مجلس أمناء الحوار الوطني يجتمع لمراجعة الصياغة النهائية لمقترحات الحبس الاحتياطي    جامعة الأزهر تطلق المسابقة القمية الخامسة لأفضل ملصق لمصر المستقبل    تفاصيل تعديلات قانون الإجراءات الجنائية.. مقترحات بتخفيض مدد الحبس الاحتياطي ووضع حد أقصى لها.. وتنظيم حالات التعويض عنه    عاجل.. البنوك تخفّض سعر الدولار الآن بعد ارتفاعات قوية قبل ساعات    محافظ شمال سيناء يتابع أعمال مبادرة أسبوع نظافة مدينة الشيخ زويد بمشاركة تطوعية أهلية (صور)    وزير الاتصالات: تكريم الفرق الفائزة فى هاكثون لاستخدامات الذكاء الاصطناعى فى مجال إدارة مخلفات الطعام    دور مبادرة "ابدأ" في دعم الصناعة.. كيف يساهم صندوق النيل في تقليل الفاتورة الاستيرادية وزيادة الصادرات؟    مؤشرات البورصة تعوض خسائرها مع بداية تعاملات اليوم الثلاثاء    وزير الخارجية: نواصل جهودنا لتنفيذ صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين بقطاع غزة    إيران تعلن بدء التحقيقات في حادث اغتيال إسماعيل هنية    فرحًا بمولودته «إيمان».. «هدية» من الأمير حسين لمواليد 3 أغسطس    «لم تنتهي بعد».. أول تعليق من محمد النني على خسارة منتخب مصر    بعد تحقيق برونزية.. استقبال رسمي للبطل الأولمبي محمد السيد    في امتحانات الثانوية العامة.. وجه بحري يتغلب على «الصعايدة» في سباق الأوائل    مصرع عنصر إجرامي شديد الخطورة عقب تبادل إطلاق النار مع الشرطة بأسيوط    وزير الإسكان يتفقد سير العمل بمشروع ترميم وإعادة تأهيل وتوظيف وكالة قايتباى بالجمالية    سيلينا جوميز عن ترشيحها الأول لجائزة الإيمي للتمثيل: كان الأمر جنونيًا    التحالف الوطني يطلف قافلة طبية شاملة بالتعاون مع جامعة القاهرة في "رأس غارب"    أول ضحايا الثانوية العامة.. طالب يلقي بنفسه من الدور السادس في القليوبية    نائب وزير الصحة يتفقد مركز طبي التجمع الأول ويوصي بإرسال لجان يومية للمتابعة    حازم إمام يوجه رسالة للمنتخب الأولمبي بعد الخسارة من فرنسا    «التموين» تحذر أصحاب المحال التجارية من الأوكازيون الوهمي (فيديو)    مصادر بالحكومة الهندية: رئيسة وزراء بنجلاديش السابقة ستبقى في نيودلهي    «الأمن الاقتصادي»: شرطة الكهرباء تضبط 4584 قضية سرقة تيار خلال 24 ساعة    قديم من 2018.. مصدر أمني يكشف حقيقة فيديو العثور على جثث ثلاثة أطفال بالمريوطية    «بوابة أخبار اليوم» داخل منزل الخامسة جمهوريًا بالثانوية العامة |فيديو    الداخلية: ضبط 539 مخالفة لعدم ارتداء الخوذة وسحب 1687 رخصة قيادة خلال 24 ساعة    استشهاد شاب فلسطيني في قصف للاحتلال على مركبة بالحي الشرقي من مدينة جنين    الحكم بالسجن عامين على المعارضة التونسية البارزة عبير موسي    وكيل لجنة الصناعة بمجلس النواب: مهرجان العلمين الجديدة جذب انتباه العالم    تسجيل صوتي جديد للفنانة شيرين عبد الوهاب| يا تري إيه الحكاية؟    عمرو دياب وكريم عبد العزيز ونيللي كريم .. نجوم الأسبوع الخامس بمهرجان العلمين الجديدة    5 شهداء في قصف للاحتلال الإسرائيلي استهدف شمال مخيم البريج وسط غزة    حكم تأخير توزيع التركة بعد الموت| دار الإفتاء تكشف    الهلال الأحمر الفلسطيني: إصابة طفل بجروح خطرة جراء قصف الاحتلال الحي الشرقي بمدينة جنين    الري تستعد لإطلاق حملتها للحفاظ على المياه الأسبوع القادم    تنسيق الجامعات 2024..تسجيل 67 ألف طالب وطالبة في اختبارات القدرات    نائب وزير الصحة يتفقد مركز طبي التجمع الأول لطب الأسرة ويوصي بإرسال لجان يومية للمتابعة    انطلاق المؤتمر الدولي لأقسام طب المخ والأعصاب بجامعة الأزهر.. الخميس    أسعار البيض اليوم الثلاثاء 6 أغسطس    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الثلاثاء    التعليم العالي: مد التقديم لاختبارات القدرات لطلاب الثانوية العامة حتى 12 أغسطس    مدرب منتخب المغرب الأولمبي: لا نريد مغادرة أولمبياد باريس بدون ميدالية    باريس 2024| منيع ومؤمن ربيع يخوضان دور الترضية في المصارعة الرومانية    عامر حسين يجيب.. هل يمكن إلغاء بطولة كأس مصر؟    هل الابتلاء بالمرض يكفر الذنوب؟.. الإفتاء تجيب    إصابة 7 أشخاص في تصادم بين سيارتين بالشرقية    عبلة كامل فنانة عظيمة وكانت تفاجئنا في مسلسل «لن أعيش في جلباب أبي»    ما حكم الدعاء في الركوع؟ الإفتاء توضح    انطلاق المرحلة الأولى من تنسيق الجامعات 2024 خلال ساعات    تنسيق الجامعات 2024.. تعرف على موعد انطلاق المرحلة الأولى    أمين الفتوى: قبول العوض ليس حرامًا لكنه حق شرعي    ما حكم قضاء الأذكار إن فات وقتها أو سببها؟.. البحوث الإسلامية يوضح    وفاة الفنان محمود بندق عن عامر ناهز 47 عاماً    "لكل مجتهدٍ نصيب"| قصة نجاح ندى الدمهوجي الأولى على مستوى الجمهورية علمي علوم    ملف مصراوي.. خسارة مصر الأولمبي أمام فرنسا.. رباعية الزمالك.. إحالة قضية أحمد رفعت للنيابة    رئيس جامعة طنطا يستقبل محمد السيد سامي صاحب برونزية السلاح فى أولمبياد باريس 2024    نائب ديمقراطي: الرد الإيراني على اغتيال هنية قد يكون أكثر فتكا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



انتخابات الرئاسة والدستور ضلعان ملتهبان في قضية مستقبل مصر الشائكة
نشر في المراقب يوم 18 - 02 - 2012

- د. العوا :أتفق مع الجدول الزمني المعلن من قبل المجلس العسكري
- د. نور فرحات :الدستور أولا يقود البلاد إلي الطريق الصحيح ويحقق أهداف الثورة
- تهاني الجبالي :أناشد العقلاء عدم الإنصات للأصوات العالية ويجب تأجيل الدستور
في الوقت الذي تعيش فيه مصر فترة عصيبة من أحلك الفترات التي مرت بها عبر العصور من أحداث انفلات أمني غير مسبوق، إلا عند انسحاب قوات الشرطة من الشوارع يوم جمعة الغضب التي وافقت 28 يناير 2011 م ، يأتي ضلعي البناء الرئيسي للدولة المصرية الحديثة ليختلفا وسط محاولة كل فريق من الفريقين الذين يتبنوا ضلع من الضلعين لفرض رأيه علي الفريق الآخر، حيث يظن كل فريق أن رأيه هو الأرجح وهو الذي يحقق المصلحة العليا للبلاد.. وبعيداًُ عن التشكيك في أي من الطرفين فإنهما لا يريدان بآرائهما سوي مصلحة البلاد العليا، لكن من وجهة نظر كل منهما التي يري أنها صحيحة وتحقق الهدف وتنجح الثورة.
الغريب أن من كانوا يطالبون منذ وقت ليس ببعيد بإجراء الدستور أولاً قبل الانتخابات هم من يطالبون الآن بالتعجيل والإسراع بالانتخابات الرئاسية ، ومن بعدها وضع الدستور ، ووجهة نظرهم في ذلك أن وضع الدستور في ظل وجود الحكم العسكري سيضع بنود تضمن للعسكري الحصانة من المحاكمة التي يطالب بها شباب الثورة للمجلس عن الفترة التي تولي خلالها إدارة شئون البلاد.
في حين يري الفريق الآخر الذي ينادي بالانتخابات أولا أن الجدول الزمني الذي حدده المجلس الأعلي للقوات المسلحة بتسليم السلطة للمدنيين هو الأنسب للمرحلة الانتقالية الدقيقة التي تمر بها البلاد، لذا يطالبون بالانتظار واستكمال الفترة الانتقالية وفق الخطة المتفق عليها حتى يتم نقل السلطة في أمان وبعيداً عن التعصب والتشنجات التي يقودها عدد من الشباب والتيارات الثورية التي تقل خبرتها وحنكتها السياسية كثيراً عن نظرائهم.
في البداية أكد الدكتور محمد سليم العوا المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية أنه مع التوافق الشعبي حول الفترة الانتقالية والذي اجمع في بداية الأمر علي وضع الدستور بعد الانتهاء من إجراء انتخابات الشوري ، ومن بعدها وضع الدستور وفق توافق وطني من كافة التيارات، ثم في النهاية إجراء الانتخابات الرئاسية بعد أن نكون قد أسسنا الدولة وفق أسس وإطار متفق عليه من كافة القوي الوطنية والسياسية وأيضا الحركات الشبابية.
وأضاف الدكتور العوا في تصريحات نقلها المتحدث الإعلامي بإسمه أنه مع السير علي الجدول الزمنى المحدد من جانب المجلس العسكري، ويري أنه الحل الأمثل للخروج بالبلاد من أزمتها الراهنة.. مطالبا الجميع بالتكاتف والابتعاد عن الخلافات الدائرة بين التيارات والحركات والقوي السياسية وتغليب مصلحة الوطن العليا عن أية مصالح أو مكاسب خاصة.
كان الدكتور أحمد سعيد عضو مجلس الشعب ورئيس حزب المصريين الأحرار، قد تقدم بطلب إحاطة عاجل في البرلمان لتحقيق مطلب الشارع المصري بإجراء انتخابات الرئاسة قبل البدء في وضع الدستور وفى أسرع وقت ممكن.
وقال سعيد: إن المصريين يستحقون بعد ثورتهم دستوراً تتوافق حوله آراء كافة أطياف الأمة عبر نقاش كاف وغير متعجل.. مؤكداً أن شهرا ونصف لا تكفي للاتفاق الوطني حول نصوص الدستور في ظل الخلافات العقائدية والسياسية التي أثارتها القوى السياسية الجديدة التي ظهرت بعد ثورة 25 يناير.
وأوضح رئيس حزب المصريين الأحرار في طلب الإحاطة أن المادة 56 من الإعلان الدستوري حددت الصلاحيات التي يمكن أن يمارس بها الرئيس القادم عمله، ولذلك لا معنى لتأجيل انتخابات الرئاسة لما بعد كتابة الدستور.
وفي نفس السياق أكد الدكتور محمد نور الدين فرحات أستاذ القانون بجامعة الزقازيق إن الساحة السياسية شهدت طرح العديد من الحلول غير الآمنة لنقل السلطة من المجلس العسكري للمدنيين ، منذ الاستفتاء علي الدستور، فهو كان أول الحلول غير الآمنه لأنه لم يستند علي شق المسائلة التشريعية للقانون الذي يتطرق لمساءلة رئيس الجمهورية، بالإضافة إلي أنه لم يحدد اختصاصات واضحة لرئيس الدولة، ولو كان المواطنون قد اطلعوا علي ذلك البند خصيصاً لما وافقوا علي الاستفتاء.
وأضاف أنه كان من بين الحلول غير الآمنه الضغوط التي يمارسها شباب الثورة في الميدان، حيث إنها لن تؤدي إلا لنتائج خاطئة، فلا بد أن تعلن البنود الخاصة بالدستور أولا علي الشارع ومن ثم تتم دراستها لعرضها للاستفتاء الشعبي.
وقال د. فرحات: إنه مع وضع دستور جديد للبلاد أولاً قبل أن يتم انتخاب رئيس الجمهورية، حيث إن التوافق علي الدستور أولا هو من سيقود إلي تحديد صلاحيات واختصاصات رئيس الجمهورية، ليتم بعدها انتخاب الرئيس الجديد وفق رؤية واضحة .. مشيراً إلي أن من يدعو إلي نقل السلطة الآن لمجلس الشعب أليسوا علي خلافات مع جماعة الإخوان المسلمين التي حازت الأغلبية في البرلمان، كما أن رئيس مجلس الشعب ينتمي لها وهو الأقرب لتولي الرئاسة في الفترة الانتقالية لو تم تسليمها للبرلمان، وقتها ستقول القوي السياسية إن المجلس العسكري سلم السلطة للإخوان، ويكثر الحديث عن الاتفاقيات والصفقات والتشكيك ، وهذا ما لا نريده.
أما الفقيه الدستوري ثروت بدوي فقال إننا أخطأنا من البداية عندما استفتينا الشعب علي الدستور وكان من الأفضل وضع دستور جديد تتوافق عليه كافة أطياف الشعب المصري ، حيث إننا في ثورة والثورة تنسف النظام القديم بأكمله وتبني نظام جديد، لذا فإن دستور 71 قد سقط بنجاح الثورة، وكان من الواجب وضع دستور جديد قبل الشروع في أي شيء آخر.
وتابع بدوي: إنه علينا أن نصلح الآن ما ارتكبناه من خطأ في الاستفتاء الدستوري بأن نبدأ في وضع الأسس الراسخة للدولة قبل أن نجري الانتخابات الرئاسية، حتى يأتي إلينا رئيس جديد للبلاد وفق رؤية واضحة وبصلاحيات واختصاصات واضحة، ويجب أن يفهم الشباب ذلك حتى نخرج من أزمتنا، فالأمور لن تحل بالاعتصام أو التظاهر أو فرض الرأي وإنما يجب وضع أسس راسخة للدولة الجديدة.
ومن جانبها قالت المستشارة تهاني الجبالي نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا إن الحل الأفضل للأزمة التي تمر بها البلاد هو السير علي الجدول الزمنى المتفق عليه والذي أعلنته القوات المسلحة لتسليم السلطة للمدنيين قبل نهاية شهر يونيه القادم.. مشيرة إلي أنه لا يجب أن ننصت إلي الأصوات العالية التي تخرج كل يوم بنداء دون دراسة لما قد يترتب علي تلك النداءات ، ويجب أن نحكم صوت العقل قبل أن نسير وراء المطالب التي ينادي بها شباب الثورة، الذين يفتقدون الخبرة السياسية ويسيرون وراء حماسهم الذي ينادي بالكثير دون دراسة ورؤية واضحة لتلك المطالب.
وأشارت الجبالى إلي أنها مع إجراء انتخابات الرئاسة أولا ومن بعدها وضع دستور يتوافق عليه الجميع بعد أن يكون بيننا رئيس مدني منتخب بديمقراطية وحرية من الناخبين لكي يرعي ذلك الرئيس عملية التحول الديمقراطي ، ويرعي أيضا توافق كافة الطوائف في مصر علي موضوع الدستور الذي يعتبر عمود الدولة الذي سنبني عليه كل شيء فيما بعد.
ومن ناحيته قال الدكتور عصام النظامي عضو المجلس الاستشاري إنه كان معارضا للاستفتاء الذي جري في 19 مارس علي الدستور، وكان مع أن يتم اختيار رئيس حكومة انتقالية حتى يتم وضع دستور جديد للبلاد، وبعدها يتم إجراء الانتخابات الرئاسية وفق أسس واضحة يكون قد تم اختيارها والتوافق حولها من الجميع، لذا فإنه الآن مع الرأي المنادي بوضع الدستور قبل إجراء الانتخابات الرئاسية.
ومن ناحيته قال المحامي نجاد البرعي ، الناشط السياسي، إن المنادين الآن بالتعجيل بالانتخابات الرئاسية قبل وضع الدستور يريدون تسليم السلطة لرئيس قد يكون رئيساً محسوباً علي التيار الديني الذي يشكو منه أصحاب تلك الدعوات الآن، كما أن من ينادون بنقل السلطة لرئيس مجلس الشعب الآن هو في الأساس علي خلافات واضحة مع جماعة الإخوان المسلمين.. فكيف يسلمون السلطة لجماعة هم يختلفون معها في الأساس ويتهمونها بعقد صفقة مع المجلس العسكري.
وقال البرعي إن مفهوم النشطاء عن الفترة الإنتقالية غير دقيق ، فالكثيرون لا يفهمون معني الفترة الانتقالية التي تمر بها البلاد حالياً، فالسلطة ليست ميتاً ونريد أن نكرمه بدفنه أو شيء نريد أن يلقيه كل منا من عاتقه، لكنها مسئولية دولة تضم ما يزيد عن 85 مليون مواطن ، ولابد من أن يتم وضع أسس واضحة لها، ونحن حتى الآن لم نضع تلك الأسس.. لذا لا بد من وضع الدستور أولاً قبل إجراء الانتخابات الرئاسية.
فيما قال الدكتور محمد غنيم عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان وعضو الجمعية الوطنية للتغير إن ما اقترحتة الوطنية للتغير هو الأنسب للفترة الانتقالية المتبقية، لأنه لا يصح أن يكون هناك رئيس دولة بدون دستور، كما إن الاستفتاء الذي حدث لن يعترف به وقتها حيث إن الاعلان الدستوري غير بنوده.. مشيراً إلي أنه لا يقبل أبدا بتسليم السلطة لمجلس الشعب الذي يري أن تسليمه للمجلس سيضع السلطة في يد تيار واحد، وقد نص بيان الجمعية الوطنية للتغير علي ضرورة وضع الدستور أولا ، تليه الانتخابات الرئاسية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.