لا أحد يمكن أن يجد تفسيرا مقنعا لما تقوم به إيران من استفزازات في حق الجيران والأصدقاء ومن أعمال وافتراءات تباعد وتفسد كل محاولات تقريب المذاهب والحفاظ علي وحدة الإسلام والمسلمين. فإيران تواجه الكثير من المشاكل في علاقاتها الدولية بسبب قضايا التسلح النووي وتتعرض للكثير من العقوبات الدولية ليس لها من مؤيد أو حليف أو خط دفاع إلا من الدول العربية المجاورة ومن الدول الإسلامية التي تعارض توجيه ضربة عسكرية ضدها والتي تحاول تقريب وجهات النظر والتي تنظر وتتعامل مع إيران علي انها دولة إسلامية شيعية مؤثرة في قضايا العالم الإسلامي. ولكن إيران تصر علي افساد وقطع كل خيوطها مع هذه الدول. فالتدخلات الإيرانية المستمرة لإيران في مملكة البحرين تجعل العلاقات بين البلدين حذرة ومتوترة وإيران تصر علي استمرار احتلال جزر دولة الإمارات العربية الثلاث طنب الصغري وطنب الكبري وأبوموسي وإيران بعلاقاتها مع حزب الله في لبنان تثير نوعا من عدم الاستقرار في المنطقة إلي جانب انها تفرض دولة داخل الدولة في لبنان. والآن تأتي إيران لشتعلها نارا طائفية إعلامية عندما يعرض التليفزيون الإيراني حاليا لمسلسل "رسالة المختار" أو ما يسمي "بمختار نامة" باللغة الفارسية ويتضمن اهانات لصحابة النبي الكريم صلي الله عليه وسلم ومن بينهم الصحابي الجليل عبدالله بن الزبير رضي الله عنهما. وحلقات المسلسل الذي يتضمن 40 حلقة تستعرض سيرة المختار بن يوسف الثقفي المعروف باسم ابي اسحاق والذي طالب بالثأر لاستشهاد الإمام الحسين في كربلاء عام 61 للهجرة بكل ما يتضمنه ذلك من تعرض واساءة للصحابة رضوان الله عليهم. وهو أمر غريب رغم ظهور الكثير من الفتاوي من بعض المراجع الشيعية نفسها بتحريم الاساءة إلي الصحابة وبرغم ان أحكام الإسلام المستقرة بعيدا عن الصراع المذهبي تحرم تماما الإساءة إلي أي إنسان سواء كان حاضرا أم غائبا. حيا أو ميتا! ولكنه التشدد الإيراني الذي يتعامل مع القضايا الدينية من مفهوم ومنظور طائفي استعلائي يترجم بعدا تاريخيا سياسيا يمتد إلي عصور الصراع ما بين الفرس والمسلمين واندحار الامبراطورية الفارسية علي يد الفتح الإسلامي. ولقد كان أزهرنا الشريف قويا وحازما في رفض الإساءة لصحابة رسول الله ولزوجاته وأثبت أنه مازال المؤسسة الإسلامية السنية القادرة علي لم شمل المسلمين وتوحيد كلمتهم والتصدي لمن يسيء إلي الإسلام والمسلمين. وأسعدنا في ذلك التصريح الصادر عن المستشار محمد رفاعة الطهطاوي المتحدث الرسمي باسم الأزهر الشريف والذي أعلن فيه رفض الأزهر لأي اساءة تناول من صحابة الرسول صلي الله عليه وسلم مطالبا لجنة تقريب المذاهب بايران بالعمل من أجل منع اثارة الفتن المذهبية. وهو موقف نأمل ان تسارع بقية المنظمات والدول الإسلامية إلي الاقتداء به لحث ايران علي أن تكون جزءا في منظومة العمل الإسلامي المتكامل بدلا من تكرار الأعمال الفنية والتصريحات التي تسيء بشكل مستمر إلي الكثير من الصحابة رضوان الله عليهم. ان فتح باب الخلافات المذهبية بين السنة والشيعة لن يفيد إيران في شيء ولن يخلق إلا فتنة جديدة ستكون هي المعركة التي يأملون في اشعالها لضرب الإسلام والمسلمين فهي معركة جدلية تغذيها موروثات تاريخية أغلبها مختلفة ومدسوس علي المسلمين للتفريق بينهم وهي معركة نري بوادرها الآن فيما يحدث في العراق وما يشهده من تفجيرات ومذابح وهو النموذج الذي يريدونه للمسلمين فهل هذا هو ما تبحث عنه إيران وهل هذا ما سنقبل به. وبماذا يفيد إيران سب الصحابة الآن! ** ملحوظة أخيرة: مازال عمرو موسي هو الأصلح للجامعة العربية ومازالت الجامعة العربية هي الأصلح له!