إن الصراعات تجعل من صاحبها فارساً ليس له سبيل سوى أن يكون قاتلاً أو مقتولاً وقاتلا مقتولاً فى شأنٍ واحد .. بداية أنا أتزعم فكرة قد تنكر إلا أنني أعيش معها وعلى دليل. هذه الفكرة تكمن فى أن الله سبحانه ساوى بين العباد فى سبل الوصول الى أثبات الذات ، لكن الذى يحدث هو أن يسلك الكثير الكثير منا غير سبيله وراحلته . والنتيجة هى أن يتبارز جاهلين على سبيل علم وعالمين على سبيل تجارة أو مال وضعيفين على سبيل قتال أو سيف فيكون الفضل لغير أهلهِ والأمر إلى من هو دونه ويعزز لذلك غابت فضيلة عنا نتيجةً لسياسة الانتفاع قاتلها الله . أن قضية إثبات الذات التى أظنها مثبوتة أبدا بالترك منفية بالطلب غالبا . هى الأم الولود لقضايا أخرى لا تقل أهمية عن الأصل تقف متربصتا بتلك الفضيلة الغائبة تلك الفضيلة هى إيثار الغير . ولننظر إلى هذا المشهد المعلوم المتروك او المعلوم المجهول أناس'' جرحاَ وعطشاَ فيأتي الماء أولهم فينكر على نفسه حبها ويترك الماء لغيره ويتوالى الإنكار ليموت الجميع ويبقى الماء وكأن الله سبحانه بارك فى النعمة فى ترك الطلب . من المؤكد لوأنهم تصارعوا على الماء لزالت النعمة ولزالوا من الذكر والبال هذا هو حالنا للأسف ولنا أن نتخيل إذا ما حدثا أمرا كان قريبا الحدوث . ماذا لوشح الطعام وهى أزمة ليست بالبعيدة لاعلينا فحسب بل على معظم دول العالم هل من الممكن معها أن نرى المثل السابق الخالد الذكر أم أنه سيكون الإقتتال على الحياة والبقاء لفترة وربما ليوم أو ساعات . من المؤكد أن حالة الصراع هذه ليست على وجه العموم لكنها الأغلبية و الأغلبية كما هو معلوم هى التى تعمم وتُعرف قد يجوز أن نرى مبرر لصراع تلك التخيلية فالحرب لأجل البقاء غريزة والاستطعام غريزة لكن ما يقضى العجيبة أن ترى حاكم يبيعُ عدله وشعبه من أجل أسرة فيكون مردوده أن بيع وخسر وليقف هو وأسرته موقف المحكومين بينما يقف الشعب موقف الحاكم فحين كان الطلب كانت سنة التداول ( وتلك الأيام نداولها بين الناس ) الآية. وإذا كان الأمر عجيبا لحاكم رفض أن يخلد أسمه فى قلب الشعب وقلب التاريخ فالأمر الذى يعجب له العجب هو أن نتعامل نحن المظلومين بنفس قانون الظالم فنقبل ظلماً لنا ونرد ظلماً علينا .نقاتل لإجل رأى أو عصبية أو منفعة أو ظهور ( فمال هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا) الآية لماذا الأصرار على تغميض الأعين عن الحكمة والفرصة ..أعنى حكمة الله فى زوال الفساد بهذا الشكل الهين وفرصة الله لأصلاح النفس والمجتمع هى فرصة قد لاتتكرر إذا ما هيئنا لفساد أخر. أن التهيئة للفساد تكون على سبيل المثال باختيارك لشخص غير مناسب فى مكان مناسب أو باختيارك لشخص غير مناسب فى مكان غير مناسب فيكون الحول الأدارى وبعيداً عن هذا الظن الأسود ونقيض له ماذا لو أستوى الأمرُ أهلهُ . أن من الممكن أن تحقق بالاختيار السىء منفعةً لكنها ولا ريب تزول بزوالِ من ناصرة أما باختيارك الصحيح فأن الخير سوف يطول الجميع وليس من دين ولا عقل يكره عموم الخير. أن السعادة الحقة هى التى تراها فى عيون كل من حولك ولوأن الأرض خلت من البشر إلا واحد يملك ويحكم ينعم ويحلم ما كان هذا الواحد سعيداً وأبدا ما خلقنا لنكونا ذالك الواحد. قد يكون ترك الطلب لشىء عظم أو حقر إصلاحاً لهذا الشىء إما بتوليه من هو له إذا كان مقاماً أو بذهابه الى من يستحقه اذا كان منفعة . لا شك أن تزاحم الجميع على باب النجاة الأوحد مهلكة للجميع وإن ترك الطلب قد يكون هو المنجاة الوحيدة للبعض أو الكل. أن مقولتى هذه ليست من باب الحَجرِ أو من باب التبرئة لكنها من باب ( دُلْ ) محتجا بان الدالُ على الخير كفاعله .