صرح سفير إندونيسيا بالقاهرة نور فائزى سواندى، بأن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لبلاده تمثل حدثًا تاريخيًا سيدعم الشراكة الاستراتيجية ويعطى دفعة قوية للعلاقات الوطيدة بين البلدين، مؤكدًا أن حكومة وشعب إندونيسيا يتطلعان لتلك الزيارة. جاء ذلك فى حوار أجرته وكالة أنباء الشرق الأوسط مع السفير الإندونيسى حول زيارة الرئيس السيسى لجاكرتا فى شهر سبتمبر المقبل وأهميتها على الصعيد الثنائى، حيث تأتى بعد 32 عاما من آخر زيارة لرئيس مصرى، وفى ضوء الثقل السياسى والمكانة المتميزة التى تتمتع بها مصر وإندونيسيا على الصعيدين الإقليمى والدولى. وأشاد السفير بقوة وعراقة العلاقات التى تجمع البلدين، مشيرًا إلى أن مصر هى أول دولة عربية اعترفت باستقلال إندونيسيا عام 1946، موضحًا أن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بدأت رسميا عام 1947، وتم افتتاح السفارة الإندونيسية فى القاهرة عام 1949. وتابع "عندما ظهرت قضية تيمور الشرقية، اتخذت مصر موقفا داعمًا لإندونيسيا فى اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، وطالما حرصت الدولتان على الدعم المتبادل والتنسيق بشأن الترشيحات فى مختلف المنظمات الدولية، كما أن مصر وإندونيسيا من الأعضاء المؤسسين للمؤتمر الأفرو- آسيوى (1955)، وحركة عدم الانحياز (1961)". وعلى الصعيد الاقتصادى، قال السفير إن البلدين تجمعهما آلية ثنائية، وقد عقد أول اجتماع للجنة الثنائية المشتركة فى جاكرتا عام 1988، مشيرًا إلى أن رئيس الوزراء إبراهيم محلب، زار إندونيسيا فى أبريل الماضى حيث أبدى اهتمامًا بالتعاون المستقبلى فى قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة. وأكد سواندى أن العلاقات الاقتصادية بين مصر وإندونيسيا تتزايد بشكل كبير كما وكيفا، سواء من حيث كم وعدد الاجتماعات أو من خلال التعاون الاقتصادى المتعدد الأطراف كما يتمثل فى مجموعة الثمانى D-8 ومنظمة المؤتمر الإسلامى، وكذلك حجم وقيمة التجارة بين البلدين. وأوضح أن حجم التبادل التجارى بين البلدين بلغ 1.49 مليار دولار عام 2014، حيث زاد بنسبة 21.02٪ مقارنة ب1.2 مليار دولار عام 2013، وبلغت قيمة الصادرات الإندونيسية لمصر 21.71٪ أو ما يعادل 1.3 مليار دولار عام 2014 مقارنة ب1.1 مليار دولار عام 2013. ومن ناحية أخرى، زادت قيمة الواردات من مصر إلى إندونيسيا لتصل إلى 146 مليون دولار أو بنسبة 15.01٪ عام 2014 مقارنة ب127 مليون دولار عام 2013. وأضاف السفير أن القيمة الإجمالية للتجارة بين مصر وإندونيسيا بلغت 662.95 مليون دولار فى الفترة من يناير إلى مايو من العام الحالى، محققة زيادة بلغت 15.16% مقارنة ب 575.69 مليون دولار عام 2014، فى حين ارتفعت واردات إندونيسيا من مصر إلى 28.12% أو ما يوازى 84.16 مليون دولار، خلال الفترة من يناير إلى مايو 2015 مقارنة بالفترة نفسها العام الماضى، فى حين بلغت قيمة صادرات اندونيسيا إلى مصر 578.79 مليون دولار، وهو ما يمثل ارتفاعا بنسبة 13.49% مقارنة ب 510 ملايين دولار فى نفس الفترة العام الماضى. وأردف "ومن أجل تعزيز التعاون فى مجال الاستثمار، تقوم هيئة الاستثمار والتنسيق الإندونيسية (BKPM) بالتعاون مع الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة (GAFI) بوضع اللمسات الأخيرة لمسودة مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون والاستثمار، ومن المقرر أن توقع المذكرة خلال زيارة الرئيس السيسى إلى إندونيسيا". ولفت الدبلوماسى الإندونيسى إلى أن استثمارات الشركات الإندونيسية فى مصر بلغت حوالى 461 مليون جنيه، مؤكدا تطلع العديد من الشركات الإندونيسية الخاصة والمملوكة للدولة للاستثمار فى مشروع قناة السويس الجديدة. وفى المجال التعليمي، أشاد السفير بدور الأزهر الشريف فى نشر تعاليم الإسلام الوسطية، مشيرًا إلى أن عدد الطلبة الإندونيسيين فى مصر بلغ 2673 طالبأً. أما فى القطاع الثقافي، أوضح السفير أن إندونيسيا ومصر تشاركان فى الأنشطة الثقافية المختلفة فى كلا البلدين، مضيفًا أن الفرق الاستعراضية الإندونيسية شاركت فى العديد من المهرجانات الثقافية بمصر كان آخرها مهرجان سماع الدولى "للموسيقى الروحية والإنشاد الدينى"، كما شاركت الفرق المصرية فى العديد من المهرجانات فى إندونيسيا مثل كارنفال آسيا- أفريقيا فى أبريل الماضي.
