قال العمال الذين عثروا على رفات شهيد الجيش المصرى فى حرب أكتوبر 1973 أثناء عمليات حفر قناة السويس الجديدة، إن رفات الشهيد أعطاهم دفعة معنوية قوية لاستكمال العمل، لأن من قدم حياته من أجل مصر فى حربها يستحق أن يقدم من جاء بعده مجهوداً وعرقاً يقارب بذل الشهيد روحه من أجل مصر. من جانبه، قال ياسر أبوعليان، أحد المقاولين بالمشروع: فوجئنا أثناء الحفر فى المنطقة المواجهة مباشرة للمنصة عقب قيام اللودر برفع الرمال من الأرض بوجود أشلاء وأجسام وأدوات غريبة، فتوقف سائقه عن العمل مباشرة، وقام بإنزال الرمال التى قام برفعها، وبالفعل ظل يصيح حتى تجمع عدد من العاملين بالمشروع، وبدأنا نواصل الحفر باستخدام أيدينا لنجد خوذة عسكرية و«أفارول» مدوناً عليه «الجيش المصرى»، وزمزمية مياه وعدداً من المتعلقات الشخصية الأخرى، وجمجمة متحللة بالكامل، وحقيبة ربما كان يحمل داخلها مأكولات. وعلى الفور قمنا بإبلاغ القيادة العسكرية عقب استخراج العظام والمتعلقات وتحويطها بالطوب والرمال، وظللنا ننظر لها بفخر وعزة، وجميعنا تساقطت دموعه على الشهيد الذى قدم التضحيات من أجل تطهير تلك الأرض وإعادة بنائها بشكل حقيقى. وتابع ماهر شعبان، سائق بالموقع: كنا نتحسس التراب عقب كشف رفات جثمان الشهيد وكنا نتعامل معه وكأنه شخص لا يزال على قيد الحياة.. كنا نتعامل مع عظامه ونحن نعلم جيداً قيمة ما تبقى منه من أشلاء، ورغم هول المشهد وعظمته فإنه كان دافعاً كبيراً على مواصلة العمل وتقديم التضحية العظيمة.