لليوم الثاني علي التوالي.. تتصاعد أزمة المدارس القومية بالاسكندرية.. احتجاجاً علي تحويلها إلي مدارس تجريبية.. طبقاً لقرار وزير التربية والتعليم رقم 475 لسنة ..2010 ولعل كان من أكثرها سخونة مدرسة كلية النصر للبنات والمعروفة باسم "E.G.C) التي تم تحويلها إلي مدرسة المستقبل التجريبية للبنات. شهدت المدرسة منذ الصباح الباكر أمس أحداثاً ساخنة أدت إلي تحطيم سيارة وكيل وزارة التربية والتعليم وخروج مديرة المدرسة الجديدة تحت حراسة الشرطة. إلتقت "المساء" بطالبات مدرسة "E.G.C) للتعرف علي ماحدث. تؤكد شيماء الكيك الطالبة بالمدرسة أن مدرسة "E.G.C) هي الوطن الذي تعرفه كل طالبات المدرسة وكل خريجاتها والكل يعتز اعتزازاً كبيراً بالمؤسسة التعليمية التي ينتمون إليها من الحضانة وحتي مرحلة الثانوي.. ثم نفاجأ في لحظة بتغيير اسم المدرسة وتبعيتها إلي نظام التعليم التجريبي. وهذا يعني طمس هوية بنات ال "E.G.C) فلصالح من هذا؟. تقول روجينا عزت: إننا فوجئنا بالأستاذة ابتسام السيد التي تم تعيينها مديرة للمدرسة من قبل وزير التربية والتعليم بدلاً من السيدة نهال عفيفي.. وتخرج المديرة الجديدة إلي الطالبات خلال بداية اليوم الدراسي وتقول لهم صباح الخير يا "E.G.C) سابقاً "المستقبل" حالياً وأنا ليس اسمي "مس ابتسام" إنما اسمي "أبلة ابتسام" وهذا علي غير ما تعود عليه بنات ال "E.G.C) منذ عام 1925 وحتي الآن بما أدي إلي إصابة بعض الطالبات بحالة الإغماء من هول ما يحدث. اعترضت الطالبات قائلات: "E.G.C) إلي الأبد فقامت المديرة وقالت للطالبات وأنتم أولاد..... وبروح..... أنا هأقلبها تجريبية.. وهذا الطبع أصاب الطالبات بصدمة عنيفة لأنهم لم يجدوا من قبل من يخاطبهن بهذه الطريقة. وتتساءل ليلي ياسين ولية أمر طالبة بالمدرسة لصالح من ما يحدث؟!.. ولماذا نحاول هدم كل شيء جميل وناجح؟!.. فمدرسة ال "E.G.C) مؤسسة تعليمية تعلم بناتنا أصول التربية وأصول التعليم والذوق الرفيع وهي بحق من الأشياء الجميلة المعدودة والمتبقية من الزمن الجميل.. فلماذا نهدمها؟.. وهل هناك من له مصالح خاصة في تحويل هذا الصرح التعليمي الكبير إلي مدرسة تجريبية للحصول علي أرضها التي تقدر بحوالي 20 فداناً في أفضل أماكن الاسكندرية ولمصلحة من هدم هذا الكيان التعليمي المتكامل من مرحلة الحضانة حتي الثانوي بكل ما تحتاجه العملية التعليمية وحتي الأتوبيسات التي نطمئن علي بناتنا فيها.. فمن مصلحة من كل هذا؟!. تقول آلاء كمال الطالبة بالمدرسة: إن دموع البنات لم تجف منذ أول أمس وأزمة مدرسة "E.G.C) هي أزمة في آلاف البيوت والعائلات السكندرية والتي ينتمي بناتهن إلي المدرسة سواء كانت طالبة أو مدرسة أو عاملة أو خريجة.. وهذه المدرسة تخرجت فيها الملكة صوفيا وكل بنات المجتمع بالاسكندرية.. فلماذا يهدمونها؟.. وإذا كان هناك أي فساد مالي أو إداري أو خلافه فما ذنب الطالبات؟ وتظل المدرسة كما هي "E.G.C) بكل مميزاتها وتعليمها الراقي للغات وتخضع المدرسة للإشراف والرقابة المالية والإدارية من قبل الوزارة.. ولكن تحويلها إلي مدارس تجريبية فإنه يدمر العملية التعليمية بالمدرسة ويخلق أجواء رديئة لا تعرفها هذه المؤسسة العريقة.. ولماذا يريد وزير التربية والتعليم أن يلغي كل هذا التاريخ الطويل؟. تري د.مروة الأنصاري صيدلانية من خريجات مدرسة "E.G.C) أن هذه المدرسة ليست مجرد مدرسة ولكنها صرح تربوي وتعليمي كبير تنتمي إليه كافة عائلات الاسكندرية فالبرغم من إنني وزميلاتي قد تخرجنا في كليات الصيدلة والكليات المختلفة إلا أننا نعتز جداً جداً بإنتمائنا إلي مدرسة "E.G.C) ونعتز بشهادتنا الثانوية وأننا خريجات "E.G.C) أكثر من اعتزازنا بأننا خريجات الكليات المختلفة فكيف يتم تغيير اسمها أو تغيير طبيعة الدراسة بها؟ هذه مدرستنا ومدرسة أولادنا والأجيال المتعاقبة.. وتحويلها إلي مدرسة تجريبية هو طمس للهوية والانتماء والتاريخ وأيضاً يشوه صورة المستقبل القريب والبعيد للدارسات بها. يقول ولي أمر طالبة بالمدرسة: إن تحويل المدرسة إلي تجريبية سوف يجعلنا نخرج بناتنا إلي المدارس الخاصة والتي طبعاً سيزداد مصاريفها ستشكل عبئاً كبيراً علي ميزانياتنا وإلا فليقول لنا وزير التربية والتعليم ماذا نفعل؟! يؤكد أحمد خشاب طالب بالصف الثالث الثانوي بمدرسة "E.B.S) والتي تم تحويلها إلي مدرسة الجيل الصاعد للبنين التجريبية أننا سنظل معتصمين حتي إلغاء القرار فلا يعقل أننا بعد 14 سنة تعليماً في المدارس القومية وما تكبده أباؤنا في سبيل هذا لنفاجأ بأننا سنحصل علي شهادة من مدارس تجريبية وبعد دفع مصاريف اللغات طوال السنوات الماضية.. وسنبذل كل ما في وسعنا حتي يعود الوضع إلي حالة الاستقرار وتعود مدارسنا كما هي في سابق عهدها. يذكر أن اللواء عادل لبيب محافظ الأسكندرية كان قد أصدر قراراً بتأجيل تنفيذ قرار وزير التعليم بتحويل المعاهد القومية إلي تجريبية.