صدقت وزارة الداخلية عندما أعلنت منذ عدة أيام أن جريمة الإسكندرية الإرهابية التي وقعت أمام كنيسة القديسين لم تكن نتيجة سيارة مفخخة وإنما نتيجة عبوة ناسفة حملها أحد الإرهابيين أطاحت به العبوة أيضا مع بقية الضحايا. وقد أكد هذه الحقيقة الدكتور أيمن فودة كبير الأطباء الشرعيين السابق الذي حاورته احدي المحطات الفضائية تليفونياً حيث قال إن الجريمة لو وقعت نتيجة لسيارة مفخخة لكانت قد أحدثت فجوة في الأرض لكن ذلك لم يحدث. وأكدت التحليلات الأمنية أن العبوة الناسفة كانت موضوعة في حقيبة تشبه الحقائب المدرسية.. مما لا يلفت النظر إلي محتواها أو يثير الشك في حاملها. ومع الزحام الطبيعي في المنطقة وتزايده مع احتفالات رأس السنة الميلادية لم يكن يمكن لأي جهاز أمني في العالم اكتشاف هذه الجريمة قبل وقوعها. ومن هنا فأننا نطالب بعض الأصوات أو الأقلام التي توجه اتهامات عشوائية للأمن بالتقصير أن تكف عن ذلك حتي لا نسيء إلي جهاز يقوم بأعباء جسام ويتواجد في كل مكان وسط ظروف شاقة نتيجة للكثافة السكانية العالية واصرار الكثير علي عدم الالتزام بالقوانين. إن الولاياتالمتحدةالأمريكية علي قدرها واقتدارها وتقدمها العلمي والتكنولوجي الخطير وتجسسها علي المكالمات التليفونية لم تستطع ان تمنع جريمة نسف برجي التجارة في نيويورك التي راح ضحيتها أكثر من ثلاثة آلاف و500 قتيل.. فلماذا نجلد أنفسنا بهذه القسوة. الأمن في أي بلد لا يمكن أن يحقق نجاحاً بمعزل عن مشاركة شعبية معه.. وللأسف نحن لا نعطي الأمن في بلادنا دعماً شعبياً وإنما نحمله فوق ما يطيق.. وأبسط شيء في هذا المجال السلبية التي تغلب علينا والعبارة الشهيرة التي يرددها كل منا "وأنا مالي"!! نعم.. من حقنا أن نطالب الأمن بزيادة اليقظة ونحثه علي ذلك.. ولكن ليس من صالحنا ولا من صالح الوطن أن تهتز الثقة فيه من خلال كلام غير مسئول نوجهه إليه. جهاز الأمن توصل إلي صورة تقريبية للإرهابي الذي يحتمل أن يكون وراء جريمة كنيسة القديسين ونشرها في أجهزة الإعلام لعل أحدا يتعرف علي شخص بهذا الشبه ويدلي بأقوال تفيد في كشف غموض الجريمة. فهل نكون إيجابيين وغيورين علي مصلحة وطننا وأمنه وسلامته ونساعد في كشف الحقيقة سواء من خلال هذه الصورة أو من خلال أية معلومات أخري؟!