قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن مصر لا تتحرك نحو استعادة الديمقراطية، وفي المقابل تمهد القوات المسلحة المصرية لحملة قمعية ضد حزب الحرية والعدالة الذي فاز بأول انتخابات ديمقراطية في البلاد، إلى جانب الارتقاء بالفريق أول عبد الفتاح السيسي بطل القوات المسلحة الجديد في ثوب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. وأوضحت الصحيفة في مقالها الافتتاحي أن التحول الحقيقي نحو الديمقراطية، سوف يتطلب من السلطات العسكرية ومجلس الوزراء المدني لبدء المفاوضات مع الرئيس المعزول محمد مرسي، وجماعة الإخوان المسلمين، للتوصل إلى تسوية سياسية، ولكن في المقابل يبدو أن قادة الجيش اختاروا وصف الإخوان بالإرهابيين، وهو أسلوب استفزازي وغير مبرر. أشارت الصحيفة، إلى أن حكومة مرسي أساءت إدارة البلاد، وسعت للحصول على السلطة ومنذ عزلها اعتمد قادتها موقفًا متعنتًا وإصرار على استعادة الحكومة وتنظيم الاعتصامات والمسيرات الشعبية. وبالرغم من أن هناك تقارير لبعض حالات إطلاق النيران من قبل المسلحين الإسلاميين في المظاهرات، إلا أنه لا يوجد دليلًا على أن جماعة الإخوان تبنت العنف كإستراتيجية ناهيك عن الإرهاب، مؤكدة أن أغلبية القتلى الذين وصل عددهم 200 قتيل منذ الانقلاب تم إطلاق النيران عليهم من الجنود والقناصة التابعة للحكومة. وترى الصحيفة أن التهم الموجهة ضد مرسي بناء على هروبه من السجن في 2011 ليس لها شرعية، مؤمنة أنه في ظل مناخ مشتعل من قبل الاحتجاجات التي تنسقها القوات المسلحة وحملات الدعاية، فمن الصعوبة رؤية إخضاع الرئيس المعزول أو أي قيادي إخواني لأي تحقيقات أو محاكمات عادلة. أضافت الصحيفة، أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما أعربت عن قلقها من خلال الإعلان عن تأجيل تسليم طائرات F-16s للقوات المسلحة، ولكن ترى الصحيفة أنه من غير المرجح أن يكبح ذلك طموحات السيسي، فمازالت واشنطن تقدم الدعم لقواته المسلحة بدلاً من العقاب. واختتمت الصحيفة بقولها: إذا كانت إدارة أوباما لا تأمل رؤية قمع واسع النطاق أو ظهور حكم استبدادي جديد في مصر فينبغي أن تتخذ المزيد من الإجراءات على وجه السرعة.