زلزال قوي يضرب ما يعرف باسم التحالف الوطني لدعم الشرعية، المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي، بصفة خاصة وتيار الإسلام السياسي بصفة عامة، فبجانب الفشل الكبير الذي وصل إليه أنصار الإخوان في مصر، كفر العديد من أبناء وقيادات التحالف الإرهابي بمرسي وعودته وأصبحوا يصبون لعناتهم وغضبهم على الإخوان، الأمر الذي جعل التحالف يرد بأنه تم اختراقه من عناصر تابعة للنظام من أجل تشويه صورته وإفشال مهمته الفاشلة من الأساس. ومن ضمن من صرح بهذا الاختراق سمير الوسيمي، المتحدث الرسمي باسم حزب الحرية والعدالة المنحل، والقيادي فيما يسمى بتحالف دعم الشرعية، والذي طالب رسميا بإجراء تنقية وتصفية لقيادات التحالف لوقف الاختراق الحادث حاليا له من قبل بعض القيادات الذين أصبحوا يهاجمون أنصار المعزول أكثر مما يهاجمهم معارضوهم. "منصور" الجزيرة وفي ضوء هذا الاختراق الذي اعترف به الإخوان، نجحت "فيتو" من خلال أحد المصادر المقربة لتحالف دعم مرسي في معرفة قائمة المغضوب عليهم أو "قائمة الشك" كما يطلق عليه أنصار المعزول، والتي حددها التحالف ويستعد لتنقية نفسه منها بعد هجومهم الشرس إما على التحالف بشكل رسمي أو على جماعة الإخوان الإرهابية التي ترأس هذا التحالف. ويأتي على رأس قائمة الشك الإعلامي أحمد منصور مذيع البرنامج المصري الذي يعمل بقناة الجزيرة القطرية الذي كان في وقت من الأوقات يعتبر البوق الأخطر المهاجم لمصر على تلك القنوات، دعما لجماعة الإخوان الإرهابية ورئيسها المعزول محمد مرسي. وعلى الرغم من متانة العلاقات السابقة بين الإخوان ومنصور ودعم الجماعة الكبير له بسبب دفاعه عنها وعن مرسي، أصبح مذيع الجزيرة على رأس قائمة الشك الإخوانية بعد التصريحات الأخيرة التي أطلقها عندما أكد أن التنظيم الدولي للإخوان مخترق من ال CIA جهاز المخابرات الأمريكي، وأنه يقود التنظيم ككل إلى حافة الهاوية منذ ثورة 30 يونيو 2013 في مصر وحتى الآن. وتسبب هذا التصريح في أزمة كبرى داخل التنظيم الدولي وخاصة في ظل التأييد الكبير الذي حصل عليه منصور من شباب الإخوان الغاضبين من القيادات وغير الراضين عن الأداء في التعامل مع الأزمة، الأمر الذي جعل التنظيم الدولي يؤجل بشكل رسمي عداءه لأحمد منصور ولكن وضعوه على رأس قائمة الشك التي من المنتظر أن تشهد في النهاية هجوما شرسا من الإخوان وطرد من تحالف مع دعم الشرعية وكل الكيانات الداعمة للإخوان. جاسوس برهامي أما الشخصية الثانية التي وضعت في قائمة الشك، فهو الداعية السلفي الشهير راضي شرارة القيادي بحزب الوطن السلفي، وما يعرف باسم تحالف دعم الشرعية، والقيادي السابق بالدعوة السلفية والذراع السياسية لحزب النور؛ وذلك بعد أن طرح مبادرة للمصالحة الوطنية بين الدولة والإخوان. ومن أبرز بنود الاتفاقية اعتراف الإخوان بفشلهم في السنة التي حكموا فيها مصر والتي أدت إلى سقوط مرسي ثم الاعتراف بالهزيمة أمام إرادة الشعب المصري، في حين طالب شرارة النظام باحتضان الإخوان وإعادتهم إلى المشهد السياسي المصري مرة أخرى، تلك المبادرة التي أشعلت غضب تيار الإسلام السياسي بعد أن اعترف أحد قيادات تحالف دعم مرسي بأن الصراع في مصر ليس صراعا دينيا كما يقول الإخوان بل إنه صراع على السلطة. شكوك حول الزمر ومن ضمن أعضاء قائمة الشك أيضا الإخوانية، والذي يعتبره الإخوان الاختراق الأكبر لصفوفهم، الشيخ عبود الزمر الذي شن هجوما شرسا على الجماعة من خلال مقالاته، وأعلن دعمه رسميا للنظام المصري الحالي بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي بل دعا صراحة لدعمه وتأييده أثناء المؤتمر الاقتصادي، موجها حديثه لدول العالم بالاستثمار في مصر وعدم التأثر بما يشاع عن مصر في الخارج، في إشارة إلى شائعات الإخوان التي يطلقونها في الغرب. وعلى الرغم من اعتذار الداعية السلفي الشهير محمد عبدالمقصود عن الهجوم عليه بعد نسب تصريحات للزمر تفيد باتهامه للإخوان بالمسئولية عن الانفجارات التي تشهدها مصر منذ عزل مرسي في 3 يوليو 2013، الأمر الذي جعل الإخوان يعلنون الحرب على الزمر لولا تأكيده في بيان رسمي على عدم اتهامه للإخوان بهذه التهم. لم يوضع الزمر في مرتبة مقدمة من قائمة الشك وذلك لعدم معرفة الإخوان حتى الآن هل هو بالفعل يهاجمهم وينتقدهم أم أنه يفعل ذلك حتى يكون البوابة الأخيرة للجماعة للعودة إلى المشهد السياسي في مصر في حال فشل كل محاولات الإخوان الساعية لإعادتهم إلى حكم مصر مرة أخرى. أسماء كثيرة وضعت في قائمة الشك وأسماء أخرى خرجت منها، ولعل أبرز الخارجين عصام دربالة رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية الذي يرفض حتى الآن الانسحاب مما يعرف باسم التحالف الوطني لدعم الشرعية، هذا بجانب خالد سعيد القيادي البارز بالجبهة السلفية الذي شن هجوما شرسا على الإخوان في السابق ثم اعتذر عنه وعاد إلى صمته مرة أخرى.