أبدى حزب الجبهة الديمقراطية قلقه العميق للمواجهات العنيفة التي حدثت في ميدان التحرير مساء أمس ، والتي استخدمت فيها قوات الشرطة القنابل المسيلة للدموع ضد متظاهرين، بما يعيد للأذهان الأساليب المرفوضة في تعامل السلطات مع الشعب، ويضرب محاولات إعادة الثقة بين الشرطة والشعب في مقتل. وأكد الحزب في بيان أصدره اليوم على أن التظاهر السلمي حق يكفله الدستور والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان، وأن الشعب المصري قدم آلاف الشهداء والمصابين في ثورته العظيمة يوم 25 يناير 2011 لتأكيد هذا الحق بما يكفل لأي مصري ومصرية أو مجموعة من المصريين التعبير السلمي عن الرأي مهما اتفقنا أو اختلفنا مع ذلك الرأي. وأضاف أنه على الشرطة التوقف فورا عن التعامل بعنف لقمع أي تظاهرات سلمية، بل أن واجب الشرطة أن تؤمن مثل تلك التظاهرات السلمية للتأكد من حماية الأرواح والممتلكات والمنشآت العامة والخاصة، ومنع اندساس عناصر البلطجية وفلول النظام السابق التي تهدف لاختلاق التصادمات العنيفة والتخريب وإفساد الطابع السلمي للتظاهر ونشر الفوضى، والخروج بالثورة عن أهدافها. كما دعا الحزب إلى انه لابد أن تستمر الثورة في مسارها السلمي المنظم، بما يضمن ألا يتعارض الزخم الثوري مع متطلبات البناء، وإعادة الحيوية للاقتصاد.. كما أن تحقيق أهداف الثورة ببناء نظام ديمقراطي واقتصاد قوي وعادل، ودولة مؤسسات حديثة عصرية تقوم على المواطنة والمساواة والحرية وسيادة القانون والعدالة الاجتماعية، سيستغرق شهور وسنوات. وطالب الحزب الحكومة ووزارة الداخلية والمجلس الأعلى للقوات المسلحة بضرورة اتخاذ حزمة من الإجراءات تضمن محاسبة المتورطين في العنف، والمحاكمة الفورية للمسئولين عن استهداف المدنيين من الشهداء والجرحى، وإصدار التعليمات الصريحة بالامتناع عن استخدام العنف في مواجهة التظاهرات السلمية، ومحاسبة المتورطين في سيناريو نشر الفوضى والتخريب.. كما طالب من منطلق المسئولية الثورية قوى الثورة بضبط النفس والترتيب الجيد لأي تظاهرات بحيث لا تعطل المصالح أو تؤدي إلى مثل هذه المواجهات أو يتم استغلالها من قبل فلول النظام القديم وقوى الفساد والبلطجة، إعلاء للمصلحة الوطنية فوق أي اعتبارات سياسية أو حزبية ضيقة.