فيما اعترف الأمين العام للجامعة العربية بأن هناك تقصيرا من قبل الجامعة إزاء تحقيق تطلعات الشعوب إلا أنه برر ذلك بأن ميثاق الجامعة بحاجة إلى تعديلات كبيرة، مشددا على أن الجامعة هي مرآة لدولها الأعضاء كما أن ميثاقها لا يسمح بالقيام بالمهام التي تتطلع إليها الشعوب العربية خاصة ما يتعلق بإرسال قوات أو التدخل لحفظ السلم والأمن على غرار الأممالمتحدة لأن ميثاق الجامعة يرتكز على تعزيز الروابط بين الدول العربية وبالتالي لابد من تحديث هذا الميثاق لمواكبة جملة التحديات الراهنة، وهو ما ستنظره القمة العربية المقبلة في مصر. وفي رده على سؤال النهار حول التحضيرات لقمة مصر قال د. نبيل العربي إن الجامعة بدأت التحضيرات الخاصة بالقمة العربية المقبلة في دورتها السادسة والعشرين التي ستعقد في مصر مارس المقبل . وأكد العربي في مؤتمر صحفي عقده بالجامعة العربية لاستعراض حصاد العام 2014 عربيا ودور الجامعة إزاء الملفات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المختلفة أهمية هذه القمة التي تأتي في توقيت هام ومتغيرات كبيرة تشهدها العديد من دول المنطقة، موضحا أهمية تنقية الأجواء العربية والمصالحة المصرية القطرية التي جاءت مؤخرا بجهود مقدرة من قبل خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز وسمو أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح رئيس القمة العربية. وقال العربي إن الجامعة العربية تابعت بارتياح جهود تحقيق المصالحة المصرية- القطرية والخطوات التي تتخذها دولة قطر في هذا الشأن ومن بينها إغلاق قناة الجزيرة مباشر مصر، معربا عن أمله في اتخاذ الدوحة إجراءات أخرى، موضحا أنه لمس خلال مشاركته في القمة الخليجية الأخيرة بالدوحة توجها جديدا لتنقية الأجواء وسوف تثبت الأيام المقبلة ذلك. وأضاف أن القمة العربية المقبلة ستناقش العديد من الملفات العربية المهمة وفي صدارتها القضية الفلسطينية والأزمة السورية والأوضاع في اليمن وليبيا بالإضافة إلى ملف تطوير الجامعة العربية. وتابع الأمين العام للجامعة العربية أنه في إطار التحضير لقمة مصر خصت الجامعة العربية لجنة خاصة لهذا الغرض برئاسة نائب الأمين العام أحمد بن حلي لإعداد الملفات الخاصة بالقمة وإجراء الاتصالات والمشاورات اللازمة مع المسئولين في الحكومة المصرية . كما حذر مجددا خلال المؤتمر الصحفي من تنامي إرهاب تنظيم داعش، موضحا أهمية القرار التاريخي الصادر عن مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري في 7 سبتمبر الماضي بشأن حماية وصيانة الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية المتطرفة التي تتخذ الدين الإسلامي ذريعة لاحتلال الأراضي العربية وتقسيمها وفق نهج غير معهود. ولفت العربي إلى أن هناك اجتماعات للخبراء العرب في 8 يناير المقبل لمناقشة الدراسة الخاصة التي طلبها وزراء الخارجية العرب لصيانة الأمن القومي العربي وكيفية مواجهة التنظيمات الإرهابية فكريا وثقافيا واجتماعيا، في إطار المواجهة العربية الشاملة التي أقرها الوزاري العربي ورفع هذه الدراسة إلى الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب المقرر منتصف يناير. وفيما يخص الأوضاع في ليبيا، عبر العربي عن أسفه لتصاعد أعمال العنف والقتال، والتي أدت إلى إلغاء زيارة كانت مقررة له إلى العاصمة الليبية حيث أبلغه وزير الخارجية الليبي في حينها أن مبنى الخارجية كان محاصرا من قبل الميليشيات المسلحة. وقال العربي إن الجامعة العربية تعترف بالشرعية المنتخبة في ليبيا والتي يمثلها البرلمان المنتخب في طبرق، والذي انبثق عنه حكومة حاليا، مشددا على ضرورة احترام الشرعية المنتخبة. وإشار إلى اهتمام الجامعة العربية بالوضع في ليبيا من خلال مبعوثها ناصر القدوة، موضحا أن هناك تنسيقا مع مختلف الأطراف المعنية بالصراع في ليبيا خاصة المبعوث الأممي برنارد ليون لدعم الجهود المبذولة لبدء الحوار الوطني بين الأطراف المتنازعة. ولفت في هذا الإطار إلى أنه طلب تفعيل معاهدة الدفاع العربي المشترك فيما يخص الشأن الليبي ومناطق نزاع أخرى في المنطقة لكن لم يتم الاستجابة. وفيما يخص الوضع في العراق لفت العربي إلى أن الأوضاع هناك تتحسن في ظل الحكومة الجديدة التي تدعمها الجامعة العربية، كما أشار إلى دعم الجامعة أيضا لمبادرة الرئيس العراقي فؤاد معصوم لتحقيق المصالحة، بالإضافة إلى دعم الحكومة في مواجهة التنظيمات الإرهابية وهو الأمر الذي عكسته زيارة الوفد الوزاري العربي برئاسة ممثل رئيس القمة العربية إلى بغداد في نوفمبر الماضي.