سقطت مقاطعة "ودكونة" بولاية أعالى النيل بجنوب السودان في يد الفريق جونسون ألونج أمس،وحصدت مواجهات استمرت لخمسة أيام بالولاية 865 جنديا من الجيش الشعبى. ومن بين القتلى 370 في منطقة "بر الكويك"الجنوبية و420 في "ودكونة"بمعسكرات "بيطره وأومار ومسبل وبشارت"، و75 آخرين بمنطقة "كولا" بمقاطعة مانج. وقال الفريق جونسون ألونج لصحيفة "الإنتباهة" الصادرة بالخرطوم الثلاثاء من الميدان إنهم يحاصرون مقاطعة "ملكال". من جهتها،اتهمت الجبهة الديمقراطية بدولة جنوب السودان حكومة الجنوب بإعلان الحرب ضد الشعب، وأكد أنها وجهت قواعدها بعدم الصدام مع قبيلة "المورلي", مشيرا إلى أن الحرب بين المورلي والنوير قد توقفت , وكشف أن الأيام المقبلة ستشهد تغييرات كبيرة فى ولايتى جونجلي وأعالي النيل الكبرى لصالح الثوار. وحذر رئيس الجبهة ديفيد ديشان من تدخلات خارجية في مشلكة الجنوب, وكشف عن إطلاق الثوار لإذاعة باسم "راديو الثوار لجنوب السودان" قريبا, بالإضافة إلى اعتزامهم إطلاق قناة فضائية لبث الدعاية الإعلامية لقواتهم. وأكد ديشان وجود توتر كبير بالجنوب بسبب العمليات التى يقوم بها جيش الثوار, ونفى وجود أية مشكلة بين النوير والشلك , وقال "المشكلة التى كانت بين النوير والمورلى بسبب تدخلات الحكومة" حتى يتسنى لها الانفراد بالسلطة, وتوقع نهاية قريبة لحكومة الجنوب. من جهة أخرى، أكد العقيد الركن الصوارمى خالد سعد الناطق الرسمى باسم القوات المسلحة السودانية أن قواته تتحسب لأى احتمالات بدخول قوات الجيش الشعبى التابع لجنوب السودان للأراضى السودانية. وحول ما تناقلته بعض القنوات الفضائية العربية من حشد للجيش الشعبى لقواته بمدينة "بانتيو" على مقربة من الحدود السودانية , قال الناطق إن المدينة تبعد حوالى مائة كيلو متر من "هجليج" وتبعد 30 كيلو مترا من الحدود السودانية وهى تقع جنوب "بحر العرب" فيما تقع "ربكونا" وهى الاقرب شمال البحر . وأضاف الصوارمى الثلاثاء أنهم كقوات مسلحة قبل الهجوم على هجليج بأيام قد نبهوا لوجود حشود للجيش الشعبى ببانتيو , حيث توجد هناك الفرقة الرابعة بكاملها . وأوضح أنهم متحسبون لمواجهة أى خطورة أو تحد أو تدخل من الفرقة الرابعة وأنهم وضعوا كافة الخطط على الارض لمقابلة كافة الاحتمالات . وحول تصريحات أحد جنرالات الجيش الشعبى بأنهم سينفذون القرار الدولى بالقاء القبض على الرئيس السودانى عمر البشير وتسليمه للمحكمة الجنائية الدولية , قال الناطق " هذا تهديد أجوف وللاستهلاك المحلى ولا قدرة لجيش الجنوب به " . وأكد الناطق أن مثل هذه التصريحات تؤكد غياب النضوج السياسى لدى قادة الجنوب والحركة الشعبية وحكومة الجنوب . في الوقت نفسه، كشفت الحكومة السودانية عن ضبط أجهزة ومعدات عسكرية بحوزة الأجانب الموقوفين بمنطقة "هجليج" قبل أيام وهم بريطاني ونرويجي وجنوب أفريقي بالاضافة الى ضابط سوداني جنوبي . ونقلت صحيفة "الإنتباهة" السودانية الصادرة بالخرطوم الثلاثاء عن مصدر موثوق قوله إن الموقوفين متخصصون على مستوى عال في المتفجرات وزراعة الألغام والكشف عنها , فيما حذر البرلمان الجهاز التنفيذي من التهاون في معالجة قضية الجواسيس الأربعة , مشددا على ضرورة عدم التهاون في التحقيق معهم والتحقق من جنسياتهم الحقيقية , رافضا أي اتجاه لتسليمهم لدولهم تحت إطار أي تسوية سياسية مع بلدانهم . وأوضح المصدر أن المجموعة الموقوفة برفقة استخبارات الجيش الشعبي قامت بالفعل بزرع مجموعة ألغام داخل ولاية "الوحدة" بدولة جنوب السودان وعلى طول الطريق بين "ربكونا وبانتيو" وعلى الحدود , وكانت في طريقها لداخل السودان لزراعة حقل كامل بالألغام , وتركيب أجهزة لرصد أجهزة المدفعية والدبابات والأسلحة الثقيلة للقوات المسلحة . وذكر المصدر أن المجموعة التي تضم كانت بحراسة استخبارات الجيش الشعبي التي وفرت دبابة خاصة لحمايتها . وفي غضون ذلك , نقلت وزارة الخارجية لممثلي دول النرويج وبريطانيا وجنوب إفريقيا خضوع مواطنيهم لتحقيقات بواسطة السلطات المختصة على خلفية دخولهم البلاد بطريقة غير مشروعة , والوجود بمناطق عسكرية نشطة بأجهزة ومعدات عسكرية . وأبلغ وكيل الخارجية بالإنابة عمر محمد أحمد السفراء أن السلطات وفرت المتطلبات الضرورية لاحتجاز مواطنيهم وفق مقتضيات القانون الدولي , مؤكدا أن خطوات التحقيق ستتم بوتيرة أسرع , مشيرا إلى أن الخارجية أتاحت الفرصة لسفارات الموقوفين لزيارتهم , فيما عبر السفراء عن انشغال قيادة بلادهم بالأمر , وطالبوا بالوقوف على حالة الموقوفين . وأعلن السفير النرويجي في الخرطوم ينس بيتر كيمبرود , أن الأجانب الأربعة الذين اعتقلتهم القوات المسلحة يتمتعون بصحة جيدة . وفي سياق متصل , وجه رئيس البرلمان أحمد إبراهيم الطاهر أمس وزارة العدل بمتابعة التحقيقات , وقال : "لا نريدها أن تكون قضية للتصالح السياسي مع أية دولة" , وأضاف "يجب التفريق بين علاقتنا مع الدول وقضية خرق القوانين الخاصة بالبلاد" .