أكد السفير ناصر كامل سفير مصر في لندن في حوار مع أسامة شرشر رئيس التحرير أن وفدا من كبرى الشركات الإنجليزية تتعدى 50 شركة قادمون إلى مصر في الفترة من 13 وحتى 15 يناير المقبل برئاسة وزير الدولة لشئون الشرق الأوسط، تضم ممثلى كل القطاعات وأهمها قطاعات الطاقة المتجددة والشمسية وقطاع الزراعة والمقاولات، وهذه أكبر زيارة ثنائية للبلدين منذ ثورة 30 يونيو، بالإضافة إلى أن الوفد طلب من ضمن برنامج الزيارة زيارة مشروع قناة السويس. وكشف كامل أن بريطانيا أكبر مستثمر أجنبي غير عربي في الاقتصاد، وأن حجم الاستثمارات البريطانية في مجال الطاقة والبترول في حدود 20 مليار دولار ممثلة في شركات شل وبيرتش جاز، مؤكدا أن بريطانيا لها مصلحة كبرى في تطوير علاقتها بمصر ومشاركتها في المؤتمر الاقتصادي في مارس القادم. وأكد السفير ناصر كامل أن العلاقة على الصعيد السياسي تشهد نموا إيجابيا بعد لقاء الرئيس السيسي مع ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني على هامش اجتماع الأممالمتحدة، وهذا يعكس تفهم بريطانيا لحقيقة الوضع في مصر وأن القيادة السياسية تحظى بدعم شعبي كبير ورغبة أكيدة في مد جسور الصداقة بين البلدين. وكشف كامل أن الجانب البريطاني تنبه للمنظمات الإرهابية وخاصة تنظيم داعش الذي أصبح خطرا يهدد الجميع واستخدام العناصر الظلامية الدين كوسيلة لتجنيد الإرهابيين والتعامل مع فكرة التطرف في بريطانيا وانضمام مقاتلين بريطانيين لصفوف هذه الجماعات الإرهابية وخاصة داعش مع التأكيد على أن مصر عادت لممارسة دورها الإقليمي في المنطقة من أجل الوصول إلى تسوية في كثير من النقاط الساخنة، وخاصة الملف السوري والوضع الليبي، مع التأكيد على دعم مصر في مواجهة الإرهاب وتقديم تضحيات، وأوضح كامل أن هناك وعيا من دوائر صنع القرار في بريطانيا للمخاطر التي يمثلها كل دعاة الفكر المتطرف، ناهيك عن التعامل الحذر مع الجمعيات والمراكز الإسلامية التي تلعب دورا خطيرا داخل المجتمع الإنجليزي فهي تلعب دورا لا يتماشى مع معطيات وقوانين الحكومة البريطانية، وأصبحت هيئة الجمعيات الخيرية مسئولة عن كل نشاط ومنابع الجمعيات الخيرية مع إعادة النظر في القوانين وتشديد الرقابة عليها وخاصة أن هناك 3 ملايين مسلم على الأقل في هذه الجمعيات والمراكز الإسلامية. وأكد السفير أن لقاءات وزير الخارجية سامح شكري مع نظيره البريطاني تعكس اهتمام بريطانيا بالاستماع إلى رؤية مصر في كثير من الموضوعات والملفات الهامة. جاء ذلك أثناء استقباله للوزير سامح شكري في لندن ولقائه مع مستشار الأمن القومي وكبار المسئولين البريطانيين، بالإضافة إلى اللقاء الخاص مع ديفيد كاميرون رئيس الوزراء الذي لم يتم من قبل بين الوزير البريطاني ووزير خارجية، وهذا يعكس مدى اهتمام الجانب البريطاني وتفهمه لحقيقة الأوضاع في مصر ومنطقة الشرق الأوسط وهذا يعطي دلالة أن أهم المراكز السياسية في أوروبا أصبحت متفهمة للتغيرات على الأرض في الشأن المصري والعربي وهذا يعطي انطلاقة إيجابية في العلاقات المصرية البريطانية.