يسمع الملك هيرودس من علماء الفلك في عهده عن انه سيولد طفل يحكم البلدان ويكون الملك بعده فأمر بقتل كل طفل يولد ، فاخذت السيدة مريم العذراء السيد المسيح وهربت به في فلسطين في رحلة شاقة، استقرت بها في بلدان وتنقلت من بلدان لبلدان حتي انتهت بدير الحضرة ثم الرجوع الي فلسطين مرة ثانية . ومن المعالم الاثرية التي سنتكلم عنها اليوم هو مكان حيث استظلت به السيده مريم العزراء والسيد المسيح والشيخ يوسف النجار المسؤل عن رعايتهما في رحلتهما الشاقة، وهي شجرة مريم بشارع المطراوي ( حي المطرية ). قمت بجولة مصورة لهذا المكان بداية من ميدان المطرية دخولا الي شارع المطراوي ولاحظت قليل من المعالم الاثرية وهو يضم حضارات مختلفة بداية الحضارة الاسلامية ممثلة في مسجد ( أحمد المطراوي ) وفي المنتصف الحضارة القبطيه ممثلة في (محكي وبئر شجرة مريم) ونهاية بالحضارة الفرعونية ممثلة ( بالمسلة ) شارع هادئ غلب عليه ضجيج الباعة والسيارات. اصطحبت ورقتي وقلمي وبدأت في التعرف خارجيا علي ( محكي شجرة مريم) ثم بدأت في الدخول الي البوابة الالكترونية وقابلت مشرف الاثار الاستاذ (إسحاق) الذي تفضل مشكورا إعطائي جزء من وقته ليحكي لي قصة المكان. يقول ( إسحاق ) أن السيدة العذراء جاءت من فلسطين إلي مصر مرورا ( ببورسعيد _ و وادي النطرون _ والشرقية " بلبيس " _ الي أن وصلت القاهرة ) وفي القاهرة مرت ( بمسطرد والمطرية ثم المسلة حتي انتهت رحلتها بدير الحضرة ) . ثم رجوعا إلي فلسطين . عندما تدخل من باب المحكي تجد علي يسارك بئر يبدو عليه الارهاق كان يوجد به مواتير لتدوير المياه ليصبح شلالات جميلة . وهو بئر من العصر الروماني لكنه أصبح كذلك من عدم اهتمام الجهات المختصة بالمكان . وذكر ايضا ان السيدة ( العذراء ) كانت تشرب من هذا البئر وتستعمل الماء ايضا في غسل ملابس طفلها. ويقول ان باقي الماء المتأثر من الملابس كان ينزل علي الارض ينبت بعده بنبات معرف بإسم ( البلسم ). ومشيت قليلا إلي الامام وإذا بها الشجرة المقدسة حين تراها تشعر بعظمة الشجرة ولكني حزنت علي قلة الاهتمام بها وشعرت بأن عمرها قصير جدا بالرغم من عمرها الذي يتعدي ( 2000 عاما) هي عبارة عن شجرة حديثة طارحة وحولها ثلاث قطع قديمة جدا بدون جزور مثبتة ومرممة. واضاف السيد ( إسحاق ) أن رجل فوق ثمانيني منذ اربعين سنة حكي له أن البعض حاول نزع هذه الشجرة وجزورها فخرج منها دما فتركوها. في الوقت الذي تستمتع فيه بالنظر إلي الشجرة تمشي قليلا إلي الامام فتجد باب مصنوعا من الارابيسك القديم وبداخله ثلاث رسومات جميلة ويطلق علي هذا المكان ( المحكي ) الرسمة الوسطية كبيرة وهي لرسام كوري رسمها سنة 2000 وبها الشيخ ( يوسف النجار ) يعطي السيدة ( مريم وطفلها ) المستظلين تحت الشجرة طعاما وبجوارهما حمارهما ويبدو علي ملامح السيدة ( العزراء وطفلها ) الملامح الكورية نظرا لمواطنة الرسام . وارسمة التي توجد في يمين المكان هي نفس المشهد لرسمة الكوري ولكن بطابع وشكل عربي او مصري إلي حدا ما . أما الرسمة التي توجد علي اليسار هي رسمة أثرية مرسومة منذ مائة عاما وهي من المتحف القبطي . ثم تخرج من ( المحكي ) إلي اليمين قليلا تصعد عددا قليلا من الدرجات وتدخل غرفة تسمي ( غرفة التوثيق ) وبوسط الغرفة خريطة بها مشوار السيدة ( العزراء ) مرورا ببلدان مصر . وعلي الثلاث جهات من الغرفة صور الاماكن وأثار العائلة المقدسة . سألت السيد ( إسحاق ) عن سر اسم ( المطرية ) المتداول بين الناس عن هذا الاسم قال . أن اهل هذه البلد عاملو العائلة المقدسة معاملة حسنة وكان يعطونها الماء والخبز فدعت ربها أن يجعل خبز وماء هذه البلد طريا ومن هنا أطلق عليها اسم ( المطرية ) وذكر أيضا انه يوجد حارة يطلق عليها ألان اسم ( حارة عيد ) في المطرية . كانت هذه الحارة تسيئ المعاملة للسيدة ( مريم ) فهذه الحارة إلي الآن لا يوجد بها مخبز يستمر بالعمل ولا خبز طري ويشكون كثيرا من الماء . إستمتعت كثيرا بالزيارة وشكرت السيد ( إسحاق ) وتكلمت معه عن كيفية تنمية المكان وجعله مزارا سياحيا ضخما فقال " هذا المكان لا يحتاج غير الاهتمام "