تشهد مصرنا الغالية من فترة لأخرى بعض الأزمات التي تتصل بإخواننا الصعايدة ، وأقول إخواننا لإنني لست صعيدية ، وهذا ينفي عني تهمة التحيز في السطور الأولى من هذا المقال. كانت بعض المسرحيات والأفلام في السابق ولاتزال تقوم بشكل أساسي على السخرية من الصعايدة باعتبارهم أغبى خلق الله!! فكلنا يذكر مسرحية الصعايدة وصلوا بطولة أحمد بدير ، وفيلم صعيدي في الجامعة الأمريكية بطولة محمد هنيدي ، وقديماً فيلم العتبة الخضراء بطولة اسماعيل يس ، وغيرها من الأعمال الفنية التي تربط بين الصعيدي والبلاهة والغباء والحماقة. هذا فضلاً عن النكت والنوادر التي نسمعها بين الحين والآخر و التي تبدأ بعبارة (مرة واحد صعيدي ) ، وتنتهي دائما بابراز صفات سيئة له، كذلك انتشرت بعض العبارات مثل الصعايدة باعوا التروماي ، واشتروا الأهرامات !! كل ذلك لم يمنع من ظهور عباقرة من الصعيد نبغوا وتميزوا في مجالات مختلفة منذ قديم الأزل ... فموحد القطرين الملك الفرعوني مينا صعيدي من سوهاج ،والسيدة هاجر أم سيدنا اسماعيل الذي أنجب العرب جميعاً صعيدية ، كما ان السيدة مارية القبطية أم المؤمنين وزوجة الرسول - صلى الله عليه وسلم - صعيدية من المنيا• وفي العصر الحديث نجد عبد الرحمن الأبنودي الذي أثر بشعره في وجدان كل مصري ، وكذلك نذكر الشاعر أمل دنقل من قنا ، وفي الغناء لمعت كوكب الشرق أم كلثوم ، وفي الأدب نجد طه حسين الحاصل على جائزة نوبل رغم فقده للبصر من المنيا ، وعباس محمود العقاد من أسوان ، والروائي جمال الغيطاني من سوهاج، وأول صحفي مصري أنشأ صحيفة بعد الشوام في مصر هو الشيخ علي يوسف وهو صعيدي من سوهاج، ولا ننسى أيضا أن شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي –رحمه الله - من سوهاج أيضاً ومنها كذلك البابا شنودة الثالث. وطبعاً لاننسى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ابن قرية بني مر أو بني مرة الصعيدية في أسيوط ، وهو وإن اختلف معه البعض ، إلاّ أن الجميع يكاد يجمع على أن هذا الرجل يتمتع بكاريزما طاغية !! لكن .. وعلى الرغم من كل هذه الأسماء اللامعة ، تعود أزمات الصعايدة لتطفوا على السطح من جديد ، فمنذ فترة قصيرة إنهالت الأضواء على الرجل أبو جلابية واسمه حذيفة طالب بالأزهر الشريف كان نفسه بس يسلم على اللاعبين ولم يكن يقصد أن يؤذي أحد ،حذيفة أو كما اشتهر الرجل أبو جلابية كان قد ظهر فجأة أمام كاميرات التلفزيون في مباراة الزمالك مع تونس يوم 20/3/2011، والتي شهدت أحداث مؤسفة حاولت تشويه جمال الثورة المصرية. الشعب المصري أبو دم خفيف يجد في عز الأزمة نكتة ، وفرصة للضحك والتهكم من الأوضاع السائدة ، وأنا لست ضد الضحك ، ولكني ضد الاستهزاء والتمييز ضد فئة معينة. فما معنى أن نجد للرجل أبو جلابية نحو 90 صفحة على الموقع الاجتماعي الشهير الفيس بوك بعض هذه الجروبات تطالب بتعيين الراجل أبو جلابية رئيسا لنادي الزمالك، في حين يرى فيه الأغلبية المرشح الأمثل لرئاسة مصر من باب السخرية طبعاً ، وجروب آخر يحمل اسم رابطة مشجعي الرجل أبو جلابية uwc،وجمعية أبو جلابية الإرهابية ، وغيرها من الأسماء الساخرة ، وترددت أخبار مثل الراجل ابو جلابيبة يغيب عن مباراة الزمالك القادمة لإصابته بتمزق في جيب الجلابية بل وصل الأمر إلى حد القول بتورط الراجل ابو جلابية في تسريب تسجيل مبارك لقناة العربية كما سمعنا شعارات مثل ارفع جلبيتك فوق انت زملكاوي ، ولكن والحق يقال ظهرت هناك العديد من الصفحات في المقابل للاعتذار من الرجل أبو جلابية مثل صفحة مليونية الاعتذار لأبو جلابية في حين ظهرت آراء متعصبة من الصعايدة تهدد بتدميرالفيس بوك. هل تنتهي الأزمة بين المسلمين والمسيحين في مصر بعد ثورة 25 يناير المجيدة ، لنبدأ في فتنة جديدة مع صعايدة مصر. أسال الله أن يحمي هذه البلد الطاهرة (مصر) ويبارك في شعبها العظيم ، وتحية تقدير وإجلال إلى إخواننا في الصعيد ، وبنقولهم من هذا المنبر إحنا آسفين، الصعايدة أجدع ناس وأخلاقهم ليس لها مثيل. لو كنت أيها القارىء العزيز صعيدي ، قلها بصوت عال : أنا صعيدي وأفتخر، ارفع رأسك فوق إنت مصري .. صعيدي .. يابوووووووووي.