قال الدكتور سعد الدين إبراهيم، رئيس مجلس أمناء مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، إنه فوجئ باستقالة داليا زيادة، لكنه أمر طبيعى، لأن الاختلافات واردة من الناحية السياسية أو الاجتماعية، وإنه لن يكون لاستقالتها تأثير قوى على عمل المركز، فالمركز أنشئ قبل أن تولد «داليا». وأضاف أن تفسيرى لموقف داليا أنها حاولت أو تحاول أن تلتحق بمن يؤيد أو «يطبل» للرئيس عبدالفتاح السيسى.. وإلى نص الحوار: ■ ما تعليقك على قرار استقالة داليا زيادة من منصب مديرة مركز ابن خلدون؟ - الاختلاف فى وجهات النظر لا يفسد للود قضية، ومركز ابن خلدون يحمل كل الآراء ويرحب بالحوار مع الجميع، وداليا تركت ابن خلدون قبل ذلك وعادت مرة أخرى بإرادتها الحرة وتركت المركز الآن بإرادتها الحرة، وسيستمر فى عمله دون توقف، لكننى فوجئت باستقالتها ولكنه أمر طبيعى، لأن الاختلافات واردة من الناحية السياسية أو الاجتماعية أو حتى الأسرية. ■ وهل سيكون هناك تأثير على عمل المركز بعد استقالة داليا؟ - لن يكون لاستقالتها تأثير قوى، فالمركز أنشئ قبل أن تولد داليا وهى من طلبت العمل به وتركته من قبل وعادت وغيرت رأيها ورحبنا بها، لأن كل من يعمل بالمركز هو من الأسرة «الخلدونية». ■ وماذا عن مقالك الذى تسبب فى استقالة مديرة المركز؟ - عرضت المقال على «داليا» قبل إرساله للصحف باعتبار أن هذا حق من حقوقها، لأن اسمها ورد بالمقال، واعترضت بعد نشره بالرغم من أنها هى من أخبرتنى بما حدث بجنيف وما نشر بالمقال جاء بناء على روايتها لى، وقد يكون سبب استقالتها نتيجة وجود خلافات بيننا، وهو طبيعى لأننا لدينا تنوع فى الآراء والأفكار داخل المركز، لأن ذلك سمة المجتمع المدنى، والخلاف معها فى الرأى لا يفسد للود قضية. ■ ذكرت فى مقالك أن وفد المنظمات الحقوقية فى جنيف والتى كانت «داليا» ضمنه نسخة كربونية للوفد الرسمى؟ - بالفعل، لأنه إذا كانت هناك ما يستوجب النقد للحكومة فى سياساتها وممارساتها فى قضايا حقوق الإنسان والحريات العامة، فلا ينبغى السكوت عليه، ومركز ابن خلدون، مشكلته الأزلية مع الحكومة والنظام، هى الصراحة التامة، حتى لو كانت مؤلمة، وأن الوفد اتبع المقولة المعروفة شعبياً لا ينبغى أن ننشر غسيلنا القذر فى الخارج، حتى لا يشمت فينا الأعداء. ■ وكيف تفسر موقف داليا باعتراضها على هذا المبدأ ووقوفها بجانب الحكومة خاصة فى هذه الفترة؟ - تفسيرى أنها تحاول الالتحاق بالفريق الذى «يطبل» للرئيس عبدالفتاح السيسى، لأن وجهة نظرى أن المجتمع المدنى ناقض للسلطة. ■ من ضمن الأسباب التى وردت فى نص استقالة داليا أنك كنت من المعترضين على حملة «الإخوان تنظيم إرهابى»؟ - فعلاً.. فلا يجب أن نقول إن كل الإخوان إرهابيون، وإذا كان بعضهم يقوم بعمليات إرهابية، فهؤلاء هم الإرهابيون، وليس الكل، ولا يجب استعمال مبدأ التعميم فى هذه الحالة ومن يثبت تورطه فى عمليات إرهابية نحاسبه بالقانون، والمصالحة مع الإخوان مطلوبة وضرورية لكافة الأطراف ولتحقيق الاستقرار فى المنطقة، والأمريكيون أيضاً يؤيدون المصالحة لأنها تحقق الاستقرار فى الشرق الأوسط، وهذا مطلبهم الأساسى لضمان الصداقة مع أى نظام، فالأمريكيون لا يعنيهم الرئيس عبدالفتاح السيسى ولا استمرار صداقتهم مع الإخوان، بل مصلحتهم فقط، ومبدؤهم السائد «لا صديق دائم.. ولا عدو دائم.. فقط مصالح مستمرة».