قالت مصادر داخل حزب النور ، إن الحزب يشهد خلافات حول فكرة الانسحاب من جولة الإعادة في المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية، التي أسفرت عن خوض 25 مرشحا للحزب جولة الإعادة بعدة محافظات، مشيرة إلى أن الحزب سيحسم موقفه خلال ساعات بناء على تقارير مقدمة من المجلس الرئاسى، وبعد استفتاء كان من المقرر إجراؤه، الأربعاء، خلال اجتماع الهيئة العليا للحزب. وأضافت المصادر التي فضلت عدم ذكر أسمائها، أن الحزب منقسم لفريقين، الأول يرى ضرورة خوض جولة الإعادة وعدم الانسحاب، ويقوده الدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، الذي يرفض اصطدام الحزب والدعوة بالدولة، ويعتبر خطوة الانسحاب بدءا لمرحلة عداوة مع النظام سيجنى الحزب عواقبها السلبية مستقبلاً، وعدد كبير من المرشحين في جولة الإعادة مؤيدين لرؤية برهامى. وأوضحت المصادر، أن التيار الآخر داخل الحزب يرغب في الانسحاب، ويضم عدداً كبيراً من أعضاء الهيئة العليا، ويطالب به كل قواعد الحزب بمختلف المحافظات، لافتة إلى أن هذا التيار يرى أن الحزب يتعرض لمؤامرة وسط رغبة كبيرة من الدولة وكل الأطراف السياسية لإقصائه بعيداً عن المشهد السياسى برمته. وتابعت المصادر، أن برهامى يستند على موقف المرشحين الذين سيخوضون جولة الإعادة وطلب من الغاضبين في الحزب أخذ آرائهم جميعاً، وبناء الموقف النهائى عليه، لافتة إلى أن هناك ضغوطاً كبيرة من القواعد لإجبار برهامى على التراجع عن فكرته والانسحاب، لإحراج الدولة أمام المجتمع الدولى. ولفتت المصادر إلى أن هناك تقارير أعدتها الحملة الانتخابية للحزب عما حدث في الجولة الأولى، موضحاً أن هذه التقارير أفادت بأن حلفاءنا على المقاعد الفردية وغالبيتهم محسوبين على الحزب الوطنى المنحل «باعونا»، ولم تمنحنا قواعدهم الشعبية أصواتهم، بل استفادوا هم من جماهيرنا، كما أن هناك تجاوزات كبيرة لصالح قائمة في حب مصر، ومرشحى بعض الأحزاب التي تريد الدولة أن تأتى بها للسيطرة على البرلمان، ومن بينها مستقبل وطن، والمصريين الأحرار، على حد ما ذكرته المصادر. ولفتت إلى أن التقارير أكدت أن حملات ودعوات الإخوان منعت الكثير من الشباب من الخروج للإدلاء بأصواتهم أو مساندة الحزب في معركة الدعاية الانتخابية والتمهيد للانتخابات. من جانبه أكد شعبان عبدالعليم، عضو الهيئة العليا للحزب، أن هناك حالة لدى القواعد من التجاوزات التي شهدتها الجولة الأولى، لافتاً إلى أن البعض يطالب بالانسحاب لكن الموقف لم يتم حسمه بشكل نهائى. في المقابل، واصل ما يسمى التحالف الوطنى الداعم لجماعة الإخوان، التهكم من فشل الحزب السلفى بالجولة الأولى، وقال عاصم عبدالماجد، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية: «كل ما يملكه برهامى وأحمد فريد وأحمد الشريف وشريف الهوارى لا يزيد على وعد بعدم الملاحقة الأمنية لأعضاء الحزب ومقاعد ومناصب لثلاثة منهم، بهذا فقط أضلوا الأعضاء الباقين». وأضاف عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية: «حزب النور لن ينسحب من الحياة السياسية، رغم عدم فوز مرشحيه في المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية، أما التهديد بالانسحاب فهى حيلة شديدة الذكاء منهم للفوز في المرحلة الثانية».
