نفذ اللواء خليفة حفتر، القائد العسكرى الليبي تهديده، الذى أعلنه فى فبراير الماضى، بالتدخل العسكرى لاستعادة ليبيا من أيدى المتطرفيين الإسلاميين، والجماعات الإرهابية، بعد أن فرضت سيطرتها على مناطق عدة من الأراضى الليبية. وقامت قوات "حفتر" اليوم باعتقال نوري أبو سهمين رئيس برلمان ليبيا وستة من أعضاء البرلمان، كما أفاد شهود عيان أن إطلاق نار مكثف سمع الأحد في جنوب العاصمة الليبية طرابلس على مقربة من مقار المؤتمر الوطني العام في ليبيا (البرلمان)، بحسب تصريح لقناة "الحدث". ودخلت قافلة من السيارات المدرعة إلى طرابلس من طريق المطار، وتوجهت إلى مقر المؤتمر الوطني العام، وتلت ذلك مواجهات في محيط المكان، وفقا للمصادر نفسها. وقال "حفتر" إن القوات التابعة له انسحبت بشكل مؤقت من بنغازي لأسباب تكتيكية، مؤكدا أن الحكومة والبرلمان غير شرعيين لأنهما أخفقا في تحقيق الأمن، قائلا: "سنعود بقوة"، مضيفا أن قواته بدأت هذه المعركة وستواصل حتى تحقق أهدافها. وذكرت قناة "العربية الحدث" أن لواء القعقاع والصواعف المدني التابع للواء خليفة حفتر هاجمت مبنى رئاسة الوزراء الليبية. وأعلن لواء القعقاع والصواعق المدني على صفحته على موقع "فيس بوك" أن الهجوم على مقر المؤتمر الليبي يأتى دعما للتحرك العسكري فى بنغازي، واتهم اللواء، المؤتمر بدعم جماعة أنصار الشريعة المقربة من تنظيم القاعدة، مؤكداً أن التحرك العسكري ضد المؤتمرهو أقل ما يمكن فعله ". وكان ما يسمى بالجيش الوطني الليبي قد طلب من المدنيين، مغادرة مناطق في مدينة بنغازي قبل شن هجوم جديد على المتشددين الإسلاميين، وذلك بعد يوم من سقوط عشرات القتلى في أسوأ اشتباكات تشهدها المدينة الواقعة بشرق ليبيا منذ شهور. وشوهدت عشرات العائلات، وقد حزمت أمتعتها وهي تخرج من المناطق الغربية من المدينة، حيث دارت اشتباكات استمرت لساعات الجمعة الماضية بين مقاتلين إسلاميين وقوات تتبع اللواء المتقاعد المنشق، خليفة حفتر، وتعمل بعيدا عن قيادة الجيش الليبي. وأفادت مصادر لقناة "العربية" أن الجزائر استنفرت أربعين ألف جندي من قواتها على الحدود الليبية إثر تردي الأوضاع الأمنية، بحسب تقرير بُث اليوم الأحد بسبب المحاولات المتكررة لإدخال السلاح عبر الحدود. كما أفاد مسئول في وزارة الصحة الليبية أن عدد القتلى من جراء الاشتباكات ارتفع إلى 79 قتيلا، وإن أكثر من 100 شخص أصيبوا. وأعلن الجيش الليبي منطقة حظر طيران فوق مدينة بنغازي، بعد أن استخدمت قوات حفتر طائرة هليكوبتر واحدة على الأقل في القتال الذي نشب الجمعة. ومنذ اندلاع الثورة الليبية عام 2011 وأطاحت بنظام معمر القذافي، عجزت عن فرض سيطرتها على كتائب من المعارضة السابقة والتى رفضت نزع أسلحتها وأقامت مناطق نفوذ خاصة بها. وتبذل بنغازي - مركز الانتفاضة ضد القذافي - على وجه الخصوص جهدا لاحتواء العنف ومنع هجمات ينحى باللائمة فيها على أنصار الشريعة التي يعمل أفرادها غالبا بشكل علني، وأدرجت واشنطن الجماعة على قائمة المنظمات الإرهابية.
