مئات الشباب والأسر داخل مدينة رفح المصرية تقتات قوتها اليومي من خلال العمل في أعمال تتعلق بعمليات تهريب البضائع المصرية إلى قطاع غزة مع عدم توافر فرص عمل حقيقة في المدينة. المدينة الحدودية التي يبلغ عدد سكانها نحو 50 ألف نسمة لم تقيم فيها الحكومات المصرية المتعاقبة أي مشروعات تتيح فرص عمل لأبنائها خلال السنوات الماضية. بالإضافة إلي أنه لا تتوافر في مدينة رفح المصرية فرص كثيرة للعمل حيث يعمل أغلبية سكان المدينة البالغ عددهم نحو 50 ألف نسمة في بيع السلع للفلسطينيين الذين يترددون على المعبر والباقي في مهن أخرى مرتبطة بالفلسطينيين خاصة قيادة السيارات الأجرة وبعضهم يعمل في الزراعة إلا انه عمل موسمي وليس دائم. ويقول مصطفى ذكي البالغ من العمر 25 عاما// لا توجد فرص عمل في رفح .. ليس لدينا مصنع واحد .. لا توجد مشروعات يمكنها استيعاب الشباب الموجودين //. ويقول سيد سلام:هناك عدد كبير من الأسر تعمل في أعمال مرتبطة بالتهريب داخل منازلها حيث تقوم بتكيس البضائع وكتابة أسماء أصحابها عليها ، وحصر البضائع المطلوبة وتقسيمها في بالات أو أكياس كبيرة ، مضيفاً أن هذا العمل يوفر للفرد الواحد نحو مائة جنيه على الأقل. وتأثر بشكل محدود خلال الفترة الماضية نشاط تهريب البضائع عبر الأنفاق على الحدود بين مصر وقطاع غزة بعد الدفع بتعزيزات أمنية جديدة خلال الأسبوع الماضي. ويقول شهود عيان بمدينة رفح بأن الشاحنات المحملة بالبضائع المهربة لا زالت تعبر الشارع العام يوميا متجهة إلى أماكن تجميع البضائع المهربة" الشونه" تمهيدا لضخها داخل الأنفاق بعد نقلها إلى شاحنات صغيرة حيث يخشى المهربين أن يؤدي إدخال شاحنات كبيرة إلى مناطق الأنفاق بما قد يتسبب في انهيارها. وعلى الجانب المصري من الحدود أصبحت مخازن السلع التي تعد للتهريب إلى غزة مكتظة فالتجارة رائجة ومربحة. ويقول عبد الفتاح مسلم 46 عاما من سكان رفح:هذه التجارة أوجدت طبقة جديدة من الأثرياء داخل مدينة رفح معظمهم من صغار السن وهناك عائلات شهيرة بالمدينة تعمل بكاملها في التهريب. وقال شاهد عيان أن السكان لا يشعرون بالتواجد الأمني بمنطقة الحدود حيث تمر الشاحنات محملة بالبضائع المهربة والقادمة من مدينة العريش على الحواجز الأمنية ولا يتم توقيفها وتدخل منطقة الأنفاق بشكل شبه علني. ويضيف مواطنون مقيمون بمنطقة بوابة صلاح الدين برفح بأن القوات منعت عبور الشاحنات باتجاه ساحل البحر لذا ركزت معظم الشاحنات المحملة بالبضائع على تفريغ حمولتها في مخازن بالمنطقة . وطالبوا بضرورة قيام قوات الجيش بفرض سيطرتها والعمل على منع التهريب وإن كان فلابد من إيجاد طرق شرعية لإدخال السلع والبضائع لقطاع غزة. ويقول أحد المقربين من عمليات التهريب أن الأنفاق أصبحت بديلا سهلا للفلسطينيين عن معبر رفح فأنها لا تحتاج لأوراق وأختام ولا انتظار للدور. وتزايدت بشكل ملحوظ أيضا عمليات تسلل الفلسطينيين بشكل يومي إلى رفح المصرية عبر الأنفاق حيث يتم دفع 50 دولار عن الفرد مقابل مروه و50 دولار أخرى عند عودته. ويصل يوميا إلى مصر عبر الأنفاق العشرات من الفلسطينيين لعقد صفقات مع مهربين بالجانب المصري أو زيارة أقارب أو لقضاء عطلة بالجانب المصري. وقال مصدر أمنى برفح انه قد تم خلال هذا العام ضبط 156 نفقا للتهريب على الحدود بين مصر وغزة وهى نسبة كبيرة مقارنة بالفترات السابقة وذلك بسبب الحالة الأمنية المتدهورة . وأضاف ان علاج المشكلة الأمنية في سيناء لن يكون باستخدام العنف ولكن عن طريق تنفيذ خطط للتأمين وتوفير فرص للعمل. ويصل طول النفق الواحد إلى نحو 1200 مترا فيما يصل عمقها إلى ما لا يقل عن 25 مترا وتتسع فتحة هذه الأنفاق لشخص واحد فقط وعادة ما تكون مخبأة داخل حظائر تربية الطيور أو أسفل خزانات الملابس أو وسط الزراعات والأحراش.