ضمن فعاليات أسبوع الريادة العالمى الذى تنظمه منظمة العمل الدولية فى شهر نوفمبر الجارى يقام ملتقى جامعات لعرض تجارب تلك الجامعات فى مجال تعليم ريادة الأعمال من خلال مشروع (تعرف على عالم الأعمال) ، أو الكاب وهى ثلاثة أحرف إنجليزية KAB تمثل إختصار لتلك الكلمة الموازية لاسم المشروع :Know about businessوسوف يحضر هذا الملتقى العديد من الجامعات الكبيرة والعريقة والمتمثلة فى جامعات القاهرة وعين شمس والإسكندرية إضافة إلى الجامعة الألمانية والجامعة الأمريكية والجامعة البريطانية والجامعة الأمريكية ، ولن تشارك هذه الجامعات فى عرض المشروع بل ستكون بمثابة ضيف على الملتقى الكبير .من المتوقع حضور حوالى 60 أستاذ جامعى من ثلاث دول هى مصر وتونس والأردن ، وسيقوم رئيس جامعة صفاقسالتونسية بعرض تجربة تونس فى مجال ريادة الأعمال ، بينما ستقوم جامعة حلوان ممثلة فى كلية التجارة وإدارة الأعمال بعرض التجربة المصرية فى مجال ريادة الأعمال وسيقوم بعرض التجربة والمشروع الدكتور عمرو سليمان أستاذ الإقتصاد بكلية التجارة وإدارة الأعمال بجامعة حلوان ومنسق البرنامج عن الكليةوكان لنا لقاء مع الدكتور عمرو سليمان لمعرفة كل شئ عن التجربة المصرية الناجحة ومدى تأثيرها على المتدربين وإمكانية الإستفادة منها فى سوق العمل بعد ذلك وكان لنا معه هذا الحوار :بداية كيف بدأت فكرة المشروع ؟بدأت الفكرة فى جامعة حلوان مع وجود ورشة عمل فى منظمة العمل الدولية لإدخال التعليم الريادى فى الجامعات والمدارس ، وتم تنظيم ورشة عمل فى شهرى يوليو وأغسطس 2008 حضرها 26 أستاذ جامعى من بين جامعات عين شمس وحلوان والزقازيق وقناة السويس ، وكان الغرض الأساسى منها هو تدريب مدربين ليكونوا قادرين على تدريب الطلاب على منهجية التعرف على عالم الأعمال ، حيث أنها ليست مجرد مادة نظرية يتم إدخالها فى المقررات الجماعية فقط بل إن لها طريقة معينة فى التدريب تعتمد على الألعاب والتمثيل مع تبادل الآراء .وماذا عن بداية المشروع فى كلية التجارة ؟أدخلت كليات التجارة والهندسة بحلوان والتربية والفنون التطبيقية والتربية الفنية البرنامج ، وكلية التجارة هى الكلية الوحيدة التى حصلت على موافقة مكتوبة من عميد الكلية قبل إنتهاء ورشة العمل بيوم واحد على تنفيذ البرنامج ، وقمنا بوضع خطة عمل وإطار زمنى وتمويل من أجل تنفيذ البرنامج ، وقد أخبرنا البروفيسير الأمريكى روبرت نيلسون المسئول فى منظمة العمل الدولية عن المشروع أنه لو تم تنفيذ الخطة سيكون ذلك أمرا رائعا وكان متشككا فى تنفيذ الخطة بالدقة التى خرجت بها فى صورتها الأخيرة .وما هى العوامل التى ساهمت فى إنجاح المشروع بهذا الشكل ؟بدأت انا والدكتور أحمد عليش والدكتور صابر عدلى وجميعنا يدرس إقتصاد بالكلية وكنا نعلم جيدا أننا فى دولة نامية وتوجد مشكلة البطالة بشكل بارز ، ونعلم أيضا أن كل الدول النامية قد تخلت عن سياسات التوظيف الإجبارى بعد التخرج من الجامعة وبالتالى كنا مقتنعين تماما بأن العمل الحر هو الحل الأمثل للخروج من أزمة البطالة وزيادة الإنتاجية ، وهناك كثير من الدول التى تعتمد على المشروعات الصغيرة والمتوسطة .وبالتالى كنت أرى أن تنفيذ هذه الخطة يعتبر من أهم البرامج التى يجب أن تتواجد إذا تحدثنا عن تنمية حقيقية ولذلك كنا متحمسين لوضع خطة دقيقة ومحددة وواقعية .وكيف بدأ العمل فى تنفيذ الخطة ؟فى شهر أكتوبر نظمنا ورشة عمل بالتعاون مع جامعة حلوان وكلية التجارة وحاضر فيها اثنين من الأساتذة بأمريكا ، وبدأنا فى يوم السادس من شهر نوفمبر 2008 وكانت أولى خطواتنا هى الإعلان عن البرنامج ليعرفه كل الطلاب .وتقدم للمقابلة 720 طالبا وحضر دكتور روبرت نيلسون الإفتتاح ووضعنا معايير لإختيار الطلبة واخترنا منهم 120 انقسموا إلى 4 مجموعات ثلاثة منهم فى حلوان ومجموعة فى الزمالك ، وعملنا لمدة عام دراسى كامل بجانب إجازة الصيف ولم نتوقف سوى قبل الإمتحانات .وماذا عن المسابقة المحلية ؟تقدم ثمانية طلاب من بين 120 متدربا بمشروعات كاملة واخترنا منهم ثلاثة مشروعات لأربع طلاب لتمثيل الكلية فى المسابقة التى كانت على مستوى الجامعات ، وكانت مشروعات الطلاب من أفضل 12 مشروع فى التصفية النهائية ، وحصلت المشروعات على المركز الأول والثانى والخامس ، وتم تصعيد المركزين الأول والثانى لمسابقة شمال إفريقيا .وحضرنا مؤتمر دولى بشرم الشيخ فى شهر مايو 2010 وكان على هامشه مسابقة شمال إفريقيا ، وحضره ممثلون من شمال إفريقيا والشرق الأوسط وبعض دول العالم ، وكان المؤتمر يناقش قضية التعليم الريادى على مستوى العالم وبعض القضايا التنموية الأخرى مثل دور المرأة ودور الحكومات ومؤسسات التعليم فى دعم المشروعات الصغيرة .وماذا عن مسابقة شمال إفريقيا ؟دخل شبابنا من كلية التجارة المسابقة ، وحصلت ريهام جاويش طالبة على المركز الثانى ، وحصل محمود عبد العال على المركز الرابع .متى ستبدأ الدورة القادمة ؟خططنا أن نبدأ بمشيئة الله فى يوم 20 نوفمبر القادم ، وكلية التجارة بغض النظر عن المسابقة هى الكلية الوحيدة التى نفذت البرنامج على مستوى جامعة حلوان وعلى مستوى جمهورية مصر العربية .أخيرا ما مدى تأثير هذا البرنامج على العمل بعد التخرج ؟من الأقوال المأثورة التى أحب دائما أن أقولها للشباب : كن صاحب عمل موظف وكن موظف صاحب عمل ، فلو كنت تريد أن تصيح صاحب مشروع فيجب أن تجتهد فى معرفة تفاصيله كى تتمكن من أداء أكبر عدد من الوظائف داخل المشروع ومنه تستطيع إدارة مشروعك بأعلى كفاءة ، وبالمثل الموظف كلما كان عنده فكر فى تطوير العمل كلما كان حريصا على العمل والموارد ورأس المال وذلك يعطيه فرصة للترقية والحصول على عائد أكبر وكسب ثقة من حوله .ولذلك الهدف الأساسى للمشروع تخريج عدد من الشباب قادرين على عمل مشروع خاص بهم ، وهذا لا يعنى أنه لا يمكن للشباب العمل كموظفين أو أن يفتتحوا مشروعا خاصا بهم من الغد ، فالغرض من البرنامج وجود هدف للشباب أن يأتى يوم يفتح فيه كل منهم المشروع الخاص به .