قالت الدكتورة سهير عبدالقادر، رئيس الإدارة المركزية للطب الوقائي، إن معدلات الإصابة بمرض أنفلونزا الطيور، لا تزال في معدلها الطبيعي، مضيفة أن الفرق الوحيد في الكشف عن المزيد من الإصابات يرجع إلى تكثيف التقصي النشط للمرض بمختلف المحافظات بمعرفة الأجهزة البيطرية. وأشارت عبدالقادر الأحد، إلى أن الأزمة تكمن في السلوك البشري، الذي اعتاد أن يخالط الطيور رغم مخاطر الأمراض الوبائية، موضحة: «نحرث في مياه المحيط، ونحتاج إلى ثورة في توعية البشر بأن معيشة الناس وسط البط والداوجن، في ظل وجود 500 مليون طائر في التربية المنزلية بالريف والمدن، يشكل تهديدا لكل الأجهزة البيطرية والصحية في مصر»، وشددت على ضرورة تكاتف جهود كل الوزارات لمواجهة خطر الأمراض الوبائية، وألا تعمل بمنطق الجزر المنزعلة. وأضافت أن العام الماضي شهد 12 بؤرة فقط في 160 سوقا لبيع الطيور الحية تم زيارتها، بينما تمت زيارة 900 سوق للبيع العام الحالي، وهو ما كشف عن ظهور 65 بؤرة إصابة، وذلك بسبب تكثيف تقصي الأمراض في التربية الريفية أو مزارع الدواجن. وأكدت استمرار لجان التقصي بمختلف المحافظات للكشف عن حدوث إصابات بمرض أنفلونزا الطيور، وتشديد الرقابة على مزارع الدواجن المرخصة وإغلاق المزارع العشوائية كأحد الإجراءات الوقائية للحد من انتشار المرض، مشيرة إلى أنه تم السيطرة على جميع بؤر الإصابة بالمرض، مع اتخاذ جميع الإجراءات عند تلقيها أية بلاغات حول ظهور المرض، وذلك من خلال مديريات الطب البيطري بالمحافظات، والتنسيق بين المعامل المركزية بوزارة الزراعة والمديريات، لتشكيل لجان تقصي بالمزارع أو المناطق التي قد ينتشر بها المرض، خاصة المناطق الكثيفة بمزارع الدواجن. وفيما يتعلق بمرض الحمى القلاعية، أكدت عبدالقادر أن كل الإصابات فردية، مطالبة بضرورة التحصين ضد المرض بصفة دورية كل 6 أشهر، وأشارت إلى أن الحمى القلاعية لا تمثل أي تهديد للبشر، لكن الحيوانات المصابة تكون شديدة الضعف، ولا يستطيع المزارعون الاستفادة من ألبانها، وتابعت: «عند ظهور المرض يتم سحب عينات للتشخيص المعملي والحجر على المزرعة، لمنع البيع أو الشراء، والتحصين الحقلي لجميع الحيوانات في دائرة نصف قطرها 2 كم، في حالة الأمراض التي تنتقل بالحشرات ومعالجة الحيوانات المصابة، والاستقصاء الوبائي لمعرفة مصدر البؤر المرضية». وطالبت رئيس الطب الوقائي، المزارعين بالتوجه إلى أقرب وحدة بيطرية أو طبيب بيطري، عند الاشتباه في إصابة الحيوان بالمرض، والإبلاغ عن الحالة حتى يتسنى للطبيب علاج الحالات المرضية، عن طريق إعطائها خافضات للحرارة، ومضاد حيوي ولقاح الحمى القلاعية. وتتمثل أعراض المرض بالحيوانات في ارتفاع درجة الحرارة وفقد الشهية وسيلان اللعاب وقلة الحليب أو توقفه، مؤكدة أنه يتم عمل برامج إرشادية لرفع الوعي في المنطقة ككل، ومخاطبة السلطات المحلية ومديريات الصحة لتكثيف حملات النظافة، ورفع المخلفات أولا بأول، ورش المسطحات المائية لمنع تكاثر الحشرات. يأتي ذلك بينما كشف تقرير صادر عن الإدارة المركزية للطب الوقائي بالهيئة العامة للخدمات البيطرية بوزارة الزراعة، بشأن الأمراض الوبائية التي تؤثر على الثروة الحيوانية والداجنة، يوضح ظهور 4 حالات اشتباه بمرض الحمى القلاعية، لم يتم تأكيدها حتى الآن، وحالة اشتباه بمرض الجلد العقدي بعدد من المحافظات، وظهور بؤرتين مصابة بمرض أنفلونزا الطيور بأسيوط، منها واحدة في التربية المنزلية والأخرى أسواق وتم السيطرة عليها. وأشار التقرير إلى أن نسبة نفوق الحيوانات المصابة بمرض الحمى القلاعية تصل إلى 2%، وخطورتها إصابة الأعمار الصغيرة وحديثي الولادة، ما يشكل خطورة على مستقبل الثروة الحيوانية، ويتسبب في انخفاض إنتاج اللبن بنسبة تصل إلى 40%، وإنتاج اللحوم بنسبة تصل إلى 30%، كما يؤثر على ضعف خصوبة الحيوان.
