنا جميعا في توافق وطني.. وبالنسبة لممثلي التيارات غير الإسلامية قالت الجماعة: ننصحكم بمنتهى الصدق والحب والإخلاص, راجين أن تحترموا الإرادة الشعبية, وتحترموا مقدسات الشعب, وأن تنزلوا على قواعد الديمقراطية, وأن تتذكروا أنكم جزء من هذا الشعب مهما كانت ثقافتكم وعلمكم ووظائفكم.. ودعا البيان الإعلاميين الى التزام الصدق والأمانة والشفافية والحياد والدقة حرصًا على وحدة الأمة ومصالحها العليا.من ناحية أخرى تنظم جماعة الإخوان المسلمون أول حفل إفطار عام بعد الثورة يوم السبت المقبل يحضره أعضاء مجلس الشورى العام للجماعة فقط مع المدعوين من خارج الجماعة من الشخصيات العامة العلمية والسياسية والفكرية في المجتمع المصري.وقال الدكتور محمود حسين الأمين العام للجماعة في تصريحات له اليوم انه من المقرر أن يقوم مجلس الشورى العام في نفس اليوم باستكمال انتخاب باقي أعضاء مكتب الإرشاد , في حضور ممثلي أجهزة ووسائل الإعلام المختلفة.