انتهت ليلة الرعب الماضية في نقابة المحامين بعد ساعات طويلة من الاشتباكات مع قوات الأمن التي حاصرت المتظاهرين واشتبكت مع عدد كبير منهم واعتدت عليهم واقتادت مجموعة من الشباب المتواجدين أمام مقر النقابة فيما فشلت في البداية جهود مسئولي الأمن مع مجلس نقابة المحامين لإثناء المتظاهرين عن قرار الاعتصام أمام مقر النقابة . ومن ناحية أخري حاول كل من جمال حنفي وممدوح إسماعيل أعضاء مجلس النقابة التفاوض مع الأمن لإقناعهم بالموافقة علي اعتصام الشباب أمام وداخل مقر النقابة إلا أن مصدر أمني رفيع المستوي رفض تلك المحاولات وهدد المتظاهرين بالتعامل العنيف في حالة الإصرار علي الاعتصام حيث ظهر الرفض الأمني المشدد لأية محاولات للاعتصام سواء أمام نقابة المحامين أو الصحفيين أو ميدان التحرير . ومن الناحية الأمنية كان الحصار المفروض علي النقابة بشكل لا يمكن وصفه من شدة الكثافة الأمنية ، حيث كانت الصفوف الأمنية المتواجدة مكونة من خمسة صفوف من الدروع البشرية المحمية بالدروع البلاستيكية وتحمل في أيديها عصي للتعامل مع المتظاهرين في حالة النزول إلي الشارع ، فيما فرض سياج أمني علي مربع دار القضاء العالي ومحكمة النقض ونقابتي المحامين والصحفيين . وثبت المتظاهرون أمام نقابة المحامين من بدية التظاهرات الساعة الواحدة من ظهر أمس وحتى الساعات الأولي من صباح اليوم حيث اشتعلت الهتافات المطالبة بتغييرات جذرية في السياسة المصرية وحل المشكلات التي يعاني منها المواطنون في السنوات الماضية ودخل المتظاهرون من الساعة الواحدة من صباح اليوم في حلقات تمثيلية ومزايدات علنية علي بعض الشخصيات القيادية في البلد وكذلك بعض المناطق والمحافظات والتي كانت بشكل فكاهي انتهت إلي أرقام هزيلة أثارت ضحكات وتصفيق المتظاهرين . وبعد محاولات مضنية من أعضاء مجلس نقابة الحامين استجاب المتظاهرون إلي المطالب التي نادت بفض الاعتصام ولكن بعد الحصول علي تعهد من أحد القيادات الأمنية بحماية المعتصمين وعدم اعتقالهم في حالة خروجهم من النقابة وفض الاعتصام ، حيث عرض القيادي الأمني علي ممثلي النقابة أن يتواصل المتظاهرون معه علي هاتفه الشخصي حتى يصلوا إلي بيوتهم ويطمئن عليهم بنفسه .