كشف عبدالفتاح الفارسى، الحارس الذى ألقى القبض على أحد منفذى تفجير برج كهرباء «الكريمات - البساتين» بمنطقة أطفيح، أمس الأول، التفاصيل الكاملة لعملية القبض على الإرهابى واعترافاته التى أدلى بها قبل تسليمه للشرطة، التى استغرقت ما يقرب من ساعة ونصف الساعة بين مطاردة الإرهابيين واستدراج الإرهابى للإدلاء بمعلومات عن معاونيه. وقال «الفارسى» إن الإرهابى عرض عليهم معاونته فى تفجيرات أبراج الكهرباء مقابل 8 ملايين جنيه للحارس و7 آخرين من معاونيه، على أن يدفع له ربع المبلغ خلال أيام من خلال أحد شيوخ القبائل العربية من قرية «القبابات» التابعة لمركز صول بأطفيح، ليدفع المتبقى من المبلغ على مدار 8 أشهر، مشيراً إلى أنه حاول استدراج الإرهابى للتعرف على هويته، فأوضح أنه «يعمل ناظر مدرسة، وأن القبائل العربية تساعد الإخوان للانتقام من الدولة وإعادة الرئيس المعزول محمد مرسى»، لافتاً إلى أنه وجد مع الإرهابى ما يسمى ب«قلم اغتيالات»، وهو شبيه بمسدس كاتم للصوت يعمل بالليزر يمكنه قتل الأشخاص عن بُعد دون إحداث ضجيج. وأوضح «الفارسى» أن الإرهابى أشار لوجود عربة أخرى من المتفجرات كانت متوجهة لتفجير خطوط كهرباء شرق بوابة حلوان بمنطقة الشرفا، إلا أن العربة انفجرت بمن فيها، داعياً الشعب المصرى للتكاتف مع رجال الشرطة والتصدى للإرهابيين بعيداً عن الشعارات والأغانى، وعلق على سبب عدم خضوعه للإغراءات المالية التى قدمها لها الإرهابى وقدرت بملايين قائلاً: «أنا راجل مصرى وتراب بلدى بمليارات العالم». من جانبه، التقى الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، أمس، بالحارس «عبدالفتاح الفارسى» لتكريمه وتوجيه الشكر له على مساعدته الجهات الأمنية فى القبض على أحد منفذى تفجيرات أبراج النقل، للمرة الأولى منذ 30 يونيو، ووعد الوزير بإمداد الحراس بأسلحة مرخصة بالتعاون مع شرطة الكهرباء لمواجهة أى محاولات لتدمير المنشآت الكهربائية. وطالب «شاكر» الأهالى بالتعاون مع رجال الشرطة والحراسات الخاصة للإدلاء بأى معلومات تفيد بوجود محاولات لتفجير منشآت الكهرباء، والمساعدة فى منع هذه المحاولات قبل وقوعها حفاظاً على الشبكة القومية للكهرباء التى تعد ملكية عامة لجمع المصريين. فى سياق متصل، قال المهندس أحمد الحنفى، رئيس الشركة المصرية لنقل الكهرباء إن أهالى منطقة «القنايات» بالزقازيق أحبطوا محاولة لتفجير 4 أبراج نقل كهرباء، أمس، باستخدام أنابيب اللهب، ولم يستطع الإرهابيون التأثير إلا على إحدى زوايا البرج، واستطاع الأهالى القبض عليهم قبل تنفيذ الجريمة. يشار إلى أن الشركة المصرية لنقل الكهرباء تستعين حالياً بحراسات محلية لتأمين خطوط النقل لمعاونة شرطة الكهرباء فى مجهوداتها لإحباط أى محاولة إرهابية لتفجير أو تدمير المنشآت الكهربائية. وبدأت التفجيرات فى خطوط النقل الكهربى بعد ثورة 30 يونيو، وتحديداً منذ فبراير الماضى، بتفجير أحد الخطوط التى تصل دوائر الكهرباء بين الكريمات والتبين، وذلك بعد تثبيت أنبوبة بوتاجاز فى أحد أعمدة البرج الكهربى وإشعال النيران فى إطار سيارات بالقرب من الدائرة الرئيسية للبرج بهدف تسخين الأنبوبة وتفجيرها فى البرج، وهو الأسلوب نفسه الذى اتبعته الجماعات الإرهابية بعد ذلك فى جميع الحوادث التفجيرية لخطوط النقل الكهربى، وقدّرت الشركة المصرية لنقل الكهرباء إجمالى الخسائر الناجمة عن تفجيرات منشآت القطاع بأكثر من 220 مليون جنيه. فيما بدأت نيابة الصف تحقيقاتها مع المتهمين فى واقعة محاولة تخريب وقطع القواعد الحديدية وكابلات برج الكهرباء الرئيسى بخط البساتين- الكريمات، وكشفت التحقيقات التى جرت بإشراف أحمد مختار رئيس نيابة الصف أن المتهمين خالد محمد (43 سنة)، مدرس ومقيم فى منطقة أطفيح، وعادل حسنى (24 سنة)، طالب بكلية العلوم بجامعة الأزهر، كانا بصحبة 4 آخرين تمكنوا من الهرب قبل قطع قواعد برج الكهرباء. وأن المتهمين ال6 ينتمون لجماعة الإخوان الإرهابية وأنهم استقلوا سيارة شيفروليه بيضاء اللون وتوجهوا إلى المنطقة الجبلية بالصف لتنفيذ مخطط قطع أسلاك الكهرباء أثناء انشغال قوات الأمن بواقعة التفجير الذى وقع فى قرية الشرفاء، وأثناء تنفيذهم الواقعة تمكن خفير المحطة من الإمساك بالمتهم الأول بمساعدة الأهالى واعترف على بقية المتهمين، وتمكنت القوات من القبض على المتهم الثانى، وبمواجهة المتهمين بما ورد فى تحريات المباحث.
