ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الأربعاء كلمة تاريخية أمام البرلمان الإثيوبي، خاصة وأنها المرة الأولى التى يلقى فيها رئيس أجنبى خطابًا فى برلمان أفريقى. أكد السيسي خلال كلمته أنها لحظة تاريخية فارقة التى يقف فيها فى بيت الشعب الإثيوبى، مرحبًا بنواب الشعب الإثيوبى ورئيس البرلمان. وشدد السيسى أمام البرلمان الإثيوبى على أنه يحمل رسالة أخوة صادقة وأياد ممدودة بالخير من الشعب المصرى. وأوضح الرئيس السيسى أن الشعب المصرى يتطلع مع نظيره الإثيوبى إلى مستقبل أفضل، مشيرًا إلى أنه يأمل فى مزيد من التعاون والبناء بين البلدين. وأضاف أن إثيوبيا لها الحق فى التنمية ورفع مستوى معيشة أبنائها، مشيرًا إلى أن المصريين لهم الحق فى العيش بأمان على ضفاف نهر النيل. وقال: " ماء النيل هو مصدر الحياة للمصريين وعازمون على التعاون المشترك بين البلدين ومساعدة الأشقاء في أثيوبيا وفي أفريقيا كلها ". وأضاف :" إن الفرصة سائحة حتى يسجل التاريخ أننا سعينا دون تقصير لضمان حقوق شعوبنا". وأوضح السيسى أن التاريخ يؤكد على الارتباط بين مصر ونهر النيل حيث قامت حضارتها على ضفافها ، مؤكدًا أننا بحاجة إلى بناء جسور للثقة بين الدولتين . ودعا الرئيس نواب الشعب الإثيوبي إلى العمل مع الأشقاء في مصر ودول حوض النيل قائلا:" لدينا فرصة كبيرة اليوم حتى يسجل التاريخ أننا كنا على قدر المسئولية التي تحملناها دون تقصير لضمان حقوق شعوبنا". وأضاف أنهم وقعوا اتفاقية مبادئ في الخرطوم من أجل استكمال الإجراءات الدستورية التي تضمن حق البلدين. كما أشار إلى ضرورة تفعيل الإرادة السياسية التي تجسدت في اتفاق المبادئ الموقع عليها بالخرطوم، مؤكدًا أن يده ممدودة بالحب والرغبة في التنمية، موضحًا أن ذلك لن يتم بالشعارات أو الكلمات . وقال السيسي إن أحد أبرز التحديات التي تواجه منطقتنا التي لا تقل خطرًا عن المياه والأمراض هو وباء الإرهاب الذي يتنقل عبر الحدود، مطالبًا بضرورة توحيد الجهود بين الدول الأفريقية من أجل مواجهته وأن يعملوا بشكل جماعي على مختلف المستويات حتى نكون بمأمن عنه. وشدد السيسي على ضرورة فتح صفحة جديدة في تاريخ العلاقات بين مصر وأثيوبيا نُسطر فيها طموحات الشعبين. كما دعا المسئولين الإثيوبيين لوضع ركائز لمستقبل أفضل لأبنائنا وأحفادنا، بالإضافة إلى الوقوف في وجه القوى الطامعة في بلادنا. وأشار عبدالفتاح السيسى إلى أن نهر النيل يعد الحبل السرى الذى يربط بين إثيوبيا ومصر، مشددًا أن مصر ملتزمة بهذا الواجب والوفاء به باعتباره أقوى دافع وأفضل ضمان. وشدد السيسى على أهمية حقوق الشعبين المصرى والإثيوبى فى حياة كريمة متقدمة، مشيرًا إلى أنه على الجميع تحمل المسئولية بضمائر نقية. وقال السيسى أمام البرلمان الأثيوبى اليوم الأربعاء، :" أؤكد باسم الإنسانية وأخواتنا الإفريقية ونيلينا الذى يوحدنا أننا بينكم نصنع مستقبلًا، وأراد الله أن نعلى قيمة الإنسان وأن نساعد فى إحياء نفوس بريئة". واختتم السيسى كلمته بقول بالآية القرانية :" (وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) . ولاقي خطاب السيسي تصفيق حاد وإعجاب من نواب البرلمان الأثيوبي الذين وقفوا له تحية واحترامًا وموافقة على فتح صفحة جديدة ينسى فيها البلدان الماضي.
