عقد الوفد الفلسطينى لمفاوضات التهدئة فى القاهرة اجتماعا، الأحد، مع مسؤولى المخابرات المصرية، لبحث آخر ما توصلت إليه المستجدات بشأن وقف إطلاق النار وإنهاء حصار غزة، فى ظل بوادر بفشل المفاوضات التى تتم بوساطة مصرية بسبب «التعنت الإسرائيلى». وقال عزام الأحمد، رئيس الوفد، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، فى تصريحات، أمس، قبل الاجتماع: «إننا سنجتمع مع محمد التهامى، رئيس المخابرات المصرية، لبحث آخر ما توصلت إليه المستجدات بشأن وقف إطلاق النار ورفع الحصار عن قطاع غزة». وأضاف أنه إذا تأكد لنا أن الوفد الإسرائيلى سيضع شروطا لعودته إلى القاهرة للتفاوض، فإننا لن نقبل بأى شروط. ودعا الأحمد الوفد الإسرائيلى إلى الحضور للقاهرة ليطرح ما يريد، ولكن لا يحق له أن يفرض شروطا مسبقة، مؤكدا أنه إذا تأكد عدم حضوره، فإنهم سيغادرون القاهرة للتشاور مع الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية بشأن ذلك. من جهته، قال موسى أبومرزوق، عضو المكتب السياسى لحركة حماس، عضو وفد التفاوض الفلسطينى فى القاهرة، إنهم لم يبلغوا رسميا بموعد استئناف المفاوضات مع الإسرائيليين. وطالب أبومرزوق ب«رد رسمى من الحكومة المصرية على تصريحات وزيرة العدل الإسرائيلية تسيفى ليفنى المسؤولة عن ملف المفاوضات مع الفلسطينيين، والتى قالت فيها إن هناك توافقا بين مصر وإسرائيل على خنق حركة حماس». وأضاف أن هذه التصريحات كانت علانية ومن مسؤولة إسرائيلية، ولابد أن يكون الرد عليها علنيا من الحكومة المصرية. ووصف سامى أبوزهرى، الناطق باسم حركة «حماس»، فى بيان، تصريحات ليفنى بأنها «قذرة»، و«تحتاج إلى رد مصرى». وكانت تسيفي ليفني طرحت رؤيتها للاتفاق مع الجانب الفلسطيني في تصريحات نقلها موقع «نيوز وان» الإخباري الإسرائيلي وقالت فيها: «اتفاق السلام لا يجب أن نعقده مع حماس، وإنما يجب أن يُفعل ضدها، ما أطرحه هو اتفاق إقليمي جديد مع مصر والسلطة الفلسطينية ودول أخرى»، ولم تقل ليفيني إن هناك اتفاق بين إسرائيل ومصر على خنق «حماس». وبشأن تصريحات بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، والتى أكد فيها أن العملية الإسرائيلية ضد قطاع غزة مستمرة، قال أبوزهرى: «هذه التصريحات تُحَمِّله المسؤولية الكاملة عن عدم نجاح مفاوضات القاهرة وعن كل التداعيات المترتبة على ذلك». وأضاف أبوزهرى، فى بيان صادر عن الحركة، أمس، تلقت «المصرى اليوم» نسخة منه: «نتنياهو فشل فى المعركة، وليس للمهزوم فرض أى شروط مسبقة، وشعبنا صامد ولن يخضع للحماقات الإسرائيلية». واعتبر مصدر فلسطينى بوفد التفاوض أن المفاوضات التى تجرى بوساطة مصرية فشلت فى تحقيق أهدافها وإنهاء الحرب الدائرة فى غزة أو التوصل إلى تهدئة دائمة بين قوات الاحتلال الإسرائيلى وفصائل المقاومة الفلسطينية، بسبب التعنت الإسرائيلى، وإصرار إسرائيل على عدم تنفيذ الطلبات التى تقدم بها الوفد الفلسطينى فى المفاوضات غير المباشرة التى تجرى بالقاهرة. وأضاف المصدر، ل«المصرى اليوم»، أن السلطات المصرية تبذل جهودا مكثفة حاليا من خلال التواصل مع سلطات الاحتلال الإسرائيلى والوفد الفلسطينى لمحاولة إنقاذ المفاوضات، معتبرا أن احتمالات نجاحها فى ذلك أصبحت ضئيلة جدا فى ظل التعنت الإسرائيلى، ومؤكدا أن إسرائيل بذلك تتحمل مسؤولية إفشال المبادرة والجهود المصرية. وأشار إلى أن تل أبيب عملت على تعجيز وفد التفاوض الفلسطينى، حيث إنها تصر على نزع سلاح المقاومة، مع عدم تنفيذ أى من طلبات الوفد الفلسطينى، وهو ما لا يمكن أن يقبله الوفد الفلسطينى أو المقاومة الفلسطينية.