• هدير: «شوفت زمايلى بيتحرقوا قدام عينى».. ووالدة نصر: تعرفت على ابنى بين المصابين من لون شعره وملامح الوجه أخفاها الحريق • أم عمر: كلمنى وقت الحادث ومردتش عليه أكيد كان عايز يقولى الحقينى يا ماما فى سياق متصل وقف طلاب مدارس الإسكندرية دقيقة حدادا على زملائهم قتلى حادث البحيرة، صباح أمس، طبقا لقرار اتخذته مديرية التربية والتعليم بالمحافظة، وشهدت مدرسة الأورمان احتجاجات واسعة نظمها عشرات الطلاب، لاستيائهم من وفاة زملائهم، وقالوا إن أتوبيسات النقل بالمدرسة تعانى من إهمال شديد، مطالبين بمحاسبة المسئولين. وأدى وكيل أول وزارة التربية والتعليم بالإسكندرية جمعة الأنصارى، صلاة الغائب على أرواح الطلاب داخل مدرسة الأورمان، وقال ل«الشروق»، إنه جار التنسيق لصرف تعويضات مادية بقيمة 50 ألف جنيه لأسرة المتوفى، إضافة ل25 ألف لأسرة المصاب، مشيرا إلى أنه توجه لزيارة المصابين للاطمئنان على حالتهم. وأضاف الأنصارى: «التحقيقات جارية بشأن أسباب الحادث، وهناك بحث لحالات جميع أتوبيسات المدرسة، وفى حالة ثبوت إهمال من جانب المدرسة فى وضع أتوببسات النقل أو ثبوت خطأ السائق وتسببه فى الحادث، سيتم أخذ الإجراءات القانونية تجاههم». ومن جانبها رصدت «الشروق» معاناة أهالى الضحايا أمام مستشفى مصطفى كامل العسكرى التابعة للقوات المسلحة، حيث وقف العشرات بحثا عن أولادهم بين صفوف المصابين، وتحدثت هدير أحمد عبدالكريم، 17 عاما، إحدى الناجيات من الحادث، قائلة: «كان الأتوبيس ماشى بسرعة، فوقف طالب وقال للسائق، هدى شوية وبطء سرعتك الجو فيه شبورة، حنعمل حادثة، لكن السواق مسمعش كلامه، وسرعان ما اصطدم بعربية نقل كبيرة، وأخرى صغيرة، ومحسناش إلا والعربية مقلوبة، وأنا كنت عند الشباك، وواحد نط جنبى، وكان نص جسمى بره الاتوبيس، واغمى على، والحريق التهم الاتوبيس كله، لكن فيه ناس لحقونى وأنقذونى، لكن شوفت زمايلى فى غيبوبة، ومتفحمين خالص». وعبرت والدة المصاب نصر مصطفى، 15 عاما، عن رحلة بحثها عن ابنها من موقع الحادث إلى مشرحة دمنهور ومنها إلى الإسكندرية، قائلة: «رحت أجرى على مكان الحادثة لقيت الأتوبيس متفحمن قعدت أصرخ ملقتش ابنى، دخلت المشرحة دورت عليه فى الجثث ملقتهوش، جيت هنا المستشفى عرفته من لون شعره الذهبى، عشان وشه كله محروق ومش ظاهر ملامحه». «اتصل بيا وقت الحادثة وكنت نايمة فمردتش عليه، أكيد كان عايز يقولى الحقينى يا ماما».. بتلك الكلمات الممزوجة بدموع هيستيرية، عبرت والدة الطالب عمر الفحام عن صدمتها، مشيرة إلى أنها استقبلت الخبر بتليفون من والد عمر، حيث أبلغها بأنه أصيب بحادث وتم نقله لمستشفى دمنهور العام، منوهة إلى أن نجلها يعانى من حرق بالدرجة الثانية وارتجاج فى المخ ويرقد بالعناية المركزة. وتضيف الأم إن ابنها طالب بالصف الثانى الثانوى بمدرسة الأورمان الثانوية بالفندقية بالإسكندرية، وأنها ودعته صباح يوم الحادث وتمازحا معا كعادتهما، ومرت دقائق حتى فوجئت بالحادث. وما بين البكاء والخوف والترقب، ظلت والدة أمجد المصرى تبحث عن نجلها بين أروقة المستشفى، تقول الأم إنها فور علمها بالحادث ذهبت إلى مستشفى دمنهور، وعندما فشلت فى العثور على اسمه بين الموتى، توجهت إلى مستشفى مصطفى كامل، وقالت: «عندما علمت أن هناك مصابين تم نقلهم للمستشفى العسكرى بالإسكندرية، هرولت للبحث عنه ولكنى لم أجده حتى الآن»، منوها أنهم سيقوموا بعمل تحليل عينات دم لوالد المجنى عليه ولعدد من المصابين المجهولين والذين لم تتبين هويتهم حتى الآن لعدم وضوح معالم وجههم من أثر الحروق.