"نتنياهو" يستغل أزمة فرنسا و يدعوا يهودها للهجرة إلى إسرائيل سكان إسرائيل من اليهود وصل إلي 8,296,000 نسمة في 2014 1,434,000 نسمة هاجروا إليها في العشر سنوات الأخيرة يهود فرنسا يمثلون النسبة الأكبر من السكان المهاجرين لإسرائيل 2014 يهود فرنسا لن يرحبوا بدعوة «نتنياهو».. والعلاقات الفرنسية الإسرائيلية لن تتأثر المخابرات الإسرائيلية أوصت "نتنياهو" باستغلال أحداث فرنسا لتهجير يهودها "نتنياهو" يعاقب فرنسا بتهجير يهودها لإسرائيل.. وينفذ أجندة الصراع الديموجرافي استغلت وكالة الإستخبارات الإسرائيلية الموساد حادثة صحيفة تشارلي إيبدو الاخيرة التي وقعت في فرنسا، بدعوة يهود باريس للهجرة إلي إسرائيل بدعوي أنها أمنة اكثر، وهنا يناقش "صدى البلد" مغزي هذة الدعوة الخبيثة، وكيف سيكون وقعها علي يهود إسرائيل، و كيف ستؤثر الدعوة علي العلاقات بين البلدين. وفي هذا الإطار، نرصد بعض المؤشرات التاريخية التي تتحدث عن احصائيات اليهود المهاجرين إلي اسرائيل تصدر مؤسسات في إسرائيل، بين فترة وأخرى، تقارير تصف فيها اتجاهات التطور الديموغرافي والعوامل المؤثرة فيه، وخصوصاً الهجرة ومنابعها. وفي هذا السياق، أفاد تقرير مشترك، صدر، أخيراً، عن الوكالة اليهودية ووزارة الهجرة الإسرائيلية، بأن عدد المهاجرين اليهود القادمين إلى (إسرائيل) خلال عام 2014 سجل أعلى مستوياته منذ عشر سنوات، إذ بلغ 26500 يهودي، في حين لم يكن يتعدى 20 ألف مهاجر في السنة الواحدة في السنوات الماضية. تؤكد دراسات وبحوث أن عقد التسعينيات من القرن الماضي كان "العقد الذهبي" بامتياز للهجرة اليهودية، فقد شهد كثافة في هجرة يهود العالم باتجاه فلسطينالمحتلة، وخصوصاً من دول الاتحاد السوفييتي السابق، ووصل مجموع المهاجرين اليهود من 1991إلى 2000 إلى نحو 76 ألفاً في السنة الواحدة، الأمر الذي يشي بتراجع أرقام الهجرة في العام المنصرم 2014 مقارنة بعقد التسعينيات، بنحو 50 ألف مهاجر يهودي في العام. ويعود ذلك إلى عدم وجود عوامل قوية طاردة من الدول التي يتركز فيها غالبية يهود العالم، وخصوصاً في أميركا وأوروبا وحتى في البرازيل، ناهيك عن عدم وجود عوامل جذب جيدة. ولهذا، تسعى الدوائر الإسرائيلية إلى فتح قنوات دبلوماسية وسياسية، وتهيئة ظروف لجذب مزيد من يهود آسيا وإفريقيا. وكانت توصيات مؤتمرات هرتسيليا السابقة قد أكدت على ضرورة العمل من أجل رفع أرقام الهجرة اليهودية باتجاه (إسرائيل)، وتخصيص مزيد من الموارد المالية لذلك. وبشأن أصول المهاجرين اليهود إلى (إسرائيل) في عام 2014، تبوأت فرنسا المرتبة الأولى من حيث المهاجرين اليهود منها، وذكر التقرير المشار إليه أن عدد اليهود المهاجرين من فرنسا إلى إسرائيل بلغ سبعة آلاف، فيما كان عددهم في نهاية عام 2013 نحو 3500 مهاجر يهودي، وتوقع التقرير قدوم عشرة آلاف مهاجر يهودي من فرنسا إلى إسرائيل في العام الجاري 2015. في مقابل ذلك، بلغ عدد اليهود القادمين من أوكرانيا 5840 مهاجراً، وارتفع العدد ثلاث مرات في السنوات الأخيرة، ويعزى الأمر إلى تأثيرات الأزمة التي تشهدها أوكرانيا منذ عامين. وناهز عدد اليهود القادمين من الولاياتالمتحدة ثلاثة آلاف، ومن دول القوقاز وآسيا الوسطى سبعمائة، ومن أوروبا الشرقية 232 مهاجراً يهودياً، ومن أستراليا ونيوزيلندا مائتين فقط. ترافق صدور التقرير المذكور مع إصدار الجهاز الإحصائي الإسرائيلي، قبل أيام، تقريراً آخر، يتضمن معطيات عامة حول صورة (إسرائيل) الديموغرافية في نهاية عام 2014. وأوضحت المعطيات أن مجموع سكان إسرائيل قد بلغ 8,296,000 نسمة. وبينت المعطيات أن عدد اليهود وصل إلى 6,218,000 نسمة، ويشكلون 74،9 % من مجموع سكان (إسرائيل)، كما بينت أن عدد العرب وصل إلى 1,719,000، تشمل القدس والجولان المحتلين، ويشكلون ما نسبته 20،7%. وصنف التقرير نحو 359,000 شخصاً على أنهم "آخرون"، ويمثلون 5، 3% وأوضح التقرير أنه خلال العام 2014 ارتفع عدد السكان في إسرائيل ب 162,000 نسمة، أي بنسبة 2%، وهي نسبة مماثلة للزيادة في العقد الأخير، وتبين أن الزيادة نجمت عن ولادة 176,600 طفل، ولم يشر التقرير إلى عدد الوفيات، وبالتالي إلى الزيادة الطبيعية. وأفاد بأن عدد السكان في نهاية العام 2013 بلغ 8,132,000 نسمة، وفي نهاية العام 2012 وصل إلى 7,981,000 نسمة. وأوضحت معطيات التقرير أن عدد السكان قبل 10 سنوات بلغ 6,862,000 نسمة، أي أن الزيادة منذ ذلك الحين، وحتى العام المنصرم 2014 وصلت إلى 1,434,000 نسمة. كما قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن "الدعوة التي أطلقها نتنياهو ليهود فرنسا للهجرة إلى إسرائيل يريد بها معاقبة فرنسا على موقفها الأخير الداعم للقضية الفلسطينية وتصويتها للاعتراف بفلسطين في مجلس الأمن"، لافتًا إلى أن "الآونة الأخيرة شهدت دعوات إسرائيلية لليهود في دول الغرب بالهجرة إلى موطنهم". وأضاف الرقب، في تصريح خاص ل"صدى البلد"، أن "نتنياهو استغل الأحداث ليخاطب يهود فرنسا مباشرًة ويحرضهم بزعم أن إسرائيل أصبحت الملاذ الآمن لهم بدلاً من فرنسا الحافلة بالإرهاب"، مشيرا إلى أن "إسرائيل تستغل أي قلاقل تحدث بدول الغرب أو أفريقيا في دعوة اليهود للهجرة إلى تل أبيب". وأشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس إلى أن "أرض الواقع تسجل تراجعًا في نسبة اليهود المهاجرين إلى الأراضي المحتلة في الفترة الأخيرة على عكس ما يروج له رئيس الوزراء الإسرائيلي"، لافتا إلى أن "هناك صراعا ديموجرافيا على جعل اليهود أغلبية في إسرائيل". وأكد الدكتور أيمن الرقب أنه "في عام 2025 سيكون الفلسطينيون هم الأغلبية"، موضحا أن "إسرائيل سعت منذ فترة لتغيير توجهها من علمانية الدولة إلى دولة دينية، وذلك في سعي منها إلى جلب اليهود على مستوى العالم إليها". كما قال الدكتور طارق يحيى، رئيس قسم الإسرائيليات بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن دعوة ريس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليهود فرنسا للهجرة إلي اسرائيل، جاءت بناءً علي توصيات من جهاز المخابرات الإسرائيلي بضرورة استثمار هذه الأحداث لاستجلاب يهود فرنسا. وأضاف "يحيى" في تصريح خاص ل "صدى البلد" أن هذه الدعوة وغيرها تنفيذاً لمخطط قديم عمره ثلاث سنوات، يشرف عليه جهاز المخابرات الإسرائيلية ووزارة الهجرة في اسرائيل، وهدفها الرئيسى استجلاب ما لا يقل عن 100 ألف يهودي على الأقل من دول أوروبا خلال الخمس سنوات القادمة. وتابع خبير الإسرائيليات، أن نتنياهو سيتواجد في التظاهرات التي من المقرر تنظيمها في فرنسا جنباً إلي جنب مع رؤساء عرب ومن ضمنهم الرئيس الفلسطيني عباس أبو مازن، وذلك بغرص توجيه رسالة ليهود العالم ان اسرائيل موجودة، مشيراً إلي وجود عدد كبير من اليهود في فرنسا. و قال الدكتور يسري العزباوي، الخبير في الشأن الفلسطيني الأسرائيلي بمركز الاهرام الإستراتيجي، أن دعوة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ليهود فرنسا للهجرة إلي اسرائيل لن تلقي قبولاً لدي الجالية اليهودية في باريس، مؤكداً أن هذه الدعوة مستمرة طوال الوقت، إلا أن الأحداث الأخيرة أبرزتها. وأضاف "العزباوي" في تصريح خاص ل "صدى البلد" أن العلاقات الفرنسية الإسرائيلية لن تتأثر بهذة الدعوة للسبب السابق ذكره. و أشار إلى أن هناك إدراكا فرنسيا من قبل رئيس الدولة والمواطنين الفرنسيين بضرورة التفرقة بين الإسلام والمسلمين والأحداث التي وقعت مؤخراً والتطرف الذي بدي في الظهور في بعض بلدان الغرب. وتابع الخبير في الشأن الفلسطيني الأسرائيلي بمركز الاهرام الإستراتيجي، أن أكبر جالية اسلامية موجودة في دولة فرنسا، وأن بعضهم يتقلد مناصب هامة، ولا يمكن الإستغناء عنهم.