رحبت قطر بمبادرة خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، لتوطيد علاقاتها مع مصر، في بيان أكدت فيه وقوفها التام إلى جانب مصر وأمنها. وجاء في البيان القطري: "ترحب دولة قطر بالبيان الصادر عن الديوان الملكي في المملكة العربية السعودية الشقيقة وإذ تؤكد استجابتها لما جاء فيه، مثمنة الجهود المخلصة لخادم الحرمين الشريفين"، كما أضاف: "وتؤكد قطر وقوفها التام إلى جانب جمهورية مصر العربية الشقيقة، كما كانت دائمًا، فأمن مصر من أمن قطر التي تربطها بها أعمق الأواصر وأمتن الروابط الأخوية، وقوة مصر قوة للعرب كافة". وتابعت قطر في بيانها:"ودولة قطر التي تحرص على دور قيادي لمصر في العالمين العربي والإسلامي، تؤكد حرصها أيضًا على علاقات وثيقة معها، والعمل على تنميتها وتطويرها لما فيه خير البلدين وشعبيهما الشقيقين". في المقابل شكك عدد من المراقبين في النوايا القطرية على الرغم من البيان السابق والذي جاء في أعقاب لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي بمبعوث الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر ورئيس الديوان الملكي، السكرتير الخاص لخادم الحرمين الشريفين. وقال الدكتور سعيد اللاوندي خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية:"إن الكلام الإيجابي الذي جاء في البيان القطري سيتم اختباره خلال الأيام القادمة". وأضاف أن مصر تثق في جهود المملكة العربية السعودية وخادم الحرمين الشريفين للوصول إلى التضامن العربي بين جميع الدول إلا أن ذلك يتطلب أن تقبل قطر على مجموعة من الإجراءات التي تضمن استمرار المصالحة وعدم عودتها إلى نقطة الصفر. قنوات الجزيرة وتابع اللاوندي:"أن قطر عليها أن تكف عن استعمال الإعلام وبخاصة قنوات الجزيرة للتحريض ضد مصر وانتقاد ما يجري بها، كما أن عليها أن تتوقف عن تقديم الدعم لأعضاء جماعة الإخوان الإرهابية لأن ذلك منافٍ لإرادة المصريين". واعتبر نبيل زكي المتحدث الرسمي لحزب التجمع أن ما ورد في البيان القطري مجرد "كلام إنشائي" ما لم يقترن بالأفعال، مؤكدا أن مصر قدمت حسن النوايا ولكنها تنتظر أن تفعل قطر نفس الشىء. وأضاف أن قطر سبق لها ووافقت على اتفاقية الرياض ولكنها عادت إلى ممارستها السابقة في التحريض ضد مصر، كما أنها أعلنت في القمة الخليجية الأخيرة دعمها لمصر ومع ذلك لم تتوقف سياستها التي تهاجم النظام المصري. تمويل الإرهابيين وتابع زكي: "أن قطر عليها أن تتخذ عددا من الإجراءات التي تضمن إجراء المصالحة ومنها إيقاف تمويل الإرهابيين الذين يسعون إلى تدمير الدول العربية بالإضافة إلى تسليم الهاربين من إرهابيي جماعة الإخوان لديها إلى مصر فضلا عن إيقاف الحملات التي تشنها قنوات الجزيرة للتحريض ضد مصر من خلال بث الأخبار الكاذبة". وأشار في نهاية حديثه إلى أن مثل هذه الأمور لا تحتاج إلى وقت طويل حتى تنفذ وبالتالي فإذا أرادت قطر التأكيد على حسن نيتها فعليها أن تتخذ هذه القرارات خلال الأيام القادمة.