نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقال رأي للمحلل السياسي آرون ديفيد ميللر، بعنوان "أمريكا ليس لديها مكان لتستمر في مصر"، انتقد فيه السياسة الخارجية لإدارة أوباما حيال مصر، وقال إنها لم تنجح إلا في إثارة كراهية المصريين لأمريكا، بكل أحزابهم وتوجهاتهم، إسلاميين وليبراليين وعسكريين، وكثير من العامة أيضا. يقول ميللر: لم يعد هناك شك بأن السياسة الأمريكية حيال مصر والاضطرابات السياسية في الشرق الأوسط ينقصها التوجيه، حتى نهج إدارة أوباما – يعمل مع الجيش وليس ضده، وتخلى عن أي جهد جاد للإصلاح الديمقراطي – والذي يعتبر ضروريا ومنطقيا. ويتبنى الكاتب وجهة نظر كثير من المعلقين الأمريكيين الداعمين للإخوان، باعتبارهم نجحوا في الحصول على السلطة بشكل "شرعي"، وينتقدون الإدارة الأمريكية فيما يرونه لينًا من جانب الإدارة الأمريكية. ويقر الكاتب بانعدام وجود "وسيلة" في الوقت الراهن، تخول لواشنطن ممارسة تأثير كبير على مسار السياسات المصرية، فالجنرالات المدعومين من جزء كبير من الشعب المصري، اتخذوا قرارهم في وقت سابق هذا العام، أن مرسي والإخوان يمثلون تهديدا جوهريًا لمصر ومستقبلها. مصر لم تتجه إلى أي ديمقراطية لها معنى، وعلى امتداد سنوات ماضية وقعت البلاد في أيدي اثنين من القوى "الأقل ديمقراطية"، وفقا للصحيفة، الجيش والإخوان، أما المعارضة الليبرالية التي أسهمت في الإطاحة بحسني مبارك 2011، لم تكن قادرة على تنظيم فعال لتقديم الطريق الثالث، ولا يمكن لأي ضغط من الخارج أن يغير من هذا الواقع. ورغم أن الصحيفة تحث الإدارة الأمريكية على ممارسة الضغوط الخارجية الممكنة على مصر، إلا أنها تقر أيضا في هذا المقال أنه مهما كان حجم الضغوط للولايات المتحدة، سيتصادم مع الواقع على الأرض، وهو أن البلاد تابعة للجيش المصري، وهو أكبر قوة مهيمنة وبدونها ستخرج مصر عن نطاق السيطرة.