اتفقت الحكومة المصرية مع صندوق النقد الدولي على إجراء جولة جديدة من المفاوضات بالقاهرة يوم 7 يناير القادم. وقال عضو بارز فى الفريق الحكومي المصري الذى يفاوض صندوق النقد الدولي فى تصريحات خاصة لوكالة الأناضول للأنباء اليوم الأربعاء إن المفاوضات ستركز هذه المرة على الوضع الاقتصادي لمصر فى الفترة الأخيرة التى شهدت فيها البلاد أوضاعا سياسية واقتصادية استثنائية ،حيث ثار خلاف شديد حول اعلان دستورى أصدره الرئيس المصري محمد مرسى ثم الغاه بعد أن أحدث قلقا شديدا داخل الشارع ،كما ثار خلاف أخر حول مواد الدستور الجديد الذى طرحته مصر للاستفتاء يوم السبت الماضي. وأضاف عضو الفريق الحكومي المصري أن المفاوضات القادمة ستدور حول مستقبل الاحتياطي الأجنبي وعجز الموازنة العامة للدولة ومصادر مصر من النقد الأجنبي خاصة من قطاعات السياحة والاستثمارات الأجنبية والصادرات فى ظل التطورات السياسية الأخيرة . ووصف العضو فى تصريحاته للأناضول مفاوضات هذه المرة بأنها قد تكون صعبة جدا ،خاصة مع حالة الاحتقان السياسي التى لا تزال تشهدها البلاد ،وتراجع الحكومة المصرية عن بعض تعهداتها السابقة لبعثة الصندوق خاصة المتعلقة زيادة الضرائب على 50 سلعة أبرزها السجائر والكحوليات والكهرباء والمشروبات الغذائية بهدف خفض عجز الموازنة العامة للدولة والتي قد تزيد عن 200 مليار جنيه ما يعادل 32.5 مليار دولار نهاية العام المالى 2012- 2013 مقابل 175 مليار جنيه نهاية العام المالى السابق. وردا على سؤال حول مصير المفاوضات الماضية بين الحكومة المصرية وصندوق النقد قال عضو الفريق الحكومي المصري" هناك حقائق جديدة ظهرت على السطح جراء الأوضاع السياسية القائمة وحالة الانقسام فى الشارع ورفض المصريين للزيادة الاخيرة فى الضرائب ،وهذه الحقائق يريد صندوق النقد أن يبحثها مع الحكومة المصرية وأن يتعرف على خطط الحكومة البديلة لإصلاح عجز الموازنة وتحسين بيئة الاعمال وجذب استثمارات خارجية ومكافحة الفقر والبطالة ". وكانت مصر قد أنهت جولة نهائية من المفاوضات يوم 20 نوفمبر الماضى تم على اثرها موافقة بعثة صندوق النقد الدولى بشكل مبدئى على منح مصر قرضا بقيمة 4.8 مليار دولار ،الا أن حالة القلق السياسي والمظاهرات التى شهدتها مصر فى الثلاثة أسابيع الماضية دفعت مجلس ادارة الصندوق الى تأجيل قراره النهائى بشأن القرض الذى طلبته الحكومة المصرية بهدف دعم الموازنة العامة. وكان من المقرر ان يعقد مجلس ادارة صندوق النقد الدولى اجتماعا اليوم 19 سبتمبر للنظر فى الطلب المصرى ،الا أن مصر قالت الأسبوع الماضي أنها اتفقت مع الصندوق على تأجيل البت فى الطلب المصرى لمدة شهر بسبب سوء الأوضاع السياسية