هناك العديد من القضايا والحوادث المثيرة مازالت أجهزة الأمن تبحث عن المتهم فيها.. ورغم مرور وقت كبير علي وقوع الجريمة.. إلا أن الكل يتساءل: من الجاني؟!!! قضية العدد.. من الجرائم الإنسانية والاجتماعية المثيرة.. "الضحية" فيها "طفل" حديث الولادة لا يتعدي أياما قليلة من العمر.. عثر عليه في حالة إعياء شديد بطريق المقابر بإحدي قري مركز نجع حمادي بقنا.. أما "الجاني" فهي "أم" تجردت من أدني مشاعر الرحمة وأحاسيس الأمومة.. وتخلصت من فلذة كبدها لتخفي معالم جريمتها بالحمل سفاحاً.. وتبعد العار عن أسرتها. هذه الجريمة المركبة.. وقعت فيها امرأة خاطئة أرادت إخفاء جريمتها الأولي بارتكاب الخطيئة.. فوقعت في جريمة ثانية بإلقاء رضيعها بالمقابر لتزيل عن كاهل أسرتها عار الفضيحة.. وتخلص نفسها من آثار الدنس الذي يمكن أن يلوث شرفها إلي آخر العمر.. ويسيء لسمعتها طوال حياتها. بدأت فصول الكشف عن أحداث الجريمة المركبة ببلاغ أهالي قرية "السماينة" لمأمور مركز شرطة نجع حمادي بعثورهم علي "طفل" حديث الولادة ملقي بطريق المقابر الواقع بين قريتي "الحلفاية" و"السماينة". أسرع رجال مباحث المركز إلي مكان البلاغ وتبين من الفحص الأولي أن "الطفل" حديث الولادة لا يتعدي 3 أيام من العمر.. وهو في حالة إعياء شديدة لإصابته بنقص النمو مربوط الحبل السري.. وملفوف في قطعة من القماش.. ولا يوجد به أي شيء يشير إلي بلدته أو أهليته.. فتحرر محضر بالواقعة. تم إخطار النيابة التي أمرت بتوقيع الكشف الطبي علي "الطفل" وإيداعه مستشفي نجع حمادي العام لوضعه في حضانات الأطفال المبتسرين لمعاناته من نقص في النمو.. ثم إيداعه إحدي دور الرعاية بعد الاطمئنان علي حالته الصحية. كما كلفت المباحث بالنشر عن الواقعة لمحاولة التوصل إلي شخصية الطفل وأهليته.. وجمع التحريات اللازمة لكشف غموض الجريمة.. وضبط مرتكبها.. وتقديمه للعدالة وسماع أقوال المبلغ عن الواقعة. كشف التقرير الأولي للطب الشرعي أن الطفل مولود ولادة طبيعية.. وأن القائم علي عملية الوضع. متخصص في عمليات التوليد.. ويؤكد ذلك عملية ربط الحبل السري مما يشير إلي أن ولادته كانت في عيادة خاصة.. أو بواسطة داية خبيرة في عمليات التوليد المنزلي. أكدت التحريات التي أجراها رجال البحث الجنائي بالمركز أن "المتهمة" بإلقاء رضيعها بالطريق.. ليست من أبناء قريتي "الحلفاية بحري" أو "السماينة".. لكنها من مكان آخر.. واختارت أن تتخلص من طفلها بإلقائه بمكان بعيد عن محل إقامتها لإبعاد الشبهات عن نفسها وإخفاء معالم جريمتها. كما تبين أنها حملت سفاحاً من علاقة آثمة لم تنته بالطريقة التي كانت تريدها وأن شريكها في الجريمة الأولي "الحمل سفاحاً" رفض الارتباط بها أو نسب المولود إليه.. ويحتمل أن تكون أسرتها ساعدتها في التخلص من ثمرة الخطيئة لتبعد العار عن نفسها. راح فريق البحث الجنائي يفحص حالات التردد علي المستشفيات العامة والعيادات الخاصة لمتابعة حملهن.. ومعرفة مصير الحمل والمولود.. كما تم فحص حالات الوضع التي أجريت خلال الأسبوع السابق للبلاغ بالعثور علي الطفل. أيضاً تم فحص حالات الوضع والمتابعة التي تجريها الدايات والقابضات بقري المركز وسماع أقوالهن حوال الحالات التي تتابعها ومصير الحمل فيها.. أيضاً تم فحص الخلافات المتعلقة بالعلاقات العاطفية والمشاجرات الزوجية بقري المركز. علي مدي أيام وليال طويلة من البحث والتحري في جهد مضن وحثيث للتوصل إلي شخصية وأهلية "الطفل" لم تتوصل جهود المباحث إلي أي خيوط تقودهم إلي هويته.. أو تحديد شخصية الأم الخاطئة مرتكبة الجريمة.. ليستمر الجاني مجهولاً.. حتي الآن!!