نعيش أحداث طمست الدماء ملامحها حتى صعب على الكثيرين أن يميزوا فيها بين صورة القاتل والشهيد.. لهذا السبب ولأسباب أخرى غاب "الجرافيتي" لأول مرة عن المشهد، وتوقف عن مطاردة الأحداث بالفرشاة والألوان بسبب الحيرة التى يعيش فيها الكثير من فنانى الجرافيتي، الذين لم تتضح أمامهم بعد ملامح المشهد. شهرته وسط أصدقائه" بيكاسو" واسمه عمر فتحي، هوأحد رسامى الجرافيتى توقفت فرشاته عن الحركة منذ أن رسم الشهيد "عيسى عصام" شهيد أحداث المنصة فى رمضان الماضي، بعدها تلاحقت الأحداث وشابها الغموض " مش فاهمين الصح فين والغلط فين، الصورة مش واضحة عشان ننقلها للناس، فيه أخطاء من الجهتين السلطة والإخوان، وكلنا مرتبكين وبنحاول نفهم ." "التحركات محدودة بسبب الحظر، وأى حد بيتكلم عن حاجة مش عجباه بيتقال عليه إخوان" يضيف "بيكاسو" وهويبدى تخوفه من قمع حرية الرأى فى الفترة القادمة لاتهام أى منتقد للعسكر بأنه "إخوان". وبالنسبة لبيكاسو"صاحب جرافيتى بائع البطاطا فى محمد محمود" فإن الرسالة التى يريد توصيلها من خلال الجرافيتى فى الفترة القادمة هى أن" الثورة مستمرة ضد كل من خان عسكر فلول إخوان". الخوف من إحداث بلبلة وزيادة الانقسام فى الشارع هوسبب عزوف "كيم" عن الفرشاة والألوان" الشارع دلوقتى منقسم فيه ناس شايف اللى بيحصل صح وناس شيفاه غلط والاختلاف وصل لداخل كل عيلة وأى جرافيتى دلوقتى هيكون منحاز لطرف معين وهيزيد الانقسام اللى عند الناس"، ولايرى "كيم" فيمن سقطوا من هوصاحب قضية ليخلد وجهه بفرشاته، على عكس من سبقوهم " الناس اللى اتعملها جرافيتى كانوا أصحاب قضايا بجد إنما دول يتعملهم جرافيتى ليه"، لكنه فى الوقت نفسه يرفض أن ينحاز للطرف الأخر مبررا ذلك بقوله" اللى بيحصل فى الإخوان دلوقتى كان بيحصل لفصيل إحنا من أنصاره، ومش هينفع نشوف اللى كان بيحصلنا بيحصل لفصيل تانى ونبقى فرحانين فيه." أما "ماندوفرغلي" فقرر أن يكسر الحظر الإختيارى على الجرافيتى ويعبر عن رأيه بجدارية رسمها عند أحد بوابات نادى الصيد ضد ما وصفع بالإنقلاب العسكرى قائلا" أنا ضد حكم العسكر من أيام محمد محمود، صحيح أن الإخوان سبب الورطة اللى إحنا فيها لكن مش هكون مع العسكر ضدهم." وبسبب الحظر فإنه من الصعب العمل بعد السابعة أما قبل السابعة فهناك مشكلة أخرى يشير إليها ماندو" بفكر أرسم إشارة الإيد اللى بترمز لرابعة وخلفيتها الصفراء بس لوالناس شكت أنى إخوان ممكن يبقى فيها موت". أما أخر رسومات الجرافيتى التى انتهى منها "هيما" أحد الذين أطلقوا أسبوع الجرافيتى العنيف، رسمة تصور أوباما يمسك بخيوط عرائس ماريونيت ويحركها والعرائس هم مبارك ثم طنطاوى ثم مرسى والشاطر إلى أن يأتى شخص ويقطع خيوط العرائس التى يحركها فى إشارة لتغير السياسات وعدم الانصياع لرغبات امريكا. وبالنسبة للضحايا فيستبعد أن يرسم قتلى من الإخوان ويبرر ذلك بقوله" الشخص اللى مشارك فى مظاهرة فيها سلاح مبعتبرهوش شهيد.
