شهدت أحزاب المعارضة خلال عام 2010 تغييرات كبيرة أثرت كثيرا علي النشاط السياسي فيها ولم يكن العام الذي أوشك علي الانتهاء سعيدا علي عدد من قيادات هذه الأحزاب وفي المقابل هناك قيادات أخري حققت نجاحا بدأت احداث العام الساخنة بانتخابات علي منصب الرئيس في حزب الوفد بين د. محمود اباظة رئيس الحزب السابق ود. السيد البدوي رئيس الحزب الحالي وحظيت انتخابات الوفد بتغطية من وسائل الاعلام المحلية والعالمية وتوقع الجميع ان تكون بداية حقيقية للحزب وحدث تاريخي يغير كثيرا من موقفه علي الساحة السياسية ويجعله قادرا علي قيادة المعارضة. وساهمت انتخابات الوفد في زيادة العضوية بانضمام عدد من كبار السياسيين وأعضاء مجلس الشعب اليه وفي مقدمتهم علاء عبدالمنعم ومصطفي الجندي ومحمد العمدة واللواء سفير نور والكابتن طاهر ابوزيد والفنانة سميرة أحمد ورجل الأعمال رامي لكح والشاعر احمد فؤاد نجم والمذيع عمرو أديب ولم يدم شهر العسل في الوفد طويلا حيث برزت أزمة جريدة الدستور بعد ان قام البدوي بشرائها وأقال رئيس تحريرها وتزايد الحديث عن وجود صفقة بين الوفد والحكومة وان البدوي اشتري الدستور كخدمة للحكومة للحصول علي عدد من المقاعد في البرلمان وهو ما ثبت خطؤه لاحقا. لم تكن أزمة الدستور الوحيدة التي أثارت الخلافات في الوفد ولكن جاءت الانتخابات البرلمانية بعد فشل الحزب في تحقيق نتيجة جيدة في الجولة الأولي بعد فوز عضوين فقط وحدث خلاف عنيف حول فكرة الانسحاب من الانتخابات ووافقت الهيئة العليا علي الانسحاب إلا ان بعض المرشحين أصروا علي الاستمرار في المعركة الانتخابية ومنهم عاطف الأشموني وطارق سباق وماجدة النويشي ومحمد المالكي وهو الأمر الذي أشعل خلافا جديدا للحزب حتي صدر قرار آخر من الهيئة العليا بتجميد عضوية المخالفين لقرار الانسحاب وانتهي الأمر بالتوصية بفصلهم لحين عقد اجتماع هيئة عليا يعرض عليها الموقف. ويبدو ان عام 2011 سيشهد مفاجآت كبيرة بعد رفض النواب المفصولين ترك الحزب ودعوة الهيئة الوفدية المؤتمر لاتخاذ قرار نهائي بشأنهم خاصة انهم خاضوا الانتخابات بناء علي قرار من الهيئة الوفدية. عرفت الأحداث الساخنة طريقها الي حزب التجمع ايضا حيث نشبت خلافات عنيفة بين قيادات بعد انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشوري حيث وقع خلاف شديد حول المشاركة فيها واتهم عدد من الأعضاء الدكتور رفعت السعيد رئيس الحزب بعقد صفقة مع الحكومة للفوز بعدد من المقاعد كما نشبت خلافات جديدة خلال الاستعداد لانتخابات مجلس الشعب الأخيرة حيث رفض عدد من الأعضاء المشاركة فيها إلا بعد الحصول علي ضمانات تمنع التجاوزات واضطر السعيد الي دعوة أمانات المحافظات للحصول علي موافقتها لخوض الانتخابات وبالفعل تمت الموافقة. تجدد الجدل مرة اخري في التجمع بعد فوز عضو واحد فقط للحزب في الجولة الأولي حيث دعا عدد من القيادات الي الانسحاب من جولة الاعادة وأصر الحزب علي الاستمرار في المعركة وخاض الحزب الإعادة وفاز بأربعة مقاعد أخري ولكن فرحة الحزب لم تستمر طويلا بعد وفاة محمد عبدالعزيز شعبان اقدم نواب الحزب في البرلمان بعد أيام قليلة من فوزه ورغم انتهاء الانتخابات البرلمانية إلا ان آثارها ستستمر في العام الجديد بعد أن دعا المعارضون لقيادة الحزب الي انعقاد اللجنة المركزية لطرح الثقة. أما أكثر الأحداث الحزبية عنفا ما حدث قبل أسابيع قليلة في الحزبي الناصري فرغم ان العام بدأ بفرحة كبيرة للحزب بعد فوز محسن عطية أمين التنظيم في انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشوري وتعيين احمد حسن الأمين العام في المجلس ليكون للحزب تمثيل في الشوري لأول مرة في تاريخه إلا ان الصراع بين سامح عاشور النائب الأول لرئيس الحزب واحمد حسن الأمين تجدد بعد دعوة الأول لعقد مؤتمر عام واعلان حصوله علي تفويض من ضياء الدين داوود رئيس الحزب المعتذر عن الاستمرار في رئاسة الحزب والقيام بمهامه وهو الأمر الذي رفضه حسن واتهم عاشور بتزوير التفويض وعقد عاشور المؤتمر الذي أصدر قرارات بالغاء الهيئة البرلمانية للحزب في الشوري المكونة من احمد حسن ومحسن عطية امين التنظيم وتحويل من يخالف القرار الي التحقيق ووقفه عن ممارسة مهامه الحزبية. في المقابل قرر احمد حسن تجميد عضوية سامح عاشور ود. محمد ابوالعلا نائب رئيس الحزب وتوحيد البنهاوي الأمين المساعد لشئون التنظيم ومنعهم من دخول الحزب وقام كل من عاشور وحسن بإخطار لجنة شئون الأحزاب واستعان حسن بأنصاره لحماية المقر وجريدة العربي من سيطرة عاشور الأمر الذي ينذر بوقوع احداث عنف في الحزب العام القادم اذا استمر الصراع وقد يؤدي ذلك الي تجميد نشاط الحزب لينضم الي الأحزاب المجمدة الأخري ويختفي من الساحة السياسية. ولم يترك العام حزب الجبهة دون أن يترك به بصمة حيث استمرت الانقسامات والانشقاقات وتعرض الحزب لضربة موجعة بعد اعلان مارجريت عازر الأمين العام استقالتها من منصبها وانضمامها لحزب الوفد بعد خلافات مع كل من د. اسامة الغزالي حرب رئيس الحزب وابراهيم نوار أمين التثقيف واتهمت مارجريت اسامة الغزالي حرب رئيس الحزب بإدارة الحزب من خلال الشللية والمصالح الخاصة ودعا الحزب لعقد جمعية عمومية وقرر اجراء انتخاباته الداخلية في يناير القادم. وعام 2010 لم تكن أحداثه كلها سيئة للأحزاب ولكن شهد انفراجة كبيرة في النشاط السياسي لعدد من الأحزاب الصغيرة بعد تمكن قياداتها من تحقيق فوز في الانتخابات التشريعية والحصول علي مقاعد في مجلسي الشعب والشوري فقد فاز موسي مصطفي موسي رئيس حزب الغد بمقعد في انتخابات التجديد النصفي في مجلس الشوري وحصل علي أول مقعد للحزب في هذا المجلس كما حصل حزب الجيل علي مقعد في الشوري في نفس الانتخابات وفاز به صالح العجوز. فاز أيضا كل من رجب هلال حميدة سكرتير عام حزب الغد ومحمد عبدالعال رئيس حزب العدالة الاجتماعية وطارق سلامة عضو حزب السلام ومحمود الخردويلي عضو حزب الجيل وهذه الأحزاب لم تفز من قبل بمقاعد في البرلمان. وشهد العام ايضا انتهاء ظاهرة جماعة الاخوان المحظورة بعد سقوطها في الانتخابات البرلمانية وخروجها من الانتخابات بلا أي مقاعد وخسارتها للمقاعد ال 88 التي حصلت عليها في انتخابات 2005 حتي العضو الوحيد الذي فاز للمحظورة أصر مكتب إرشادها علي فصله وهو النائب مجدي عاشور.