صورة أرشيفية قالت مصادر أمنية إسرائيلية: إن هناك أدلة على أن منطقة شمال سيناء في مصر لا تتحول فحسب إلى نقطة تجمع للمسلحين الجهاديين، ولكن أيضا إلى ميدان رماية لصناع الصواريخ في غزة الذين يسعون لزيادة دقة ومدى أسلحتهم محلية الصنع. بعد قليل من الانتفاضة في مصر التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك عام 2011، بدأت الرادارات الإسرائيلية رصد عمليات إطلاق غير عادية من قطاع غزة الذي تفرض عليه إسرائيل حصارا بريا وبحريا وجويا. كانت هذه الصواريخ تنطلق عادة نحو بلدات حدودية إسرائيلية أو شمالا باتجاه المدن الساحلية، لكن بعضها يصوب الآن نحو صحراء سيناء الخالية. ويبدو الهدف واضحا وهو اختبار صواريخ هربتها أو صنعتها جماعات فلسطينية لا تملك مساحة لإجراء اختبارات عليها. قال مسئول إسرائيلي لرويترز طالبا عدم نشر اسمه "لديهم متعاون من البدو في سيناء يعثر على الحفرة ويحددها بواسطة نظام تحديد المواقع العالمي" في إشارة إلى طريقة ذات تكنولوجيا منخفضة لكنها فعالة لتتبع اختبارات إطلاق الصواريخ من غزة. وقال شيخ في قرية بسيناء على بعد نحو 60 كيلومترا من غزة إنه سمع في يونيو عدة انفجارات وذهب للتحقق، مما حدث ليجد بقايا صاروخ وقد أحدث حفرة في الأرض بحجم كرة السلة. وقال "الأجزاء المتبقية لم يكن عليها أي كتابات يمكن أن توضح من أين جاء الصاروخ". وتنفي حكومة حماس في غزة والفصائل الإسلامية الأصغر منها القيام بأي عمليات عسكرية في سيناء. لكن مسئولين أمنيين في مصر التي تطارد حاليا مسلحين إسلاميين في سيناء في أكبر عملية عسكرية هناك منذ 40 عاما يقرون في تصريحات خاصة بأنها أصبحت ساحة لقطاع الطرق والمهربين والجهاديين الذين يستغلون الفراغ في المنطقة. كان الإسرائيليون الذين تحدثوا عن الاختبارات الصاروخية قد أدلوا بتلك التصريحات قبل الهجوم الذي وقع في الخامس من أغسطس على نقطة لحرس الحدود في سيناء، والذي أحدث صدمة في القاهرة. وقالت اسرائيل إنها تأمل أن يكون الحادث "جرس تنبيه". وقتل مسلحون 16 من رجال حرس الحدود، وقتلت القوات الإسرائيلية بعد ذلك 7 متشددين بعد أن اقتحموا الحدود في عربة مدرعة مسروقة وكان بعضهم يرتدون أحزمة ناسفة. وفي أعقاب الهجمات قالت حماس إنها بدأت في اعتقال سلفيين أصوليين وهم من بين عدة جماعات تحاول إطلاق صواريخ على إسرائيل في تحد للهدنات القائمة مع الفلسطينيين بحكم الأمر الواقع. ولا يعلق المسئولون الإسرائيليون علنا على الروايات بشان اختبارات الصواريخ في غزة ربما لعدم رغبتهم في زيادة الضغط علنا على الحكومة المصرية الجديدة. وعندما ظهرت الصواريخ البدائية في غزة منذ نحو عقد من الزمن كان يتم اختبارها في البحر المتوسط، وكان يتم رصد وتحديد مداها باستخدام مناظير ومراقبين في قوارب صيد، ومنذ ذلك الحين يقوم مطلقو الصواريخ في غزة أحيانا بتجربة إطلاق صواريخ على صحراء النقب الجنوبية غير كثيفة السكان في اسرائيل. وبفضل التقدم في صناعة الذخائر السرية في قطاع غزة وتهريب صواريخ تستخدمها الجيوش من سيناء تزايد المدى، وأصبحت الأطقم بحاجة لمواقع يمكن ملاحظتها خلال الاختبارات. وتشارك في الحصار الذي تفرضه إسرائيل على غزة رادارات متطورة لرصد وتتبع إطلاق الصواريخ في حينه، وتغذي الرادارات بالمعلومات نظام القبة الحديدية وهو نظام اعتراضي يقوم فقط باسقاط الصواريخ التي تهدد المناطق المأهولة بالسكان. وتراقب المخابرات الإسرائيلية باهتمام الصواريخ المتجهة سواء بطريق الخطا أو عن عمد إلى النقب. وقال ضابط بالجيش الإسرائيلي "هناك من ينظرون إلى عمليات الإطلاق التجريبية هذه باعتبارها فرصة لدراسة ما يخطط له العدو ويعده لنا". ولذلك عندما يطلق الفلسطينيون صاروخا في تجربة يمكن للإسرائيليين دراسة مساره وفحص الحطام. لكن عندما يسقط الحطام في سيناء لا يكون في متناول أيديهم .