أجمعت شخصيات إسلامية بارزة على أن نفوذ التيارات الإسلامية التاريخي في أحياء عين شمس والمطرية يعد العامل الأهم في المواجهات الدامية التي شهدتها المنطقتان خلال الذكرى الرابعة لثورة 25يناير لافتين إلى أن وجود تحالف بين جماعة الإخوان والسلفية الجهادية قد حول المنطقتين لمعاقل للتطرف والإرهاب وتنام العداء لمؤسسات الدولة. اتفقت شخصيات تنتمي للجماعة الإسلامية والجهاد والإخوان المسلمين على استغلال الإخوان لتنامي الفقراء والبطالة ومحدودية الفكر لاجتذاب عناصر من البلطجية والمخربين وشرائهم بالمال لمهاجمة مؤسسات الدولة والاعتداء على الشرطة مؤكدين في النهاية أن هذه الموجة من العنف ستنتهي خلال ساعات ولن تبقي لجماعة الإخوان إلا الهزيمة. وقال الشيخ فؤاد الدواليبي، مؤسس جبهة إصلاج الجماعة الإسلامية: إن استمرار أعمال العنف والتخريب وإحراق مؤسسات الدولة في المطرية وعين شمس يعود إلى كون المنطقتين معاقل رئيسية للحركة الإسلامية في شرق القاهرة منذ ثمانينيات القرن الماضي. وتابع قائلا: "إن عددًا من رموز الإخوان والجماعة الإسلامية، وعلى رأسهم الدكتور صفوت عبدالغني قد عملوا بحرية تامة لمدة طويلة داخل هاتين المنطقتين خصوصا في مسجد آدم في عين شمس، واكتسبوا أرضية كبيرة للتيار في هاتين المنطقتين مما كرسا نوعًا من النفوذ العميق للإسلاميين. ونبه إلى وجود بؤر عشوائية في هاتين المنطقتين وانتشارا للفقر وأوضاع اجتماعية معقدة أسهت في تهبئة بيئة للفكر المتطرف فضبلا عن استمرار التحريض على الجيش والشرطة من قيادات الإسلاميين بالخارج بشكل أجج العنف وجعله مرشحا للاستمرار لفترة لبست بالقصيرة. "بلطجية وعاطلون" من جانبه أكد الشيخ نبيل نعيم، القيادي الجهادي البارز، أن اشتعال الأوضاع في عين شمس والمطرية يعود في المقام الأول للتحالف القائم حاليا بين جماعة الإخوان، وبين التيار السلفي الجهادي وغلاة التكفيريين الموجودين بشدة في المنطقة فضلا عن وجود تجمعات كبيرة للعاطلين والبلطجية الذين يسهُل شراؤهم بالمال للدخول في مواجهات دموية ضد الدولة. وأشار إلى أن عين شمس والمطرية تعدان معقلا أساسيا لجميع القوى الإسلامية، وقد دخلت المنطقتان في صراعات دموية مع الدولة خلال الثمانينيات قادها محمد شوقي الإسلامبولي شقيق خالد الإسلامبولي وحسن الغرباوي القياديين في الجماعة الإسلامية فضلا عن كون اثنين من قتلة السادات، وهما: عبدالحميد عبدالسلام وحسين عباس ينحدران من عين شمس. ورجح نعيم انكسار هذه الموجة في النهاية كون اللاعبين الأساسيين فيها من البلطجية والمأجورين وهؤلاء سيبيعون الإخوان في النهاية لافتا إلى أن يدي الأجهزة الأمنية باتت مغلولة بسبب عدم وجود قانون الطوارئ هو من سمح يتمدد هذه الجماعات المتطرفة والتكفيرية وأعطاها الفرصة لمواجهة الدولة بهذا الشكل الشرس. "ملاذات آمنة " إذا كان الشيخ نبيل نعيم قد رأى أن التحالف بين الإخوان والسلفيين الجهاديينهو من يقف وراء تفجر المنطقتين فإن مختار نوح القيادي الإخواني السابق قد أكد أن انتشار العشوائيات هو من حول المنطقتين إلى كتلة لهب بل أن هذه العشوائيات قد وفرت ملاذا آمنا لإفلات المهاجمين لقوات الشرطة وتفادي الملاحقات الأمنية بشكل شجعهم على الاستمرار في تحدي قوات الشرطة. وكشف نوح عن وجود مخطط إخواني لحشد كوادر الجماعة من كل أنحاء الجمهورية للتواجد لفترات زمنية محدودة في المنطقتين لإعطاء نوع من الزخم للمظاهرات وإعادتهم إلى مواطنهم حال انتهاء التظاهرات مؤكدا أن المطرية لا تعد من معاقل الإخوان التقليدية بل إن أعداد الإخوان بها لا تزيد على 100عضو. ونبه إلى عين شمس كانت ومازالت من المعاقل التقليدية للجماعة الإسلامية والجهاد والتيارات السلفية الجهادية وهو ما يفسر سهولة الحشد فيهما والقدرة على مواجهة الأمن مستفيدين من التركيبة الجغرافية والسكانية للمنظفتين مرجحا في النهاية انحسار هذه الموجة قريبا بعد دخول الإخوان مرحلة الاحتضار. وشاطره القول الدكتور سيد عبد الستار المليجي، القيادي الإخوان المنشقالذي رأى أن الفقر والثقافة المحدودة والبطالة مسئولية انفجار الأوضاع في عين شمس والمطرية، وتعدد المواجهات الدموية ضد الدولة مشيرا إلى أن التظاهرات تحولت لمتنفس لفقراء هذه المنطقة لصب جم غضبهم على الدولة لتجاهلها مشاكلهم. ونبه إلى أن أموال جماعة الإخوان الطائلة للإخوان هي من تلعب الدور الأهم في هذه الأحداث وإلا فمن أين لهؤلاء الفقراء وساكني العشوائيات بهذه الأموال لشراء هذه المتفجرات والمولوتوف وغيرها. مؤكدا أن نفوذ الجماعات الإسلامية والسلفية الجهادية في المنطقة وتلاقي أفكار هذه الجماعات بقوة مع التيار المهيمن على صنع القرار داخل الإخوان قد أفرز لنا هذه التحركات الدموية التي لا أعتقد أنها ستستمر طويلا. "تنمية شاملة " في نفس السياق طالب صيرا القاسمي مؤسس الجبهة الوسطية الدولة بإقرار مخطط تنموي شامل لمعالجة الأوضاع الاجتماعية والمعيشية المعقدة جدا في المنطقتين وحولها لقنبلة موقوتة ضد الدولة لافتا إلى وجود جماعات مختلفة تستغل هذا الاحتقان لتنفيذ أجندتها. وأشار إلى وجود موازييك من القوى الإسلامية يرغب في تفجير الأوضاع مثل الإخوان والجماعة الإسلامية وبقايا الجهاديين لإجبار الدولة على تقديم تنازلات لهم وإعادة دمجهم في المشهد السياسي وتوصيل رسالة للعالم بفشل الدولة ببسط نفوذها. ونبه إلى ضرورة تجفيف منابع الفقر والبطالة في هذه المناطق باعتبار أن الإخوان يستغلون محدودية الثقافة لنشر سمومهم في ظل وجود أعداد كبيرة من البلطجية والعاطلين الذين تحولوا لوقود لهذه المعركة.