طالبت في مقال سابق بضرورة الإبقاء على الثورة مشتعلة تحت عنوان "الثورة مشتعلة لعن الله من أخمدها" ومازلت أطالب ببقاء الثورة البيضاء بنفس المبادئ التي تدعو إلى الحرية والعدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد، ولكن بعيدا عن إشعال الفتنة ، فالثورة لا تعني أبدا الفتنة، والثورة البيضاء لا يجب أن تلطخ بالدماء بأي حال من الأحوال. يا أبناء مصر الأحرار .. ترابطوا وتماسكوا وارفعوا رايات الحب والتسامح وأعلنوا للعالم كله أننا في رباط إلى يوم الدين، فلا تنساقوا وراء خزعبلات الفتنة الطائفية، فنحن ندرك تماما أن ما حدث من أحداث تروج للفتنة بين المسلمين والأقباط في مصر هو أمر مستهدف في الوقت الحالي لتفريغ الثورة من مضمونها وإثارة الفزع بين إخواننا الأقباط الذين يمثلون جزأ مهما من نسيج الوطن الذي تميز من قديم الأزل بوحدته وترابطه. وإلى الأخوة الأقباط ، الذين انتفضوا لحريق كنيستهم في أطفيح، ولا ألومهم على ذلك طبعا، أؤكد لهم أن هذا الحادث كان موجها ومقصودا لإحداث الفتنة في الوقت الحالي، وأنا وغيري من المسلمين مستعدين في أي وقت للمشاركة في بناء الكنيسة التي تهدمت. ولا يخفي على أحد الترابط الظاهر بين المسلمين والأقباط طوال أيام الثورة، وبعدها وقبلها، ولقد شاهدت ذلك بنفسي عندما كنت أقف على حراسة إحدى الكنائس أيام الفراغ الأمني في 29 و 30 و 31 يناير، في إحدى اللجان الشعبية، وهناك نماذج كثيرة تؤكد ذلك الترابط وهو نفسه الذي ظهر عندما أحيط المصلين في ميدان التحرير بالأخوة الأقباط، وحراسة المسلمين لقداس الأقباط في ميدان التحرير. لا شك أن الوحدة الوطنية هي محور الشخصية المصرية على مر الزمان، فلا خلاف على أن مسلمي مصر ومسيحييهم هم في رباط إلى يوم الدين، فلا بد أن يكون رهاننا دائما على هذا الترابط، وإنني أعلم أن هناك بعض المستفيدين من إحداث الفتنة سواء من فلول الحزب الوطني أو المستفيدين من النظام القديم من أنصار الثورة المضادة وإنني لا أستبعد أبدا أن يقوم أحد فلول النظام القديم باغتيال احد رموز المسلمين أو المسيحيين لإشعال مزيد من الفتنة، أو يقوم أحد الموجهين بإشعال كنيسة أو مسجد، فكونوا دائما على دراية بتلك الأفعال، وهذا تحذير يجب أن يكون في حسبان كل مصري الآن، فلا تعطوا فرصة لأي أحد للإضرار بهذا الوطن العظيم. ولذلك أقدم دعوتي إلى الشعب المصري مسلميه وأقباطه، شبابه وشيوخه، بأن يعملوا دائما لإخماد هذه الفتنة، وعدم إتاحة الفرصة لأي أحد مهما كان بأن يستفيد على حساب الأحرار، فمصر حرة وستظل دائما، والمسلمين والأقباط أخوة إلى يوم الدين، وتسامح المسلمين والأقباط معا سيعبر بمصر إلى بر الأمان، فلتغلقوا نوافذ الفتنة وترفعوا رايات الحب وتنهضوا بمصر. ونطالب رجال الدين بالعمل من أجل هذه الثورة البيضاء، وإخماد الفتنة بين المسلمين والأقباط، فهذا هو دور القساوسة في الكنائس والدعاة في المساجد لإخماد تلك النيران التي ستحرق الجميع، وستتسبب في جراح داخلية من الصعب علينا تحملها. ولنرفع جميعا شعار عاش الهلال مع الصليب، المسلم والمسيحي يد واحدة، عاشت مصرة حرة مستقلة، لا مجال للفتنة بيننا الآن وإلى الأبد. صلاح عبد الصبور الأمين العام للاتحاد العربي للصحافة الالكترونية [email protected]