صنّف مواطنو محافظة المنوفيّة المصريّة في الدرجة الثالثة، بسبب ما يتعرضون له من إهمال، أدى إلى افتقار حياتهم لأدنى درجات الآدميّة، وهو الأمر الناتج إما عن فساد أو عجز لدى أجهزة الدولة. وتعّد قرية بقسا، التابعة لمركز قويسنا، نموذجًا على البيئة التي تكونت بفعل الإهمال تارة، والفساد تارة أخرى.
وعبر أهل القرية عن استيائهم، ورغبتهم في الخلاص، كما خاطبوا كل محافظي المنوفية السابقين، لكن دون جدوى، فبيوتهم تكاد تسقط بسبب ارتفاع منسوب مياه الصرف، كما انتشرت حالات الفشل الكلوي، بسبب تلوث مياه الشرب، فضلًا عن انتشار الأمراض، والأوبئة بفعل القمامة المنتشرة في أرجاء القرية. وأكّد محمد حسن أحد أهالي القرية، أنّ منازل القرية عائمة على بركة من المياه الجوفية، بسبب عدم وجود صرف صحي، ما أدى لحالة من الفزع بين الأهالي، خوفًا من انهيار المنازل.
وأوضح أنّ القرية في الفترة الأخيرة شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في عدد المصابين بأمراض الفشل الكلوي، والكبد، نتيجة لسوء مياه الشرب، واعتماد الأهالي على الآبار، التي تتكون من رشاحات الخزانات.
وأضاف أنّ المشاكل لا تقف عند هذا الحد، فالقرية تفتقد إلى الاحتياجات الأساسية للمعيشة ، فمعظم الأهالي يعيشون على ضوء الشموع، و"اللمبة الجاز"، بسبب الانقطاع المستمر في الكهرباء، رغم علم المسؤولين الذين لم يلتفتوا إلى هذه المشاكل. وأشار عزب رمضان أحد أبناء القرية، إلى أنّ القرية تعاني، منذ أعوام، بسبب عدم اكتمال محطة الصرف الصحي، على الرغم من انتهاء إجراءات الإنشاء.
وأوضح أنّ مشروع الصرف الصحي، في القرية متوقف منذ عام 2009، مع استمرار تجاهل المسؤولين، ما أدى إلى انتشار سيارات الكسح لرفع مياه "الطرنشات" مقابل 25 جنيهًا، في النقلة الواحدة، ما يشكل عبئًا على الأهالي، لاسيما أنّ العملية تتكرر أربع مرات شهريًا، ما يكلف المنزل الواحد 100 جنيه، خلاف شراء مياه الشرب.
ونظرًا إلى حالة المياه وعدم صلاحيتها للشرب اضطر الأهالي، للتبرع لبناء محطة مياه أهلية، أنشأت بالجهود الذاتية، حيث جمع الأهالي 8000 جنيه، دفعت مقدم، على أنّ يقسط باقي المبلغ ال35 ألف جنيه، على دفعات.