اهتمت الصحف العربية الصادرة اليوم الخميس، بالمخاطر التي تهدد منطقة شمال أفريقيا متطرقة إلى اجتماع جدة الذي يستضيف وزراء الخارجية العرب ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري لمكافحة داعش. تخوف جزائري من أحداث ليبيا البداية من صحيفة "العرب اللندنية" التي كشفت مصادر مقربة من القصر الرئاسي (بالمرادية) عن أن السلطات الجزائرية تتخوف من أن تتسع دائرة الفوضى التي تعيشها ليبيا لتصل إليها خاصة أنها لم تتعاف بعد من مخلفات الظاهرة الإرهابية. وقالت المصادر إن مخاوف القيادة الجزائرية من السيناريو الليبي جعلها تفتح قنوات تواصل مع قياديين إسلاميين في تونس وليبيا حيث استقبل الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة زعيم حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي وسط تسريبات عن زيارات أدتها شخصيات أخرى من ليبيا مثل عبدالرحمن السويحلي إسلامي من "مصراتة" التي شارك مقاتلوها بقوة في ميليشيات “فجر ليبيا” التي سيطرت مؤخرا على العاصمة الليبية. وكانت السلطات الجزائرية قد فتحت قنوات التواصل داخليا مع جبهة الإنقاذ المحظورة، وهي الجبهة التي أطلقت المواجهة العسكرية مع الجيش وتفرعت عنها مختلف المجموعات الإرهابية في الجزائر، وهي خطوة استغربها مراقبون معتبرين أن السلطات الجزائرية قلبت سياساتها رأسا على عقب في العلاقة بمجموعات الإسلام السياسي. وقال المراقبون إن الجزائر تريد المراهنة على ورقة الإسلاميين، فيما يتهمها إسلاميون تونسيون بأنها عملت ما في وسعها لقطع الطريق أمام نجاح “الثورة” خوفا من أن يمتد اللهيب إليها. وأرجعت مصادر مطلعة في اتصال ل”العرب”، سر تسريع الوتيرة الدبلوماسية الجزائرية في المدة الأخيرة من أجل حلحلة بؤر التوتر المحيطة بها، إلى قناعات ترسخت لديها بناء على معلومات وتقارير تؤكد أن “رأس” الجزائر هو المطلوب من وراء الفتيل المشتعل في مالي وليبيا وتونس. وتقول المصادر إن السلطة الجزائرية تستشعر مخاطر حقيقية، كان بوتفليقة قد عبر عنها مؤحرا بالقول: “الجزائر لن ترضى بتفكيك الدول وإسقاط الأنظمة” في إشارة إلى ما وقع في الجارتين تونس وليبيا. ويقول المحلل والمعارض السياسي، أحمد عظيمي، في اتصال ل”العرب” إن السلطة تأخرت كثيرا في قراءة التطورات الإقليمية واستشراف مستقبل المنطقة المهددة بالتفكك”. اجتماع جدة من جهة أخرت تناولت صحيفة "عكاظ" السعودية إستضافة المملكة السعودية اليوم اجتماعا إقليميا يضم وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي وكلا من وزراء خارجية مصر والأردن ولبنان وتركيا وبمشاركة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري. وسيبحث الاجتماع موضوع الإرهاب في المنطقة، والتنظيمات المتطرفة التي تقف وراءه وسبل محاربتها. ويرأس وفد المملكة في الاجتماع الذي يستغرق يوما واحدا، سمو وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل. ومن المقرر أن يناقش الاجتماع بلورة إستراتيجية موحدة للتعامل مع خطر تنظيم داعش الإرهابي والتنظيمات الإرهابية الأخرى. وأكد وزير الخارجية اللبنانية جبران باسيل في تصريح له أمس، على أهمية اجتماع جدة، مشيرا إلى أن لبنان لا يمكنه أن يغيب عن اجتماع لمكافحة الإرهاب يدعى إليه لأن بلدنا يتعرض مباشرة لاعتداءات إرهابية ولا يمكن أن نكون إلا جزءا من أي حرب على الإرهاب. وختم قائلا: أي شراكة ضد الإرهاب مفيدة لنا والإفادة تكبر كلما كبرت دائرة هذه الشراكة. من جهته، أكد وزير الخارجية سامح شكري في تصريحات ل«عكاظ»، أن هدف المشاركة في اجتماع جدة، مناقشة التصورات للتعامل مع ظاهرة الإرهاب، التي تشهدها المنطقة بأسرها، مؤكدا أن الاجتماع سيضع خططا للحشد في مواجهة التنظيمات المتطرفة. وشدد على أهمية التكاتف الدولي في مواجهة التنظيمات الإرهابية وضرورة القضاء عليها، من خلال تناول المشاكل السياسية التي أدت إلى ظهور هذه التنظيمات. ولفت إلى أنه مع قدرة مصر على التصدي لهذه الظاهرة والآفة والقضاء عليها، ندعو شركاءنا إلى توفير الدعم السياسي في التعامل معها وألا ننخرط في نظريات الاحتواء، لأن هذا الفكر الإرهابي المتطرف يعد فكرا إقصائيا يعمل على فرض السيطرة ولا يقبل بالتعامل مع الآخر. إلى ذلك، أكد بيان صادر عن وزارة الخارجية التركية، أن وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو سيشارك في اجتماع جدة، مؤكدا أن الاجتماع يكتسب أهمية كبيرة لكونه يعقد في ظروف صعبة تمر بها المنطقة. وعلمت «عكاظ» من مصادرها، أن الأمير سعود الفيصل وكيري سيعقدان مؤتمرا صحفيا مشتركا في قصر المؤتمرات بجدة بعد الاجتماع للحديث عن نتائج الاجتماع الإقليمي لمكافحة الإرهاب. من جهة أخرى نقلت صحيفة "الراي" الكويتية عن مفتي «الجماعة الإسلامية» في مصر عبد الآخر حماد، إنه ينصح تنظيم «داعش» بالتراجع عن إعلانه تدشين الخلافة الإسلامية. وأوضح في بيان كتبه على صفحته الشخصية على «فيس بوك»، أن «الأولى بداعش الاكتفاء بمسمى إمارة إسلامية على المنطقة التي استطاعوا السيطرة عليها، سيرا على نهج طالبان والملا عمر، فقد أطلقوا على أفغانستان إمارة وليست خلافة». وأشار إلى أن «إعلان الخلافة الإسلامية لا يكون بصفة فردية من حزب أو جماعة مهما بلغت قوتها، من دون مشورة ذوي الرأي والشوكة من المسلمين وهم من يسمون في الفقه الإسلامي بأهل الحل والعقد»، لافتا إلى أن «خليفة المسلمين لا ينطبق عليه هذا الوصف من دون تحقق التمكين لحماية المسلمين في أنحاء الأرض والدفاع عنهم، وإنفاذ كلمته عليهم».