تسود حالة من الإهمال واللامبالاة أغلب المستشفيات الحكومية فى مصر, ورغم أن من يتواجدون داخل هذه المستشفيات يعانون معاناة قاسية وتتعالى أناتهم ليل نهار, إلا أن العاملين فى معظم هذه المستشفيات يستكثرون عليهم تخفيف آلامهم. النهار تجولت بين مجموعة من المستشفيات الحكومية لتقترب ممن يتوجعون وتحاول معرفة سبب آلامهم. البداية كانت داخل مستشفى الحسين الجامعى الذى يفتقر لأى ملمح من ملامح كونه مكانا لمعالجة المرضى, فالمرضى يسيرون فى الطرقات منهم من يحمل فى يده أكياسا من الدم تتدلى من جسده درنقة وآخر يمسك بكيس به مادة صفراء متصلة بخرطوم قسطرة أحمد محمدى مريض بالحسين الجامعي يعانى من آلام فيروس سى الذى أصابه منذ سنوات وتفاقم لديه وأضاف قائلا أحضر هنا بقسم الأمراض المتوطنة والكبد للحصول على العلاج اللازم وعمل بعض الفحوصات ولكنى أعانى من الانتظار والزحام الشديد الذى يسيطر على المكان . أما محمد السيد المتواجد مع أحد أقاربه فى المستشفى فأشار إلى أن الرعاية فى المستشفى سيئة جدا ولا تصلح للمصابين بالأمراض المزمنة مثل الكبد أو السكر إضافة إلى الهرج والمرج السائدين فى المستشفى.. وتعجب من كيفية وجود هذا الهرج وقلة النظام فى المستشفى. ومن الحسين الجامعى إلى مستشفى ههيا المركزى وهو أحد أكبر وأهم المستشفيات فى مركز ههيا التابع لمحافظة الشرقية، المستشفى يقوم على خدمة قطاع كبير من المواطنين نظرا لاتساع مساحة المدينة والقرى المجاورة لها, وعلى الرغم من هذه الأهمية فإن المستشفى يعانى الإهمال والفوضى وعدم الالتزام بالمسئولية. نظرا لعدم تقديم الخدمات الكافية والعلاج اللائق للمرضى . وتشتكى إحدى السيدات المترددات على المستشفى من عدم الاهتمام بنظافة المستشفى وأضافت بمجرد دخولك للمستشفى تجد القطط تتجول وسط المرضى بالإضافة إلى الإهمال فى جمع المخلفات مما يؤثر على حالة المرضى بكل تأكيد . وقال أحد المرضى إنه يعانى من الازدحام حيث إنه يستغرق وقتا طويلا لكى يتم الكشف عليه إضافة إلى الأعداد الكبيرة التى تكون متواجدة أمام العيادات الأمر الذى يخلق حالة من التكدس خاصة فى ظل عدم وجود أماكن يمكن الاستراحة بها لحين الدخول للكشف . بهذه الجملة صرخت إحدى سكان مدينة السلام والتى كانت تجلس بداخل المستشفى وذلك لعدم توافر خدمات صحية لسكان هذه المدينة والذين لا يقل عددهم عن مليونين ونصف المليون نسمه, بمستويات معيشية مختلفة منهم محدودو الدخل ومنهم من يلجأ الى التأمين الصحى التابع له ومنهم من لا يملك سوى حق تذكرة فقط ويعتمد على العلاج المجانى ! وكانت الشكاوى حول الصعوبات التى تواجه المرضى في اجراءات العلاج على نفقة الدولة وأن هذه الإجراءات تأخذ شكلا روتينيا أو بيروقراطيا وتستلزم هذه الإجراءات مصاريف إدارية متتالية وليست رمزية ! أم محمد تقول أنا مريضة سكر وقلب وأحضر هنا عشان مش قادرة على مصاريف العلاج ! وأضافت أنها تعانى من بعض الأمراض التى تحتاج إلى علاج طوال الشهر وقالت العلاج المجانى هنا بفلوس ومش مصاريف رمزية زى ما الناس فاكرة, والدكتور بيكتبلى علاج كتير وباخد أقل من نص العلاج ده من المجانى والباقى غير متوافر وباضطر اشتريه من بره , وأقل شريط برشام ب 27 جنيها وبحتاج أجيب أكتر من 8 أو 9 شرايط في الشهر. كما صرح أحد أفراد الأمن بمبنى الاستقبال(الطوارئ) رفض ذكر اسمه بأن اى حالة مصابة أو حالة ولادة لا يقبل بها المستشفى قبل دفع مصاريف وتذكرة الاستقبال بالنهار ب 10 جنيهات أما فى الليل ب 25 جنيها ! أما استقبال الولادة المستعجلة لابد من دفع مبلغ 1300 جنيه قبل الدخول للولادة, وأنهى كلامه أن كل حاجة بتغلى والبنى آدم بس اللى بيرخص ! وتابعت مافيش هنا علاج مجانى غير الأدوية البسيطة اللى فى استطاعتنا نشتريها, لكن العلاج الغالى زى علاج القلب والأعصاب مش متوافر وبنشتريه من خارج المستشفى . وبالانتقال إلى مستشفيات التأمين الصحى فحدث ولاحرج , السيد عبد العال حسن مخلوفكان يقف امام مستشفى التأمين الصحى بمدينة نصر فى انتظار قرار الرحمة, هكذا تقول زوجته وأضافت زوجى يعانى من الاصابة بالعديد من الجلطات بالقلب ويحتاج دعامتين دوائيتين, ولكن المستشفى يؤكد لنا أن الدعامات الدوائية لا يتم تركيبها على نفقة التأمين الصحى ولا يستخرج بها قرارات على نفقة الدولة ولابد من سداد مبلغ 10آلاف جنيه تحت الحساب لاجراء تركيب الدعامة, واضافت زوجة السيد سبق وأن قام زوجى بعمل دعامة منذ خمسة شهور, ولكن لأنه مريض ضغط وسكر فسدت الدعامة وأصيب بجلطة اخرى وهو فى انتظار قرار الرحمة من وزارة الصحة لتركيب دعامتين على نفقة الدولة رحمة بظروفه.