اعترفت وكالة الاستخبارات الأمريكية "سى آى ايه" رسميًا اليوم، بما ارتكبت من أخطاء خلال العقد الماضى فى الحرب على الإرهاب، وجاء الاعتذار عبر "جون برينان" مدير الاستخبارات ردًا على تقرير الكونجرس، الذى اتهم الاستخبارات باقتراف جرائم تعذيب وتضليل الشعب الأمريكى بمعلومات كاذبة بعد الحادى عشر من سبتمبر. ونشر مدير الاستخبارات الأمريكية ال"سى آى إيه" "جون برينان" على الموقع الرسمى للوكالة بيانًا يعلق على تقرير لجنة الاستخبارات فى مجلس الشيوخ اليوم، الثلاثاء، ليعترف فيه بأخطاء الجهاز خلال العقد الماضى، مشددا فى نفس الوقت على دور الجهاز فى حماية الأمريكيين وأمنهم. بدأ "برينان" بيانه بذكر دور ال"سى آى إيه" فى مجابهة الأخطار، التى تتعرض لها أمريكا، والحملة التى قادها الجهاز ضد الإرهاب وتنظيم القاعدة بعد الحادى عشر من سبتمبر 2001. وقال إنه فى إطار الجهود لتفكيك تنظيم القاعدة بدأت الاستخبارات فى تبنى برنامج جديد لاستجواب المعتقلين تحت إشراف الرئيس الأمريكى السابق "جورج بوش"، بعد ستة أيام من كارثة الحادى عشر من سبتمبر معترفًا بعدم تمتع مسئولى الجهاز بالدراية الكافية بأساليب البرنامج الجديد، مما أوقع المؤسسة فى بعض الأخطاء خاصة فى الفترة الأولى من استخدام البرنامج، الذى توقف فى عام 2009 بعد وصول "باراك أوباما" إلى الحكم. واعترف "برينان" بالنتائج المتواضعة لأسلوب الاستجواب الجديد والأخطاء، التى ارتكبت فى البداية، مؤكدا بأنه تم تلافى تلك الأخطاء لاحقا ليحقق البرنامج نتائج متمثلة فى معلومات أنقذت حياة العديد من الأمريكيين والمجتمع الأمريكى. واعترض "برينان" على صيغة التقرير الذى نشرته لجنة الاستخبارات فى مجلس الشيوخ اليوم الثلاثاء، مشيرا إلى عدم وجود مسئولين فى الجهاز ممن عملوا فى البرنامج للإدلاء بشهاداتهم، نافيا تقديم ال"سى آى ايه" لمعلومات مغلوطة للبيت الأبيض والكونجرس والإعلام حول البرنامج.
