نزهة أسرية، تحولت إلى حادث مرعب، حيث اصطحب المهندس محمد إدريس، 30 عامًا، أسرته في نزهة إلى القرية الكونية، التي أودت في النهاية إلى موته. بداية الحادث كانت عندما حاول إنقاذ ابنه الذي سقط في إحدى البحيرات أثناء اللعب، وظل هو وابنه يصارعان الموت حتى أُنقذ الطفل ولم يستطع بعدها إنقاذ والد الطفل. فور حدوث الواقعة، دشن سكان منطقة "حدائق الأهرام"، صفحة داعمة ومنددة بالجريمة التي وقعت في القرية الكونية تحت اسم "هنجيب حق محمد إدريس ضحية إهمال القرية الكونية"، وتداول بعض السكان روايات الحادث حيث قال "ايهاب محمود"، إن ابن المهندس محمد انزلق في البحيرة التي بها ماكيت نهر النيل، مؤكدًا أنها ليس بها أية إرشادات تؤكد خطر المنطقة خصوصًا أن المنطقة لا يوجد بها أي أفراد أمن أو رجال إسعاف "للطوارئ". وتابع، أن البحير كانت على عمق 7 متر، وفور انزلاق الطفل، قفز والده لإنقاذه دون أن يفكر أنه لا يستطيع "العوم"، وأكد أنه تم إنقاذ الطفل بواسطة شاب آخر من زوار القرية، ولكن لم يستطيع إنقاذ أبيه. وأشار إلى أن إدارة القرية اتصلت بالإسعاف، لكنها جاءت بعد 3 ساعات من طلبهم، وتم استخراج جثة "المهندس إدريس" بعد 3 ساعات آخرى، لافتًا إلى أن القرية تعاني من كم هائل من الإهمال والاستهتار، الذي أدى بنهاية شخص. وقالت إيمان صابر، أحد أعضاء الصفحة،"أنا كنت معاهم فى الرحلة وكان ليا حظ أشوف أستاذ محمد إدريس رحمة الله عليه فى الرحلة وكان إنسان خلوق جدًا ومحترم وماشي يوزع ضحكاته على الناس من بينهم ابنى هزر معاه مع اننا منعرفوش الله يرحمه ويجعل مثواه الجنة". وأعلنت صفحة "دعم إدريس"، تشيع جثمان ضحية إهمال "القرية الكونية"، صباح أمس، وأكدت الصفحة استمرارها في دعم أهل المهندس محمد إدريس برفع دعوى قضائية ضد "القرية الكونية"، لافتين إلى أن هدفهم ليس فقط التعويض المالي الذي هو حق أسرة المتوفي، بل لوقف نشطاط القرية نهائيا، حتى لا يتقرر الحادث مرة ثانية. ونشرت الصفحة الرسمية للقرية الكونية، اعتذارًا لأسرة المهندس محمد إدريس، وأكدت فيه أن إدارة القرية عاقبت كل من شاهد هذا الموقف "الشنيع" ولم يتدخل وأحالتهم للمسائلة القانونية، وأضافت أنها استدعت عدد كاف من سيارات الإسعاف للتواجد خارج القرية مع تواجد أفراد أمن مخصصين فى مثل هذه الحالات. ورد داعمو المهندس إدريس، أن الاعتذار الذي تقدموا به غير مقبول على الإطلاق، مؤكدين دعهمهم واستمرارهم في استكمال التحقيقات بشأن الحادث المأسف. حاولت "الوطن" الوصول للمسؤولين بوزارة التربية والتعليم، ولم يرد أحد للتواصل بشأن الواقعة. يذكر أن مشروع القرية الكونية بمدينة السادس من أكتوبر يقع على مساحة 190 فدانًا على طريق الفيوم ويعاني من إهمال كبير في الاحتياطات الأمنية التي تضمن سلامة الزائرين رغم الإنفاق الكبير الذى تجاوز 290 مليون جنيه. مشروع تبنته وزارة التربية والتعليم، لتحقيق غرضين، الأول هو استهداف طلاب المدارس، حيث هدفها التعليمي، والثقيفي، والترفيهي، والثاني هو استهداف السائح، ففي يوم واحد يمكن للسائح زيارة القرية للتعرف علي أشهر معالم مصر الأثرية، مُجمعة في مكان واحد، ومنقولة بكل تفاصيلها من نقوش وتصميمات، بما في ذلك العيوب الموجودة في مكان الأثر الأصلي، كعمود مكسور أو نقش غير مكتمل