ألقت السلطات الأمنية في الإسكندرية، ، مساء يوم الجمعة القبض على محمد طارق، أحد شهود تقرير هيومن رايتس ووتش الدولية الصادر مؤخرا حول فض اعتصامي أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في رابعة العدوية. وقال مصدر مقرب من محمد طارق، فضل عدم نشر اسمه، في تصريح مقتضب للأناضول: "تم اعتقال محمد مساء الجمعة، وهو في قسم شرطة محرم بك، وسيتم عرضه على نيابة محرم بك اليوم السبت"، مشيرا إلى أن "الشرطة اقتحمت منزله أثناء القبض عليه في حي محرم بك، وحصلت أيضا على حاسوبه الشخصي". وأوضح المصدر أن "طارق معيد بكلية علوم جامعة الإسكندرية، وعقب الإطاحة بمرسي (في يوليو/ تموز من العام الماضي) انضم إلى اعتصام رابعة العدوية حتى يوم فضه (في 14 أغسطس/ آب من العام الماضي)، ومازال معارضا للسلطات وكانت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، نشرت، مع الذكرى الأولى لفض الاعتصام، تقريرا عما وصفته ب"القتل الجماعي في مصر خلال شهري يوليو/ تموز، وأغسطس/ آب عام 2013"، قالت فيه إن "قوات الأمن المصرية نفذت واحدة من أكبر عمليات قتل المتظاهرين في العالم خلال يوم واحد في التاريخ الحديث"، وذلك في فضها اعتصام رابعة العدوية. واتهمت المنظمة السلطات المصرية بأنها لم تجر أي تحقيق في هذا الإطار، فيما اعتبرت الحكومة المصرية أن التقرير "مسيس ويهدف لإسقاط الدولة". وعلى صفحته الشخصية علي موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك (Mohamed Tarek)، كتب أصدقاء محمد العديد من التعليقات التي تؤكد القبض عليه، وتشير إلى شهادته في تقرير المنظمة الدولية وتدعو للإفراج عنه. ودشن أحد أصدقائه عبر تدوينة له على صفحة طارق، هاشتاغ #شاهد_تقرير_هيومان_رايتس. وحتى نهاية يوم الجمعة بتوقيت غرينتش، لم يتسن الحصول على رد فوري من الجهات الأمنية بخصوص واقعة القبض واقتحام منزل طارق، كما لم يصدر عن المنظمة الدولية تعقيب حول الحادث. ومحمد طارق أدلى بشهادته عن يوم فض اعتصام رابعة العدوية إلى هيومن رايتس ووتش في 2 فبراير/ شباط الماضي، بحسب ما جاء في تقرير المنظمة الدولية عن فض الاعتصام. وجاءت شهادة طارق في التقرير على وجود "طلق ناري عشوائي" من جانب السلطات الأمنية بمصر. وبحسب نص التقرير في صفحتي 42، و43 "استيقظ محمد طارق، وهو أستاذ لعلم الحيوان من جامعة الإسكندرية، وطالب جامعي عمره 19 عاماً، استيقظ كلاهما من خيمته على الطرف الشمالي من شارع الطيران (بالقرب من مسجد رابعة العدوية) الساعة 6: 45 صباحاً على أصوات النيران الحية والغاز المسيل للدموع". وأضاف التقرير نقلا عن طارق "الكثيرون من حوله (محمد طارق) كانوا يختنقون بسببه (الغاز)، وفيما كان يساعد المحيطين به على التعامل مع الغاز، لاحظ طارق أنه أصيب بعدد من طلقات الخرطوش (طلقات نارية تحتوي على كرات حديدية)". وأوضح التقرير على لسان طارق أنه "بحلول صباحا كانت قوات الأمن تطلق النار عشوائياً في كل مكان. وفيما التفت طارق لمواجهة الميدان، أصابته 3 طلقات اخترقت جسمه، واحدة في ذراعه وواحدة دخلت من ظهره وخرجت من صدره، والثالثة أصابته في جنبه، فسقط طارق ونقل على الفور إلى مستشفى رابعة الميداني"، بحسب التقرير. وفي 14 أغسطس من العام الماضي فضت قوات من الجيش والشرطة بالقوة اعتصامين لأنصار مرسي في ميداني "رابعة العدوية" و"نهضة مصر" بالقاهرة الكبرى؛ ما أسفر عن سقوط 632 قتيلا منهم 8 شرطيين بحسب "المجلس القومي لحقوق الإنسان" في مصر (حكومي)، في الوقت الذي قالت منظمات حقوقية محلية ودولية (غير رسمية) إن أعداد القتلى حوالي الألف