صورة أرشيفية مع ساعات الصباح الأولى لأول انتخابات برلمانية بعد ثورة 25 يناير، انتشرت الطوابير النسائية في كافة اللجان الانتخابية معلنة عن رغبة نساء مصر باختلاف توجهاتهم السياسية في المشاركة السياسية وتحديد ملامح مستقبلهم ومستقبل أولادهم ورغم أن الغرامة التي حددتها اللجنة العليا للانتخابات كانت سببا في إقدام الكثيرات على المشاركة إلا أن الغالبية لديها الأمل في إحداث تغيير. أعربت ماجدة (56) سنة موظفة بوزارة القوى العاملة والهجرة عن الشعور الجديد الذي ينتابها في أول انتخابات برلمانية بعد الثورة مؤكدة أنها شاركت من قبل في الانتخابات ولكن كانت تشعر أنها مقيدة حيث كانت الوزارة تحشد العاملين فيها للتصويت لمرشحي الحزب الوطني المنحل، أما اليوم فلديها الحرية الكاملة لاختيار المرشح الذي يمثلها "كانوا بيعملولنا غسيل مخ ويفرضوا علينا التصويت لمرشحين الحزب الوطني" قالت ماجدة مؤكدة أن وجود عدد كبير من المتنافسين على مقاعد مجلس الشعب يتيح لها حرية أكبر في الاختيار. رغم حرمانها من حق التصويت هذا العام لعدم وصولها إلى السن القانوني ،حرصت سارة علاء( 17) سنة على متابعة كافة برامج المرشحين واختيار الأنسب منهم والحضور في ساعة مبكرة من اليوم الأول للمشاركة ولو من خلال الوقوف في الطابور ،قالت سارة :"أنا عضوة في حزب الكنبة وافتخر لأني أحيانا أتعاطف مع الثوار في التحرير وأحيانا أخري مع متظاهري العباسية وشايفة برامج حزب الحرية والعدالة كويسة لو نفذوها بجد". رغم حالة الترقب التي عاشتها فوزية (58) سنة خلال الليلة التي تسبق الانتخابات متمنية أن يمر اليوم بسلام إلا أن مشاهد السيدات اللاتي يشكلن طوابير في أغلب اللجان اعتبرته باعثا على الطمأنينة والارتياح كما أكدت فوزية التي ترتدي النقاب أن إدلائها بصوتها أمانة تحاسب عليها فاختارت المرشح صاحب العلم والأكثر دراية بمشاكل مجتمعه متمنية أن يتحمل الصندوق الانتخابي أمانة صوتها واصطحبت معها ابنتها علياء (25 سنة) التي تعمل مدرسة والتي قالت"حاسة لأول مرة اني بتنفس حرية ، دي أول انتخابات أشارك فيها وأحس أن صوتي بيحدد مصير البلد ويأثر في نتيجة التصويت ، مش ممكن يبقى عندي فرصة إني آخد بلدي للطريق الصح وأتأخر" . كانت الغرامة التي فرضتها اللجنة العليا للانتخابات للممتنعين عن المشاركة في الانتخابات الدافع لبعض الفتيات اللاتي يشاركن لأول مرة في انتخابات برلمانية ولا يعتبرن أن مشاركتهم قادرة على إحداث أي تغيير، كانت منة طالبة في كلية التجارة إحدى هؤلاء الفتيات اللاتي قررن الحضور رغم تأكيدها أنها لا تعرف شئ عن المرشحين أو برامجهم تجنبا لدفع الغرامة و قررت أن تستجيب لنداءات المحيطين بها لترشيح حزب الحرية والعدالة بينما أكدت هالة عبد الرزاق مضيفة جوية أنها لولا تطبيق الغرامة ، ما كانت لتشارك في الانتخابات مؤكدة على تخوفها من انتشار ظواهر البلطجة في ظل حالة الانفلات الأمني. صرخت هويدا أحمد مترجمة في وزارة الثقافة في وجه السيدات اللاتي صرحن أنهم لم يأتين للمشاركة إنما تجنبا لدفع الغرامة التي تبلغ 500 جنيه قائلة:"هو فيه غرامة أكثر من اللى فضلنا ندفعها لمدة 30 سنة" مؤكدة أن خلال سنوات عمرها الذي شارفت على الأربعين لم يثير فضولها شئ بخصوص الانتخابات إلا أنها الثورة بعثت فيها الأمل من جديد والرغبة في إحداث تغيير مؤكدة أنها استشارت عدد من الشباب لتختار مرشح يمثل شباب الثورة.