ما إن تطأ قدماك محطة السيدة زينب حتى تجد هذا العامل؛ لا يكاد يرفع رأسه من على الأرض، يتخذ وضع انحناء دائم بحثا عن القمامة التي تملأ أأأرجاء المحطة، بعد أن قررت هيئة المترو إزالة كافة حاويات القمامة من محطات المترو؛ ليجد بعض المواطنين أنفسهم مضطرين لإلقاء القمامة على الأرض، بينما يحملها بعضهم، ويتحول الأمر لضغط أكبر على عامل النظافة. ''على'' عامل خمسيني تحدث إلى مصراوي عن معاناته والألم الذى أصاب يده اليسرى نتيجة العمل المضاعف بعد إزالة صناديق المهملات؛ أكثر ما ضايقه كان عدم تقدير إدارة المترو لما يقدمه العاملون، موضحا أنه يعمل بالمترو من 14 عاما مقابل أجر زهيد لا يكفي لأسرته المكونة من 5 أفراد. ''عمال مترو الأنفاق بيعملوا اللي يقدروا عليه عشان الحفاظ على النظافة''، قال علي، وأضاف أن المواطنين في شكوى دائما من عدم وجود سلة مهملات. لم يختلف حال على عن زميله سيد الذي عبر قائلا ''ضهرى اتقطم'' بسبب الانحناء المستمر لحمل القمامة الملقاة على الأرض، ولكنه أكد أن هذا أفضل من تركها للتفجير وشاركته إحدى السيدات العابرات الحديث، موضحة أنها راضية بقرار الحكومة رغم صعوبة تنفيذه. مصطفى موظف يعمل بمدينة الرحاب، أكد غضبه تجاه ما يحدث وأرجع الأمر إلى تكاسل من إدارة المترو، لكنه يصر على حملها حيث يركب المترو من محطة غمرة وحتى يصل إلى مدينة الرحاب حيث مقر عمله نتيجة لعدم وجود صناديق مهملات، كذلك لم يختلف حال أحمد الطالب الجامعي الذي بحث بمحطة الملك الصالح عن سلة ولكن دون فوضع القمامة بحقيبته. لا يسلك الجميع أسلوب مصطفى وأحمد؛ فعمرو وزملائه أنهوا يومهم الدراسي ثم جلسوا لتناول بعض الأطعمة بمحطة مترو الزهراء وألقوا القمامة على الارض، غير مهتمين بنظافة المحطة. وقال المتحدث الرسمي باسم هيئة مترو الأنفاق، أحمد عبد الهادي، إن الأمر يتعلق بقرار الجهات الأمنية، ولا دخل للهيئة به.
