قوبلت مساعي إسرائيل لإيجاد مكان بديل لسفارتها في العاصمة المصرية القاهرة بالفشل، بسبب رفض المصريين تأجير وزارة الخارجية في تل أبيب مقرا جديدا لهذه السفارة، في خطوة تؤكد تعاظم الرفض الشعبي لاتفاقية السلام مع إسرائيل. ووفق ما كشفت الإذاعة الإسرائيلية أمس الأربعاء فقد قالت ان وزارة الخارجية تسعى حالياً لرصد مقر جديد للسفارة في القاهرة، غير انها أوضحت ان أصحاب الايجارات المصريين 'يرفضون التجاوب معها'. ولعدم تمكين إسرائيل من الحصول على مقر جديد لسفارتها، يضطر السفير المعين يعقوب أميتاي إلى البقاء في تل أبيب، دون تمكنه من المغادرة لمزاولة عمله. وكشفت الإذاعة أيضاً أن وزارة الخارجية في تل أبيب أسندت مناصب جديدة إلى الدبلوماسيين الإسرائيليين الذين غادروا القاهرة قبل نحو شهرين، عقب اقتحام جموع مصرية مقر السفارة. وقالت ان ذلك جاء تعبيراً عن التقديرات السائدة لدى الوزارة بأن السفارة في القاهرة لن يعاد فتحها الا بعد أشهر. وواجهت سفارة إسرائيل في القاهرة الموجودة في بناية سكنية في محافظة الجيزة عدة تحديات عقب نجاح الثورة المصرية، إذ نظمت أمام مقرها عدة تظاهرات، تنديداً بالسياسات الاسرائيلية. وكان أعنف المظاهرات تلك التي نفذت عقب عملية 'إيلات' نهاية شهر أغسطس الماضي، والتي قتلت على أثرها إسرائيل خمسة جنود مصريين، حيث هاجم متظاهرون غاضبون مقر السفارة، بعد أن حطموا واجهات الحماية المقامة أمام مقر السفارة. وتمكن عدد كبير من المتظاهرين وقتها من الدخول إلى مقر السفارة، وإنزال العلم الاسرائيلي، وتدخلت فرقة كوماندوز مصرية لإنقاذ عدد من رجال الأمن الاسرائيليين الذين علقوا داخل المقر. وأخلت إسرائيل يومها على الفور طاقمها الدبلوماسي الموجود في مصر وسط إجراءات أمنية مشددة، وأعادتهم إلى إسرائيل ليلاً. وقبل يومين قضت محكمة عسكرية على عدد كبير من الشبان المتهمين باقتحام مقر السفارة بالسجن مع وقف التنفيذ لمدة ستة أشهر. وترفض الجموع الشعبية في مصر اتفاقية السلام التي وقعتها بلادهم مع إسرائيل في منتجع كامب ديفيد في الولاياتالمتحدةالأمريكية في العام 1979، إلى جانب رفضها للاتفاقيات الاقتصادية التي أبرمت مع إسرائيل. وبسبب السخط على اتفاقية الغاز المورد من مصر لإسرائيل والتي أبرمت في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، قام مجهولون أكثر من خمس مرات بتدمير خط الغاز المصدر لتل أبيب، رفضاً لبيعه بثمن بخس. ويحاول الساسة الإسرائيليون منذ نجاح الثورة المحافظة على تحسين علاقاتهم مع مصر، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استبعد قبل أيام خلال افتتاح دورة برلمانية جديدة، حين تطرق للوضع في المنطقة في ظل الثورات العربية، أن تتحسن نظرة الأنظمة العربية الجديدة لإسرائيل.