الصحفي صلاح عبد الصبور أكد الصحفي صلاح عبد الصبور رئيس المجلس التأسيسي لنقابة الصحفيين الالكترونيين أن فكرة تأسيس نقابة الصحفيين الالكترونيين مرت بمرحلتين قبل وبعد ثورة يناير موضحاً أنه قبل الثورة كان التفكير في اتحاد قطري للصحفيين الالكترونيين باعتبار الصحافة الالكترونية غير محدودة بنطاق جغرافي وهناك صحفيين مصريين عاملين في دول عربية والعكس فكان التفكير هو العمل على نطاق إقليمي متسع وكان هناك العديد من الروابط للصحفيين الالكترونيين في دول عربية مختلفة وتحتاج إلى التجمع في كيان واحد. وأوضح عبد الصبور في مقابلة ببرنامج "ثقافية كافية" على قناة النيل الثقافية أن العقبات المتعددة والصعوبات التي واجهها المؤسسين في إنشاء كيان للصحفيين الالكترونيين داخل مصر والدول العربية هو الذي دفع نحو تأسيس الاتحاد العربي أما بعد الثورة فقد أتيحت الفرصة لتشكيل نقابة للصحفيين الالكترونيين والتي كانت أمراً بعيد المنال ولكنها الآن واقع ملموس على الأرض فعلى الرغم من أن مصر كانت قد وقعت على اتفاقيات دولية تفرض تعدد العمل النقابي إلا أن هذا لم يكن معمولاً به على أرض الواقع في ظل حكم النظام السابق. وأضاف عبد الصبور أن الهدف من تلك الكيانات هو الارتقاء بالصحفي المصري والعربي فالاتحاد العربي للصحافة الالكترونية والذي تم إنشاءه عام 2010 كانت لديه أهداف متنوعة منها تطوير الصحافة الالكترونية خصوصاً في ظل تأثيرها المتزايد وشعبيتها المطردة وهو ما ظهر بقوة خلال ثورة يناير وباقي الثورات العربية حيث كانت الصحافة الالكترونية أهم مصدر للأخبار . وعن دور النقابة شدد عبد الصبور على أنها ستضفي الشرعية على آلاف العاملين في مجال الصحافة الالكترونية في مصر حيث أنه لا يوجد قانون لحماية الصحفي الالكتروني وستدافع النقابة عن حقوقهم وأضاف أن النقابة أعدت قانون للنشر الالكتروني سيكون هو المرجعية في هذا المجال لحل مشكلة انتشار الشائعات وغياب المصداقية عن بعض الصحف الالكترونية وليكون هناك آليات لمحاسبة المخطئين. وعن السبب في عدم التحاق الصحفيين الالكترونيين بنقابة الصحفيين القائمة في مصر أكد عبد الصبور أن العديد من الصحفيين حاولوا إنشاء شعبة للصحافة الالكترونية في النقابة ولكن المحاولة لم تنجح لان قانون النقابة لا يستوعب تلك المتغيرات فالقانون هو المشكلة الأساسية كما أن النقابة كانت تواجه إشكالية في تعريف الصحفي الالكتروني والتمييز بينه وبين المدون . وعن تعريف الصحفي الالكتروني أوضح عبد الصبور أنه يمتلك مهارات الصحفي التقليدي إضافة إلى مهارات التعامل مع الانترنت ويعمل بشكل منتظم في مؤسسة أو صحيفة إلكترونية لها شروط ومحددات معينة ولها سياسة تحريرية وتحترم ميثاق الشرف الصحفي أما المدون فهو اجتهاد شخصي ويمكن لأي شخص أن يكون مدون في الفراغ الالكتروني ولا يمكن وضع محددات للمدون وأضاف عبد الصبور "نحن باعتبارنا من رواد الجيل الأول للصحفيين الالكترونيين فكان من الأولى بنا أن نحل تلك المشكلة التي تواجه نقابة الصحفيين وهو ما حدث في النهاية " . وعن الصحافة الالكترونية وتأثيرها على الصحافة الورقية عبر عبد الصبور عن اعتقاده بأنها قد أثرت بالسلب فعلا على الصحافة الورقية لأنها متاحة لأي شخص في أي وقت وأي مكان وجمهورها يتضاعف بشدة خصوصا مع مضاعفة عدد مستخدمي الانترنت في مصر فعام 2000 كان هناك مليون مستخدم فقط وعام 2010 تضاعف عدد المستخدمين ليصل إلى 10 مليون مستخدم أما العام الحالي فقد تضاعف الرقم في عام واحد فقط ليصل عدد مستخدمي الانترنت في مصر 22 مليون مستخدم وهو ما جعل جمهور الصحافة الالكترونية يتضاعف مع مرور الوقت وعلى الجانب الآخر يتراجع أعداد قراء الصحافة الورقية .. كما ضرب عبد الصبور مثالاً بأحد كبريات الصحف العالمية وهي الواشنطن بوست التي ألغت النسخة الورقية وأصبحت تعمل فقط على النسخة الالكترونية . وشدد عبد الصبور على أن الصحافة الالكترونية أكثر تأثيرا من الفضائيات والصحافة الورقية فهي وسيلة دولية عابرة للمكان كما أنها يمكن الاحتفاظ بأرشيفها لسنوات طويلة عبر الفراغ الالكتروني لان الانترنت أصبح وعاء المعرفة الإنسانية كما أن التفاعل على الانترنت أسهل بكثير من أي وسيلة أخرى. وأضاف عبد الصبور أن الانترنت والصحافة الالكترونية كانت هي سبيل الشعوب العربية نحو تحقيق الديمقراطية لأنه وضع الأنظمة الشمولية في مأزق فالسيطرة على الانترنت أمر مستحيل . وعن موقف الصحفيين العاملين في صحف ورقية من النقابة قال عبد الصبور أن العديد منهم اتجهوا للعمل في الصحافة الالكترونية لان الوسيلة تطورت بشكل كبير جدا وهو ما يجعلهم يحملون صفة الصحفي الالكتروني .. أما عن معايير انضمامهم للنقابة فأكد عبد الصبور على أنه إن الصحفي إذا كان يمتلك المهارات التي تؤهله للانضمام إلى النقابة فسيتم قبول عضويته أما إن لم يكن فيمكن تقديم دورات تأهيل له توفرها النقابة من أجل تنمية مهاراته . وعدد عبد الصبور مميزات الصحافة الالكترونية حيث أوضح أن سعرها أرخص من الصحافة الورقية فيمكن تصفح عشرات الصحف بأقل من سعر صحيفة واحدة كما أن السرعة في نقل الخبر أحد أهم مميزات الصحافة الالكترونية فهي تنقل الأحدث بشكل لحظي ويمكن أن يضاف إليه العديد من الوسائط مثل الفيديو والصور والإحصائيات وغيرها من المميزات المستحيل توافرها في الصحافة الورقية . وعن مدى مصداقية الصحافة الالكترونية أكد عبد الصبور أن الديمقراطية تقتضي التنوع والتعدد والمتلقي هو الذي يحدد ما يناسبه خصوصا في ظل التدفق الرهيب للمعلومات فالأمر بيد المتلقي.