صورة أرشيفية اختلف الخبراء السياسيون على اهمية تشكيل حكومة انقاذ وطنى فى الوقت الحالى، ففى الوقت الذى يؤيدها البعض ويطالب بسرعة تنفيذها ، يري اخرون انها صعبة التنفيذ ، حيث ستزيد من طول المرحلة الانتقاليى التى نعيشها فضلا عن تأخيرها للانتخابات البرلمانية، وهو ما سيشعل الاوضاع بين الجبهات السياسية التى تريد اجراء انتخابات برلمانية فى موعدها. قال الدكتور عمرو هاشم ربيع استاذ العلوم السياسية "المطالبة بتشكيل حكومة انقاذ وطنى مطلب جيد، لكنه غير واقعى، وغير قابل للتنفيذ، لاقتراب موعد انتخابات مجلس الشعب، التى تستطيع ان تمر بالبلاد الى مرحلة اكثر هدوءا واستقرارا مما هى عليه الان، وكان يجب الحديث عن حكومة بديلة لحكومة شرف قبل اسبوعين من الآن، لكن مع تحديد موعد الانتخابات لا يجب ان يتم اقالتها الآن. واضاف" من الصعب حاليا اختيار حكومة من ميدان التحرير كما حدث مع حكومة شرف،لأن الثورة فى بدايتها كانت مكونة من ميدان واحد، اما الآن فهناك ميدان للسلفيين واخر للاخوان وثالث لليبراليين، وغيرها من الميادين التى يصعب معها الاتفاق مع شخصيات محددة. وقال" نحن نعيش حالة من التخبط الآن، الحل الأمثل للخروج منها، هو هدوء الشارع المصري، وتنفيذ المجلس العسكرى للمطالب المشروعة من اصحاب ميدان التحرير الآن، وتعديل وثيقة السلمى، اما الحديث عن تشكيل حكومة انقاذ وطنى وتأجيل الانتخابات البرلمانية او الكلام حول دستور اولا يسبق الانتخابات فإنه سيشعل الأوضاع ويزيدها سخونة عما هى عليه الآن، خاصة ان الاسماء المقترحة حيث يري البعض ان يتولى الدكتور محمد البرادعى رئاستها، لم يتأكد موافقتها على هذا الاقتراح، لأنه من الصعب ان يوافق الدكتور البرادعى والذى من المؤكد ترشحه لرئاسة الجمهورية ان يتخلى عن فكرة ترشحه للرئاسة ليتولى منصب رئيس حكومة لن تستمر سوى 3 أشهر. واختلف معه الدكتور نور فرحات استاذ القانون الدستورى والذى قال" انا مع تشكيل حكومة انقاذ وطنى فى اسرع وقت، على ان يتم اختيار وجوه تتميز بالكفاءة والقدرة على اتخاذ قرار دون تردد، وتمتعهم برؤية سياسية تتفق مع احداث الثورة، لافتا الى انه لا يجب ان نختار وزراء لا يتفقون مع روح الثورة، او مترددين فى اتخا1 القرارات، او غير قادرين على التعامل مع مطالب الشارع والتفاعل معها. وأضاف :لا يوجد رابط بين تشكيل وزارة الانقاذ الوطنى وتأجيل الانتخابات البرلمانية، لأن الوزراء ليسوا مسؤولين عن تأمين الانتخابات ومتابعتها وانما الكوادر الثانية والثالثة فى كل وزارة، وهو ما يجعل تغيير الوزراء غير مؤثر فى الانتخابات المقبلة. اما عن الحديث حول صعوبة اختيار وزراء من مختلف الطوائف السياسية فى ظل الاختلاف بين القوى السياسية قال " لا يجب ان تكون حكومة الانقاذ الوطنى معبرة عن كافة القوى السياسية وانما يجب ان تكون وزارة ذات رؤية سياسية تتفق مع روح الثورة. بينما قال الكاتب الصحفي صلاح عيسي" المطالبة بتشكيل حكومة انقاذ وطنى، فكرة لا محل لها من الاعراب، لأنها لن تحقق اى شئ، فالذين يطرحون هذا الاقتراح، لن يستطيعوا تنفيذ ما عجزت عنه حكومة شرف والمجلس العسكرى، والأهم من تكوينها ، هو المساعدة على ان تمر المرحلة التى نعيشها بهدوء، فنحن نتحدث عن انتخابات برلمانية بعد اسبوع واحد من الان". واضاف" هل تستطيع حكومة الانقاذ الوطنى ان تشرف على انتخابات مقبلة، بدلا عن حكومة شرف التى تساندها المجلس العسكرى، دون ان تعتمد على الشرطة او الجيش، وان نجحت، فما هى تلك الحكومة التى ستنجح فيما فشل فيه قوات مسالحة ولا هتشترى بوليس". وقال" من المفترض ان تضم هذه الحكومة كافة الأطياف السياسية، من اخوان وسلفيين وليبراليين وغيرهم، وهو الامر الذى يصعب من تشكيلها، خاصة ان الاخوان رفضوا المشاركة فى حكومتى شرف، وهو ما جعلها تحتاج الى وقت طويل جدا الى تشكيلها، الامر الذى يزيد من صعوبة الوقت الحالى، ويزيد من فترة المرحلة الانتقالية، لذا فإننى ارى ان تكوين حكومة انقاذ وطنى لا مبرر لها".